عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

وطن مسلوب

19990208

تعقيباً على المقال المنشور بجريدة القدس عدد "3033" بتاريخ "8-2-1999" تحت عنوان "البطريرك اللبناني يعتبر أستفتاء السوريين بلبنان مساساً بسيادته" بقلم ندى عبد الصمد، وتأكيداً لموقف البطريركية المارونية تجاه الحكم الحالي والقيادة الجديدة المتطبعة بأسلوب القيادة السالفة، فأننا كلبنانيين مهاجرين، مشتتين في بقاع مختلفة من العالم، نعيش على أمل عودة الوطن الى أحضان السيادة والاستقلال، وعودة الأمن والاستقرار وتثبيت دعائم وأواصر الوحدة الوطنية التي نسمع دقات طبولها من بعيد.

إلا أن الواقع المرير يكشف لنا يوماً بعد يوم عن مهازل مأساوية، تقضّ مضاجعنا، بما حافظت عليه الحكومة الجديدة من تعسف ووصولية ورثتها عن سابقتها، ذلك ماأشار اليه مراراً غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير. وما طالعناه عن ذلك، قد يفسر ضعفاً من جانب فخامة رئيس الجمهورية الذي حاز على قوة وثقة الشعب اللبناني برمته وخاصة المسيحي منه، يأبى اليوم إلا أن يهمّش دوره والدور المسيحي في لبنان مما يخلق لدينا الاحباط فيما نخططه لمستقبل لبنان والعودة اليه ويجعلنا نعد ليس للعشرة فقط بل للمائة قبل التفكير بتلك العودة. فهل يافخامة الرئيس، الذي كنّا ننتظره منذ زمن بعيد، سنبقى مشردين في أصقاع العالم، منتظرين الفرج لحل كل الاشكاليات القائمة في الوطن والقضاء على كل المحسوبيات والولاءات والاستهتار بالدستور والقوانين والقرارات وحتى الأعراف التي كانت سائدة في وطننا الصغير؟

وإلا مامعنى التغييرات المتوالية تحت شعارات الاصلاحات الادارية وانتزاع المواقع الاساسية من الطائفة المارونية، ركيزة لبنان الثابتة. فهل لكم يافخامة الرئيس أن تحافظوا على أقل ما يمكن ما أنتم محسوبون عليه! وان تحترموا "المناسبات الدينية التقليدية والعرفية التي سار عليها رؤوساء الجمهورية السابقون، باعتذاركم عن حضور عيد "مار مارون" الذي يشكل تجاوزاً "خطيراً" للثوابت اللبنانية.

أمّا عندما يتخذ "سيد بكركي" موقفاً معّيناً ويعبّر عن تذمره من أسلوب أو فرض جائر على لبنان، فإنه إنّما يمثّل كل الحقيقة، لأنه، بكل بساطة، يعني استقلال لبنان وكرامته التي هي من كرامتكم يا فخامة الرئيس ويا أمل لبنان الحرّ.

إننا ساهرون وباقون ومتابعون وعائدون، لأننا لانريد أن يسرق وطننا.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها