عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

الآرامية المسيحية المشرقية جزء لا يتجزأ من العالم الحرّ

كانون الثاني 2000

لم يكن عام 2001 عام السلام والحرية الذي كنا نرجوه وننشده، بل كان عاماً سجل فيه الإرهاب الإســلامي "انتصارات مُرعبة" على إنسانية وادمية الإنسان. فالحادث الأرهابي الأجرامي الذي استهدف الولايات المتـــحدة الامريكية في 11 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي مثلاً أودى بالالاف من النفوس البريئة ونشر القلق والذعر في قلوب العالم المتمدّن.

من ناحية أخرى لا يزال مشرقنا المسيحي الحبيب يرزح تحت نير الأستعمار المحمّـدي بكافة وجوهه الهمجية من عثمانية تركية وعروبية وفارسية وكردية إلخ.

فصحيفة SVENSKA DEGBLADET السويدية اليومية على سبيل المثال، رسمت في تقرير لها (18 نوفمبر–تشرين الثاني 2001) صورة قاتمة لأوضاع الشعب المسيحي الأرامي في الضفة الغربية، حيث لا تريد نسبته فيها عن 2% فقط. وعرضت الصحيفة تفاصيل عمليات إجرامية شنيعة تقوم بها افراد منظمات الفلسطينية المسلمة مثل تنظيم المدعو مروان برغوثي وفتح. ويشمل سجل هذة العصابات جرائم اغتصاب وقتل المدنيين الأبرياء وفرض "الخوة" وهدم وتخريب مقبرة بلدة بيث جالا المسيحية، تماماً كما اعتاد الناريون وعبّاد الشيطان فعلة.

أما في تركيا، الدولة المحمدية "العلمانية" الطامحة إلى نيل عضوية الاتحاد الأوربي، فقد قامت لجنة شؤون الامن القومي فيها بإصدار بيان في السابع من شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي تتهم فية السكان المسيحيين بالعمل على تقسيم البلاد. وبناء عليه قامت السلطات بإغلاق اربع كنائس واعتقال العشرات من اعضائها... ويعزوا المراقبون السبب الحقيقي الكامن وراء هستيريا السلطات التركية هذه الى إقبال أعداد كبيرة من المواطنين الاتراك على اعتناق الديانة المسيحية. الجدير ذكرة ان تركيا تتصدر، وبامتياز، قائمة الدولة المحمّدية التى نجحت، وبشكل "باهر"، في تطبيق سياسة التطهير العرفي بحق مواطني الدولة الأصليين من يونان وأرمن وسريان أراميين، إذ لم تعد نسبة المسيحين هناك تتجاوز عُشر واحد بالمائة (0.1%) فقط من إجمالي عدد السكان!..

مثال أخر هو شمال العراق وتحديداً في مايدعى بـ "كردستان" فالإضطهاد والإعتداء على أبناء شعب المنطقة الأصلي، الأرامي المسيحي، قائم على قدم وساق، وبالجملة والمفرق، لدرجة أن عديد الأراميين هناك من أبناء الكنائس السريانية الكلدانية والأشورية قد تناقص بشكل درامي، نتيجة عمليات التهديد والقتل وحرق القرى والإغتصاب، من 250000 إلى 50000 ألف نسمة، منذ إنشاء الاكراد لدولتهم المسخ هذه بعد فرض الحصار على العراق.

أما في لبنان فلا تزال سلطات الإستعمار العربي السوري المسلم تواصل سياسة القمع والتجويع والتمييز العنصري والديني بحق أبناء الشعب المسيحي. فمن نفي وسجن واغتيال قادة المقاومة المسيحية الحرة بالتواطىْ مع دمى متحركة من مسترئسين ومستوزرين ونواب مأجورين إلى مخبرين وقواد جيش، إلى أخر هذه الجرائم وليس أخرها مع الأسف، الإعتداء على الحرم الجامعي لجامعة القديس يوسف في بيروت واعتقال عدد من الطلاب المعتصمين احتجاجاً على استمرار الإحتلال العربي السوري المسلم للبنان.

ان هدف الإمعان في سياسة الإرهاب هذه هو تفريغ لبنان من المسيحيين بتهجير البعض كما حدث في الجـنوب والجبل وشرقي صيدا، وإجبار البعض الأخر على النزوح وتحويل ما تبقََى الى ذميين همهم الاساس هو تأمين لقمة العيش تمهيداً لتغيير ديموغرافي شامل لمصلحة المسلمين تطبيقاً لقرار الموَتمر الإسلامي العالمي في لاهورـ باكستان(1979) والقاضي بأسلمة منطقة الشرق الأوسط بكافة الوسائل المتاحة. ولاجل هذا لايتوّرع خليفة الديكتاتور الميت حافظ اسد وأذنابه بتسليط سيف منظمات الإرهاب المحمّدية كحزب الله الذي وضعته الشرعية الدولية أخيراً على لائحة الإرهاب.

إذاً تعددت أسباب الإرهاب الإسلامي ووجوهه والقائمين عليه والهدف وهو السيطرة ونشر مبادىْ الشر والعنف دائماً وأبداً. أما الإعتداء السافر على الولايات المتحدة فقد أدى الى تضافر الجهود الدولية في حملة لا تزال مستمرة لاقتلاع الإرهاب الإسلامي من جذوره. غير أن الإنتصار الكامل والنهائي يتطلب مكافحة هذا الإرهاب في كل مكان وأوان وإلا أتى النصر مبتوراً. فهل تتجاوز هذه الحملة حدود أفغانستان والقرن الإفريقي لتدك معاقل وبؤر إرهاب ملالي ايران ونظام البعث العربي السوري النّصيري وبالتالي إنهاء استعماره للبنان، المعقل الأرامي والمسيحي المشرقي الأخير؟

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها