عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

إذاً التحرر من دائي الذمّية والعبودية الطوعية

20020725

يحلو لمستغلّي "الإيديولوجيا" المحمدية، بمناسبة و دون مناسبة، التشدّق بنظام أهل الذمة، مصورّين إيّاه كمصدر بركة و رحمة "لأهل الكتاب"، أوحى به إله عقيدتهم، تماماً كما اعتاد إلههم هذا أن يفعل على مرّ الأيام و العصور محلّلاً أومحرّماً، بحسب مقتضيات الحاجة حيناً و الغريزة أحياناً! و إذ أننا في هذه العجالة لسنا في وارد التحليل و البحث في تفاصيل نظام التمييز العنصري القرآني هذا فإننا نحيل القراء الكرام إلى كتب قيّمة عالجت، و بشكل علمي دقيق، هذا الموضوع الخطيرمثل " أهل الذمة في العصور الوسطى" للدكتور قاسم عبده و

The Decline of Eastern Christianity under Islam

Bat Ye’or للمؤرخة الدكتورة

و من تداعيات نظام أهل الذمة و تراكماته في نفوس بعض المسيحيين الآراميين، في عصرنا الراهن، الشعور بالمذلّة والرّكون المطلق إلى العبودية الطوعية لحدّ تلاشي الشخصية والخنوع، حتى في بلاد الحرّية، لمن بات رمزاً للإرهاب و الهمجية، نعني بهم أنظمة الإستعمارالإسلامي على مختلف أشكالها و ألوانها. فترى هؤلاء " يبدعون"، على سبيل المثال لا الحصر، في استنباط الأعذار الواهية لسلطات التخلّف و القمع في دمشق منعها أبناء شعبنا الآرامي من التحادث بالسريانية الآرامية في مطارات سوريا لدى قدومهم لزيارة الأهل والأقارب و احتجازها البعض لدى مراكزاستخبارات حكومتها الفيشوية في بيروت أو في "فرع فلسطين"، الفرع المخابراتي الأشهر في دمشق، مرددين كالببغاوات و بدون حياء ولا خجل، أقوال سادتهم النّصيريين الباطنيين – حكّام دمشق، معلّلين كل هذا بمهزلة "الضرورات الأمنية"! و هكذا دواليك...

مظهر آخر من مظاهر الذل و الرخص المتأصل في بعض النفوس هو تكالب أصحابها على أعتاب "أكوام القمامة العربية" في دول العالم الحرّ. و تعبير "المزابل"، بالمناسبة، أطلقه السياسيون الإنكليز على سفارات الأنظمة العربية، إذ دأب سفراء تلك الأنظمة وموظفوها على البحث بين براميل النفاية عسى أن تقع أيديهم "المباركة" على مسوّدة موضوع أو رسالة تكون مادة صالحة لفبركة تقرير بحق من سوّلت له نفسه التطاول على أحد أصحاب "المعالي أوالسعادة أو السيادة أو الفخامة أو السمو أو الجلالة" الخ، كما ذكرت قناة الجزيرة مؤخراً. و إن ننسى فلا ننسى أولئك الذين باعوا ضميرهم في سوق النخاسة و تخصصوا في التجسس على أبناء شعبهم الآرامي المسيحي في الأندية و مختلف المناسبات العامة، و كتابة التقارير و تقديمها إلى سلطات الإحتلال ليُصار إلى تسليم أبناء شعبنا إلى جلادي نظام الإرهاب العربي في دمشق.

وهكذا نجد دائماً و أبداً من أشباه المسيحيين من يرى نفسه مدعوا للتساقط على أبواب سفارات مضطهِديهم و من كان سبباً في نزوحهم عن أرض الآباء والأجداد تراكم الذباب على براميل قمامة! فتراهم يتسابقون، بل يتنافسون، على تقبيل الأيدي و النعال و التعرّي نفساً و جسدا لنيل رضى ممثلي أنظمة الوحشية و التخلّف.

و لهذا السبب لم نُفاجأ بمحاولة البعض تعقّب أعضاء التنظيم الآرامي الديمقراطي في السويد ممن اشتركوا في المظاهرة التي نظمتها المنظمات المسيحية الحرة أمام مقر سفارة نظام البعث العربي الفاشي في دمشق، مندّدة بالإحتلال العربي السوري المدعوم إسلاميا للبنان و مطالبة إياه بتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 520 و القاضي بانسحاب الجيوش الغريبة عن أراضيه. كذلك لم يدهشنا تسابق بعض ضعاف النفوس من مسيحيي الهوية، من مختلف المستويات والمراتب لتقديم الخدمات بهذا الصدد. غير أنه لا يسعنا إلاّ التقدّم بالتحية للبعض الآخر ممن رفضوا الإنحطاط لمثل هذا المستوى الوضيع موبّخين ممثلي نظام دمشق ضعتهم وخستهم.

إذاً التحرر من دائي الذمّية والعبودية الطوعية – وهو أمر كنّا أثرناه في بيانات سابقة، شرط أساس للتخلص من عقدة الرعب والخوف و تحرير العقل المسيحي الآرامي مما علق به من شوائب الإستعمار الإسلامي البغيض على مختلف أشكاله العروبية والتركية والكردوية والفارسية. و هنا تكمن أهمية قيام كنائسنا و مؤسساتنا المدنية و الحزبية في دول الشّتات الحرّة على وجه الخصوص، بإنعاش الهوية الآرامية المسيحية الحقّة في النفوس. ففي تحررنا من ربقة الذمية خلاص لشعوبنا المسيحية التي باتت، في أوطاننا الأم، أقلية مضطهدة ترزح تحت نيرأشرس استعمار، ما عرف الرّحمة منذ 1400 عام، و ما زال!...

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها