عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

لبنان، المعقل المسيحي الأخير في بلاد الآراميين

880501

إثر رد إسرائيل العسكري على العمليات الإسلامية الإرهابية، أعلنت الحكومة العربية السورية المسلمة ومن ورائها معظم الدول العربية والإسلامية "أن لبنان أصبح كبشاً للمحرقة أمام إسرائيل، تضربه متى شاءت". هذا الإعلان المكشوف والمفضوح هو عارٍ عن الصحة، لأن العالم كله يعرف، أن لبنان لم يصبح كبشاً للمحرقة، ولو مرة واحدة في تاريخه الحضاري العريق، الاّ عندما دخله الفلسطينيون كلاجئين جائعين... كما دخله العرب السوريون المسلمون "حماة مخلصين"...

وإن مشكلة لبنان المستعصية المزمنة، لاتكمن الاّ في مسلميه، الذين يرفضون كبقية إسلام الأرض، الولاء لاي وطن يكون رئيسه مسيحياً... فمنذ عهد الاستقلال اللبناني حتى اليوم، واسلام لبنان في مواجهات دموية، وحركات تخريبية، وعمليات إرهابية، مستقاة من تعاليم (الديانة) الإسلامية... ففي العام 1952.

 حرّكت سوريا القوى الإسلامية اللبنانية، ضدّ الرئيس الشيخ بشارة الخوري، الذي خنق حركتهم في مهدها...  وفي العام 1958 حرّكت سوريا وبطل النكسة العربية جمال عبد الناصر، هذه القوى بالذات، ضدّ الرئيس كميل نمر شمعون، الذي تمكن من سحقها، واخراج لبنان من هذه المحنة منتصراً شامخ الرأس والجبين. وفي العام 1962 حرّكت سوريا، الحزب القومي السوري النازي، للانقضاض على الرئيس الجنرال فؤاد شهاب، من خلال انقلاب عسكري فاشل، شتّت شملهم وجعلهم عبرة أمام الخونة الذين تسوّلهم أنفسهم الوضيعة، على ايذاء لبنان الآرامي المسيحي المسالم،.

وفي العام 1968 حّركت سوريا منظمة فتح الفلسطينية، ومنظمة الصاعقة (السورية) الفلسطينية، ضدّ الرئيس شارل الحلو، الذي رضخ أخيراً لمشيئة جمال عبد الناصر وأعوانه البعثيين في سوريا والعراق، ووقّع مكرها اتفاقية القاهرة، التي تجيز للفلسطينيين اغتصاب أربعين كلم من جنوب لبنان... وفي العام 1972 حرك نظام البعث الفاشي جميع فصائل الفلسطينيين، لضرب الرئيس سليمان فرنجية، الذي أعلن حالة الطوارىْ، ولقّن الخونة الفلسطينيين والسوريين المسلمين ومن يدعمهما من الدول الإسلامية.

 درساً نارياً بقي يحزّ في نفوس الإسلام عامة، حتى تمكنوا من تفجير نقمتهم ضدّ لبنان، في أواخر العام 1975، الأمر الذي أطلق يد المستعمر العربي السوري المسلم في لبنان حتى الآن... إن سوريا الإسلامية دخلت الى لبنان، بهدف معلن يرمي الى إحلال السلام في البلد "الشقيق"... ولكن الحقيقة الواضحة، إن نطام البعث الفاشي دعم الفلسطينيين بالسلاح والعتاد، لإغراق لبنان في بحر من الدماء والدمار، الأمر الذي أتاح لها فرصة الأنقلاب على الفلسطينيين، ودّك معاقلهم وطردهم من لبنان ليجلسوا مكانهم... وعندما انتفت الحاجة، عمدت الى اغتيال اشهر شخصيات لبنان القيادية والروحية وسجن المئات من المسيحيين الوطنيين في سجن المزة السوري، ونفي القيادات المسيحية الى خارج لبنان، واعتقال قائد القوات اللبنانية ومعظم معاونيه لأنهم رفضوا وضع القرار اللبناني المصيري بيد النظام العربي السوري المسلم، كما رفضوا الهيمنة السورية الاستعمارية على لبنان... ثم أفردت عدة آلاف من جنودها، وأطلقتها في الجنوب باسم (حزب الله).

 وغدأ عندما سيسقط نظام (ثعلب) سوريا بأذن الله... سيدرك الإسلام اللبنانيون الخونة، وبعض السياسيين أشباه المسيحيين العملاء لسوريا، أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل... وان لبنان الآرامي المسيحي سيبقى حرا حيّا مستقلاً، وستبقى أجراس كنائسه تدقّ بأنفة وشموخ واعتزاز.

 

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها