عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

كفى نفاقاً وعبودية!

20020701

تزامن انسحاب الجيش الإسرائيلي في أياّر الماضي والذي أتى تلبية لقراري الأمم المتّحدة رقم 425 و 426 مع حلّ جيش لبنان الجنوبي ممّا أدّى ـ كما توقّعنا وحذّرناـ إلى دخول عناصر الإرهاب الاسلامية من حزب اللّه وأمل والجنبلاطيين والقوميين السوريين إلى القرى والبلدات الآرامية المسيحية في غزوة معاصرة أريد لها أن تصوّر الأمر كتحرير للجنوب من "الاحتلال الإسرائيلي" لتقوم بأعمال قتل وإرهاب وغزو ونهب أساسية في غياب تام وصمت مجرم من جهة ما يسمّى اليوم بالدولة اللبنانية وجيشها. مماّ يعيد إلى الذاكرة عمليات المجازر والتهجير التي ارتكبتها تلك العصابات وأخواتها ومثيلاتها بحق أبناء شعبنا الآرامي المسيحي في كل بقاع الشرق مدى الزمن، ومؤخّرا إثر إخلاء القوات اللبنانية (المسيحية) قرى شرقي صيدا عام 1983 وما تلاها في الشوف في جبل لبنان لدى إخلاء الجيش الإسرائيلي مواقعه إذ استفردت تلك العصابات بالسكّان الآراميين المسيحيين الأمنين في قراهم ونفّذت عمليّات إجرامها الوحشية من ذبح وتقتيل وتهجير ضدّ مئات الآلاف من أهلنا أطفالا ونساء ورجالاً وشيوخاً، ومن لم يقتل منهم مازال مهجّرا ينتظر العودة إلى بيته وقريته على الرغم من كل الوعود، ولكن العودة إلى أيّ اطمئنان؟ وفي ظلّ أيّ ظالم؟

الخلاصة: إن ما يجري من عمليات تقتيل وتهجير وإرهاب ضد سكّان لبنان المسيحيين الآراميين ماهو إلاّ حلقات من سلسلة مخطّط إجرامي جهنّمي بدأ منذ قرون عديدة وأقره مجدّدا المؤتمر الإسلامي العالمي في لاهورالباكستان عام 1979 (وقد رفضه منه مندوبو تركيا!) ويقضي بأسلمة المنطقة بكافة الوسائل وقد أشرنا إلى ذلك في بيانات سابقة. إن هذه المنظمات الإسلامية الإرهابية تتلقّى دعما كاملا من النظامين الإرهابيين المعروفين دوليا في دمشق وطهران.أمّا أدوات التنفيذ فتشمل مماّ تشمل شهود زور وأشكالا مسيحية من رؤساء وأحزاب وسلطويين ومخبرين كأعضاء ما يسمّى بالحكومة اللبنانية ودمية لبنان"رئيس الجمهورية" وحكومته الذين يفتلون الإرهابين ويطلقون يدهم في حين يمنعون الجيش الذي تحت إمرتهم من السيطرة على مناطق الإنسحاب الإسرائيلي مؤكّيدين بذلك دورهو بالتواطؤ مع مخطّط لاهور بيفريغ لبنان من سكّانه المسيحيين مطأطئين، كالعادة، رؤوسهم لأعدائهم.

أماّ عجب العجاب فهو أن يثير موت سفاح سوريا حافظ أسد"حزن" البعض من تلك الأشكال المسيحيية وخاصة من الأجئين في بلاد الشتات، وزعمهم (حسبما ربتهم العبودية والدعاية البعثية) أن حافظ أسد كان ضمانه ضد إبادة المسيحيين في سوريا! ولكن هل نفّذ حكام سوريا السابقون لحافظ أسد حرب إبادة ضد المسيحيين من العيار الذي ارتكبه هو في لبنان؟ أما إذا قالوا إن المسيحيين هنا غيرهم هناك فهذا يتعارض مع مفهوم أسد بذاته القائل أن سوريا ولبنان شعب واحد في دولتين! إذن حسب نظرية أسد قتل المسيحيين في لبنان يوازي قتل المسيحيين في سوريا.

ومن له أذنان للسمع فليسمع. أما تحالفه مع أنظمة حكم إسلامية متطرفّة كنظام الملالي في إيران فيصدر فيه هؤلاء ـ اشباه الناس ـ المسيحيون فتاوى يندى لها حتى جبين أولئك الملالي... وهكذا فإن الذمّية التي فرضتها الإيديولوجيا (الديانة) الإسلامية منذ قيامها على عقول غير المسلمين وخاصة مسيحي المشرق على اختلاف انتماءاتهم القومية والمذهبية، قد تحوّلت تدريجيا إلى ما هو أقسى وأشنع، أي العبودية الطوعية (وما أشبهها بيوم عبيد الفرعون يقبرون معه! ) وهي تتجلّى فيما تتجلّى في النفاق الصارخ وتقبيل الأيادي والنعال واستدرار الدموع على حافظ أسد... وكأنهم ليسوا هم أنفسهم الذين باعوا ما فوقهم وما تحتهم كي يتخلّصوا من ديكتاتورية "الأب القائد" و "عظيم الأمة" وإرهابه ومظالمه... نحن نفهم كيف يضطر أفراد شعبنا الآرامي المسيحي المقهورين في أوطاننا الأم الى الصمت أحيانا والى الخضوع ومسايرة الحكّام أحيانا أخرى، خاصة لعلمنا مثلا ما حدث بحق أحد أفراد الشعب اللبناني الدي قال علنا ان "موت أسد مدعاة للأحتفال" فحوكم وعوقب بالسجن لمدة سنة! بالإضافة إلى دفع مصاريف المحكمة حوالي ستمئة دولار.

ولكن ما هو مبرّر النفاق الذي يمارسه بعض المسحوبين على المسيحيين في بلاد الإنتشار؟

أما المهزلة فبلغت ذروتها بقيام قيادات كنسية وبعض المنتفعين والمتعيشين والمتسترين وراء بعض مؤسساتنا المدنية، بالدعوة "للمشاركة في أستفتاء على ترشيح" خلف حافظ أسد في دول الشتات!....

فهل انحطاط أخلاقي وخنوع من مذلة أكثر من هذا؟!...

ان أمثال هؤلاء، رجال دين كانوا أم علمانيين، ما هم الا مستخدمين لدى أعداء الامة وطابور خامس بين صفوف شعبنا، ينطبق عليهم قول الرب له المجد: "مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعلا. وانتم جعلتموه مغارة لصوص :مت 13:31.

أن التنظيم الآرامي الديمقراطي إذ يأسف لموت الدكتاتور السفّاح حافظ أسد قبل إجراء محاكمة دولية بحقّه كأحد أفظع مجرمي تاريخ الإنسانية (اسوة بالديكتاتوريين الأخرين) فإنه يعاهد أبناء شعبنا الآرامي المسيحي على اختلاف انتماءاته الكنسية على الاستمرار بالعمل على إيقاظ شعبنا المسيحي من التخدير الذمّي وقد طال، وعلى توعيته على القيم الديقراطية التي وحدها تليق بأنسان العصر، إنسان الحرية والكرامة...

وتحية للمناضلين المسيحيين الآراميين في سجون البعث الفاشي وسجون السلطة اللبنانية الخاضعة له.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها