عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

شارون ومحاكمة الجزّارين

2001/07/21

في الآونة الاخيرة تعالت الأصوات العروبية الإسلامية مطالبة بإجراء محاكمة للسيد آرييل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية بسبب مجازر مخيمي صبرا و شاتيلا الفلسطينيين في بيروت عام 1982. و بالطبع فنحن لسنا في معرض الدفاع عن السيد شارون، فهو أجدر و أقدر من أي كان على ذلك.

ما نقصده في تعليقنا هذا هو تسليط الضوء على عقدة مهمة في النفسية العربية الإسلامية، رسختها و زادتها مناعة أمام كل عوامل التغيير و التطور تعاليم الإسلام.

إذ تحث هذه، على سبيل المثال لا الحصر، المسلم مناصرة "أخيه" المسلم ظالماً أم مظلوماً!

و لأن الإسلام (كديانة؟) يقدم تعاليمه كحل أمثل لمشاكل الإنسان الروحية و الدنيوية في كل مكان و أوان، فقد طبعت هذه العقدة جميع أوجه الحياة الإسلامية بما فيها السياسية بطابعها الخاص، مما يفسر بعض الشيئ التخلف الضارب عمق أعماق المجتمعات الإسلامية و عجزهذه الأخيرة عن مماشاة تطور العصر و مواجهة تحدياته بأساليب مدنية حضارية تحليلية علمية وموضوعية.

فمن المعلوم للجميع أن مجزرة صبرا و شاتيلا قادها و نفذها العميل رقم واحد للنظام البعثي السوري الفاشي، وخائن المقاومة المسيحية المدعو إيلي حبيقة. و لا يُستبعد أن يكون أمر تنفيذ هذه المجزرة البشعة صدر مباشرة عن أسياده من القيادة السورية البعثية الفاشية المشهود لها بالمجازر الجماعية ضد المدنيين بهدف تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي من جهة و المقاومة المسيحية الحرة من جهة ثانية.

و تفسر هذه العقدة بالضبط، تكالب اللوبي العربي الإسلامي و صب كل طاقاته الإعلامية و البترودولارية لمنع الكونغرس الأمريكي، قبل حوالي عام من الآن، من مناقشة اقتراح متعلق بالعمل لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 520 و القاضي بانسحاب جميع الجيوش الغريبة من الأراضي اللبنانية. كما تفسر هذه العقدة الهجمات اللاأخلاقية الشرسة، التي عوَّدنا عليها بعض ملالي المسلمين من حين إلى آخر ضدّ غبطة البطريرك السرياني الماروني مار نصرالله بطرس صفير، بسبب حملته على استمرارالإحتلال والإستعمار العربي السوري لأراضي لبنان، خلافاً لقرار هيئة الامم المتحدة رقم520 و حتى لبنود اتفاق الطائف المشؤوم.

و في هذا الإطار يمكن الجميع فهم إصرار مسلمي لبنان على رفضهم بالاعتراف بلبنان كوطن نهائي حرّ ومستقل، لأن رئيس جمهوريته مسيحي وليس مسلماً. لذا نراهم منذ عهدالاستقلال يصرّون على تطويق لبنان وتكبيله مع مسيحييه (وهوّيتهم آراميّة)بالإتّفاقيات العربية والعروبية بغية تمويه هويته التعدّدية والحدّ من عالميّته. فيتعاونون من أجل ذلك مع أي فريق إسلامي يتيح لهم ذلك: الفلسطينيين حينا والسوريين حينا وحتى الإيرانيين والصوماليين وغيرهم وغيرهم...

وقد عرفنا وعرف العالم كيف ان بعض مسلمي لبنان قد استعانوا بالبندقية الفلسطينية، للاستيلاء على الحكم فيه، ففشلوا في حينه.. وها نحن نرى اليوم كيف يستعين هؤلاء وغيرهم منذ ثلاثين عاما وحتى الآن بالبندقية العربية السورية، بعد تفريغهم الإجرامي من سكانه الأصليين ـ الآراميين المسيحيين، وتمزيق صفوفهم، ونقل القرار اللبناني المصيري، الى سلطات الإحتلال و زبانيتها، بواسطة الاعتقالات والقتل والإرهاب او المناصب والكراسي، أو المناداة بالشعارات العربية العريضة الفضفاضة... وحين يباشر قادة المقاومة المسيحية الحرة بفتح ملف الإستعمار العربي السوري، تبادر عناصر المخابرات السورية التي ركعت امام اسرائيل في سوريا ولبنان،الى شدّ عضلاتها لزرع بذور الفتنة والإمعان بتعكير الأمن، للتعجيل باغلاق ذاك الملف ، فتحلّل لنفسها احتلال لبنان بادّعاء ضمانة أمنه وصيانة وحدته.

رغم هذه المهزلة السورية العلوية المفضوحة التي بات "العربان" يعرفون خباياها و يعلمون أسرارها قبل "الأجانب"، والتي تطبل لها و تزمّر عصابات حزب الله السورية الايرانية الإرهابية، بقيادة ملاَّ "مجاهد" فإن المقاومة المسيحية الحرة ، لم تخش قمع الإحتلال العروبي السوري ولا أدوات دميته "اللبنانية"، بل رفعت صوتها وطالبت بإنهاء إحتلاله لبنان. لقد صرخت بوجهه وبوجه أذنابه من أشباه المسيحيين، و على رأسهم "غلام العروبة المدلل حاليا لخيانته الصف المسيحي كل ما لزم الأمر" إميل لحود، و غيره من زمر جديدة انحرفت عن خط المقاومة الىخط المصالح والانهزامية، استعاض بها هذا الإستعمار عن عميله المفلس إيلي حبيقة الذي احترقت أوراقه لدى أسياده المسلمين مؤخراً...

الآراميون المسيحيون في لبنان كان لديهم الإحساس بأن الفلسطينيين يحاولون السيطرة على بلدهم وحكمه، فهبّوا لتحطيم آلتهم العسكرية الهدامة. و هكذا وجد عربان لبنان بحكام دمشق خير حليف وخيردعم وسند... فتمسكوا بهم وتفننوا في سرد فضائلهم.. علماًان العربان السوريين المسلمين يطمحون للسيطرة على لبنان، منذ بداية عصر استقلاله..

على الرغم من كل هذا ما زال البطريرك الماروني السرياني في كل خطاباته بكنائس لبنان والعالم يؤكد على وجوب التعاون المسيحي المسلم، دفاعاً عن لبنان ووحدته الوطنية. و لكن ـ للأسف الشديد ـ لم نسمع بشيخ مسلم لبناني واحد، ذكركلمة (مسيحي) في أي مسجد كان، لأن كلمة مسيحي تفسيرها عندهم هو "الكافر". ومتى غيَّر المسلم هذا المعتقد الأرعن، سيشعر حتما أن الإستعمار السوري هدفه ابتلاع وسحق لبنان كما سبق و سحق مدينة حماة على أهلها المسلمين السنّة.

إن التنظيم الآرامي الديمقراطي إذ يندد و يستنكر كل أنواع عمليات المجازر و الإبادات الجماعية بغض النظر عن هوية مرتكبيها و ضحاياها، كونها منافية لمبادئنا المسيحية السامية و تعارضها مع أبسط القواعد الإنسانية في التعامل بين الشعوب، يطالب المجتمع الدولي مبدئياً بما يلي:

المباشرة بالتحقيق و محاكمة المجرمين و المسؤولين (الحقيقيين) عن عمليات الإبادة و المجازر الجماعية التالية:

أ - على المدى الفوري:

1- المجازر التي ارتكبت ضد المسيحيين في لبنان منذ الإستقلال، وفي سوريا في عهد الوحدة وما تلاها من أعمال إنتقامية ضد المسيحيين في تركيا منذ بداية الإشتباكات بين الأكراد وأعدائهم، في العراق بين الأكراد وأعدائهم، في مصر بعد تحريض الملالي ومنذ أحداث الزاوية الحمراء، في الباكستان منذ حادثة إقبال مسيح، في الجزائر منذ ثورة المجاهدين، وفي إيران منذ الثورة الإيرانية.

2- المجازر التي ارتكبت ضد المسيحيين منذ أحداث 13 نيسان 1975 في بيت ملاّت ودير عشاش وسائر القرى المسيحية الآمنة التي تعرّضت للثورات الفلسطينية والإيرانية والعراقية وغيرها من الحسابات العربية ضد بعضها وضد إسرائيل.

3 - مجزرة جبل الشوف ( 1984 ) و التي راح ضحيتها أكثر من 17000 مسيحي على أيدي المنظمات الإسلامية و الجنبلاطية و الفلسطينية و تهجير مئات الألوف منهم.

4- مجزرة شرقي صيدا (1985)التي ارتكبتها منظمات حزب الله و أمل الإرهابيتين و أسفرت عن قتل آلاف المسيحيين و تشريد عشرات الآلاف منهم.

5- مجزرة صبرا و شاتيلا المذكورة أعلاه.

6- مجزرة سجن تدمر (1980)

7- مجزرة مدينة حماة (1981 ـ 1982) على أيدي نظام البعث الفاشي في سوريا.

8- المجازر التي ارتكبت بحق العائلات والأفراد المسيحيين خلال فترة اتفاق الطائف على يد الجزّارين المعروفين لدى الدولة اللبنانية والمتستّرين تحت أسماء تنظيمية مثل حزب الله وغيرها، والمسؤولة عن قتل المئات وتشريد الآلاف من المسيحيين الآمنين في الجنوب وتهجيرهم من بلادهم إلى إسرائيل أو غيرها من بلاد الإستضافة.

ب - على المدى اللاحق:

نطالب المجتمع الدولي والأمم المتّحدة بالتحقيق في حقّانية سلب الشعوب المسيحية المشرقية حقّهم القومي والسياسي والحضاري في بلدانهم التي ترزح تحت الإحتلات العربية و التركية الإسلامية منذ أربعة عشر قرنا وحتى اليوم. كما نطالبهم بالكفّ عن التعامي عن حقوق شعوبنا إذ يخضعون لدعاية الأمبريالية العروبية فيقلّدون العرب تقليداً أعمى باعتبار العروبة هوية لبلادنا المسلوبة بقوة السلاح الراديكالي العروبي الإسلامي، ويحرمون شعوبنا من حقوقها في الحاضر والمستقبل.

كما أننا نناشد المجتمع الدولي بتوجيه السؤال إلىالنظام الحاكم في سوريا عن سبب رفضه لتبادل السفراء بين دولتهم ودولة لبنان المستقلّ في نظر العالم كلّه إلاّ في نظرهم، وعن طموحاته بإنشاء ما يسمى بسوريا الكبرى و كذلك مسائلة المؤتمر الإسلامي العالمي عن قراره الشهير بأسلمة منطقة الشرق الأوسط بكافة الوسائل المتاحة (مؤتمر لاهور 1979). فكم يحلو لمسلمي العالم و من يدور في فلكهم من مسيحيين ذميين اتهام دولة اسرائيل مثلاً بالسعي لإنشاء"اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات"، و أمريكا بالسيطرة على العالم بواسطة العولمة مثلاً دون النظر إلى أمبريالية العروبيين الأسلاميين.

ما يحتاجه العرب و والمستعربون والمسلمون بشكل عام هو قليل من وقفة صريحة مع الذات و جرعة شجاعة تتيح لهم إجراء عملية نقد ذاتي بمنطق و عقلانية.

شارون ومحاكمة الجزّارين

2001/07/21

في الآونة الاخيرة تعالت الأصوات العروبية الإسلامية مطالبة بإجراء محاكمة للسيد آرييل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية بسبب مجازر مخيمي صبرا و شاتيلا الفلسطينيين في بيروت عام 1982. و بالطبع فنحن لسنا في معرض الدفاع عن السيد شارون، فهو أجدر و أقدر من أي كان على ذلك.

ما نقصده في تعليقنا هذا هو تسليط الضوء على عقدة مهمة في النفسية العربية الإسلامية، رسختها و زادتها مناعة أمام كل عوامل التغيير و التطور تعاليم الإسلام.

إذ تحث هذه، على سبيل المثال لا الحصر، المسلم مناصرة "أخيه" المسلم ظالماً أم مظلوماً!

و لأن الإسلام (كديانة؟) يقدم تعاليمه كحل أمثل لمشاكل الإنسان الروحية و الدنيوية في كل مكان و أوان، فقد طبعت هذه العقدة جميع أوجه الحياة الإسلامية بما فيها السياسية بطابعها الخاص، مما يفسر بعض الشيئ التخلف الضارب عمق أعماق المجتمعات الإسلامية و عجزهذه الأخيرة عن مماشاة تطور العصر و مواجهة تحدياته بأساليب مدنية حضارية تحليلية علمية وموضوعية.

فمن المعلوم للجميع أن مجزرة صبرا و شاتيلا قادها و نفذها العميل رقم واحد للنظام البعثي السوري الفاشي، وخائن المقاومة المسيحية المدعو إيلي حبيقة. و لا يُستبعد أن يكون أمر تنفيذ هذه المجزرة البشعة صدر مباشرة عن أسياده من القيادة السورية البعثية الفاشية المشهود لها بالمجازر الجماعية ضد المدنيين بهدف تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي من جهة و المقاومة المسيحية الحرة من جهة ثانية.

و تفسر هذه العقدة بالضبط، تكالب اللوبي العربي الإسلامي و صب كل طاقاته الإعلامية و البترودولارية لمنع الكونغرس الأمريكي، قبل حوالي عام من الآن، من مناقشة اقتراح متعلق بالعمل لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 520 و القاضي بانسحاب جميع الجيوش الغريبة من الأراضي اللبنانية. كما تفسر هذه العقدة الهجمات اللاأخلاقية الشرسة، التي عوَّدنا عليها بعض ملالي المسلمين من حين إلى آخر ضدّ غبطة البطريرك السرياني الماروني مار نصرالله بطرس صفير، بسبب حملته على استمرارالإحتلال والإستعمار العربي السوري لأراضي لبنان، خلافاً لقرار هيئة الامم المتحدة رقم520 و حتى لبنود اتفاق الطائف المشؤوم.

و في هذا الإطار يمكن الجميع فهم إصرار مسلمي لبنان على رفضهم بالاعتراف بلبنان كوطن نهائي حرّ ومستقل، لأن رئيس جمهوريته مسيحي وليس مسلماً. لذا نراهم منذ عهدالاستقلال يصرّون على تطويق لبنان وتكبيله مع مسيحييه (وهوّيتهم آراميّة)بالإتّفاقيات العربية والعروبية بغية تمويه هويته التعدّدية والحدّ من عالميّته. فيتعاونون من أجل ذلك مع أي فريق إسلامي يتيح لهم ذلك: الفلسطينيين حينا والسوريين حينا وحتى الإيرانيين والصوماليين وغيرهم وغيرهم...

وقد عرفنا وعرف العالم كيف ان بعض مسلمي لبنان قد استعانوا بالبندقية الفلسطينية، للاستيلاء على الحكم فيه، ففشلوا في حينه.. وها نحن نرى اليوم كيف يستعين هؤلاء وغيرهم منذ ثلاثين عاما وحتى الآن بالبندقية العربية السورية، بعد تفريغهم الإجرامي من سكانه الأصليين ـ الآراميين المسيحيين، وتمزيق صفوفهم، ونقل القرار اللبناني المصيري، الى سلطات الإحتلال و زبانيتها، بواسطة الاعتقالات والقتل والإرهاب او المناصب والكراسي، أو المناداة بالشعارات العربية العريضة الفضفاضة... وحين يباشر قادة المقاومة المسيحية الحرة بفتح ملف الإستعمار العربي السوري، تبادر عناصر المخابرات السورية التي ركعت امام اسرائيل في سوريا ولبنان،الى شدّ عضلاتها لزرع بذور الفتنة والإمعان بتعكير الأمن، للتعجيل باغلاق ذاك الملف ، فتحلّل لنفسها احتلال لبنان بادّعاء ضمانة أمنه وصيانة وحدته.

رغم هذه المهزلة السورية العلوية المفضوحة التي بات "العربان" يعرفون خباياها و يعلمون أسرارها قبل "الأجانب"، والتي تطبل لها و تزمّر عصابات حزب الله السورية الايرانية الإرهابية، بقيادة ملاَّ "مجاهد" فإن المقاومة المسيحية الحرة ، لم تخش قمع الإحتلال العروبي السوري ولا أدوات دميته "اللبنانية"، بل رفعت صوتها وطالبت بإنهاء إحتلاله لبنان. لقد صرخت بوجهه وبوجه أذنابه من أشباه المسيحيين، و على رأسهم "غلام العروبة المدلل حاليا لخيانته الصف المسيحي كل ما لزم الأمر" إميل لحود، و غيره من زمر جديدة انحرفت عن خط المقاومة الىخط المصالح والانهزامية، استعاض بها هذا الإستعمار عن عميله المفلس إيلي حبيقة الذي احترقت أوراقه لدى أسياده المسلمين مؤخراً...

الآراميون المسيحيون في لبنان كان لديهم الإحساس بأن الفلسطينيين يحاولون السيطرة على بلدهم وحكمه، فهبّوا لتحطيم آلتهم العسكرية الهدامة. و هكذا وجد عربان لبنان بحكام دمشق خير حليف وخيردعم وسند... فتمسكوا بهم وتفننوا في سرد فضائلهم.. علماًان العربان السوريين المسلمين يطمحون للسيطرة على لبنان، منذ بداية عصر استقلاله..

على الرغم من كل هذا ما زال البطريرك الماروني السرياني في كل خطاباته بكنائس لبنان والعالم يؤكد على وجوب التعاون المسيحي المسلم، دفاعاً عن لبنان ووحدته الوطنية. و لكن ـ للأسف الشديد ـ لم نسمع بشيخ مسلم لبناني واحد، ذكركلمة (مسيحي) في أي مسجد كان، لأن كلمة مسيحي تفسيرها عندهم هو "الكافر". ومتى غيَّر المسلم هذا المعتقد الأرعن، سيشعر حتما أن الإستعمار السوري هدفه ابتلاع وسحق لبنان كما سبق و سحق مدينة حماة على أهلها المسلمين السنّة.

إن التنظيم الآرامي الديمقراطي إذ يندد و يستنكر كل أنواع عمليات المجازر و الإبادات الجماعية بغض النظر عن هوية مرتكبيها و ضحاياها، كونها منافية لمبادئنا المسيحية السامية و تعارضها مع أبسط القواعد الإنسانية في التعامل بين الشعوب، يطالب المجتمع الدولي مبدئياً بما يلي:

المباشرة بالتحقيق و محاكمة المجرمين و المسؤولين (الحقيقيين) عن عمليات الإبادة و المجازر الجماعية التالية:

أ - على المدى الفوري:

1- المجازر التي ارتكبت ضد المسيحيين في لبنان منذ الإستقلال، وفي سوريا في عهد الوحدة وما تلاها من أعمال إنتقامية ضد المسيحيين في تركيا منذ بداية الإشتباكات بين الأكراد وأعدائهم، في العراق بين الأكراد وأعدائهم، في مصر بعد تحريض الملالي ومنذ أحداث الزاوية الحمراء، في الباكستان منذ حادثة إقبال مسيح، في الجزائر منذ ثورة المجاهدين، وفي إيران منذ الثورة الإيرانية.

2- المجازر التي ارتكبت ضد المسيحيين منذ أحداث 13 نيسان 1975 في بيت ملاّت ودير عشاش وسائر القرى المسيحية الآمنة التي تعرّضت للثورات الفلسطينية والإيرانية والعراقية وغيرها من الحسابات العربية ضد بعضها وضد إسرائيل.

3 - مجزرة جبل الشوف ( 1984 ) و التي راح ضحيتها أكثر من 17000 مسيحي على أيدي المنظمات الإسلامية و الجنبلاطية و الفلسطينية و تهجير مئات الألوف منهم.

4- مجزرة شرقي صيدا (1985)التي ارتكبتها منظمات حزب الله و أمل الإرهابيتين و أسفرت عن قتل آلاف المسيحيين و تشريد عشرات الآلاف منهم.

5- مجزرة صبرا و شاتيلا المذكورة أعلاه.

6- مجزرة سجن تدمر (1980)

7- مجزرة مدينة حماة (1981 ـ 1982) على أيدي نظام البعث الفاشي في سوريا.

8- المجازر التي ارتكبت بحق العائلات والأفراد المسيحيين خلال فترة اتفاق الطائف على يد الجزّارين المعروفين لدى الدولة اللبنانية والمتستّرين تحت أسماء تنظيمية مثل حزب الله وغيرها، والمسؤولة عن قتل المئات وتشريد الآلاف من المسيحيين الآمنين في الجنوب وتهجيرهم من بلادهم إلى إسرائيل أو غيرها من بلاد الإستضافة.

ب - على المدى اللاحق:

نطالب المجتمع الدولي والأمم المتّحدة بالتحقيق في حقّانية سلب الشعوب المسيحية المشرقية حقّهم القومي والسياسي والحضاري في بلدانهم التي ترزح تحت الإحتلات العربية و التركية الإسلامية منذ أربعة عشر قرنا وحتى اليوم. كما نطالبهم بالكفّ عن التعامي عن حقوق شعوبنا إذ يخضعون لدعاية الأمبريالية العروبية فيقلّدون العرب تقليداً أعمى باعتبار العروبة هوية لبلادنا المسلوبة بقوة السلاح الراديكالي العروبي الإسلامي، ويحرمون شعوبنا من حقوقها في الحاضر والمستقبل.

كما أننا نناشد المجتمع الدولي بتوجيه السؤال إلىالنظام الحاكم في سوريا عن سبب رفضه لتبادل السفراء بين دولتهم ودولة لبنان المستقلّ في نظر العالم كلّه إلاّ في نظرهم، وعن طموحاته بإنشاء ما يسمى بسوريا الكبرى و كذلك مسائلة المؤتمر الإسلامي العالمي عن قراره الشهير بأسلمة منطقة الشرق الأوسط بكافة الوسائل المتاحة (مؤتمر لاهور 1979). فكم يحلو لمسلمي العالم و من يدور في فلكهم من مسيحيين ذميين اتهام دولة اسرائيل مثلاً بالسعي لإنشاء"اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات"، و أمريكا بالسيطرة على العالم بواسطة العولمة مثلاً دون النظر إلى أمبريالية العروبيين الأسلاميين.

ما يحتاجه العرب و والمستعربون والمسلمون بشكل عام هو قليل من وقفة صريحة مع الذات و جرعة شجاعة تتيح لهم إجراء عملية نقد ذاتي بمنطق و عقلانية.

 

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها