عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

اين القرار المسيحي؟ !

880303

قال الرب "فليضىْ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات".

لقد شبه الرب الفرد أو الراعي بالسراج، وطلب من شعبه أن يكونوا هذا النور أينما وجدوا وتواجدوا، ليكونوا عبرة يحتذي بها الأخرون، فينظرونهم ويبنون عليهم الرجاء.

إن مانجده في لبنان في الآونة الأخيرة، هو أفول نجم بعض "الرعاة"، وطمس معالمهم وراء الكواليس، وبروز وجوه جديدة قديمة تتحكم بأمور القيادة العليا للدولة.

فالرئيس إميل لحود الذي استبشر فيه بعض المسيحيين خيراً ورأوا في أنتخابه فسحة أمل، نراه يتقاعس ويتقوقع في كرسيه الوثير، معصبا عينيه، مكمماً فاهه وساداً أذنيه عن كل مايجري على الساحة اللبنانية تاركاً دفة القيادة للآخرين الذين يقررون ويعلنون ويأمرون ويوجهون كل سلطات الدولة كما يحلو لهم، مهمشين دوره محاصرين إياه بالشاردة والواردة، سالبين منه فرصة القرار والظهور مجدداً.

فها هو رفيق الحريري يعلن نفسه بأسلوب غير مباشر، بأنه رجل الدولة الأول. على الأقل إعلامياً. فيتجذ القرارات ويبدي الآراء حول الشأن اللبناني ومستقبله عامة، بما يوافق متطلبات جبهته وحلفائها، محاولاً مع غيره من القيادات الأسلامية الإستمرار في تهميش الدور المسيحي وسحب البسط من مصادر القرار المسيحي المتمثل برئيس الدولة ومن لف حوله.

في الاسبوع الماضي انتخب الجنـرال آرييل شارون رئيساً لوزراء اسرائيل. ولأن الإنـتخابات الإسرائيلية ليست على شاكلة العرب والعروبيين والمستعربين وتوابعهم من أشباه مسيحيين ـ نميين ـ المعتادين على "ديمقراطية" الـ 99.999% وعبادة الديكتاتور الميت والإبن المقتـول والإبن "المستفتى عليه سوف، فقد ارتفعت عقيرتهم بالتهديد بالويل والثبور! وبالطبع لم يفت الأمر على فتى العروبة المدلل ـ نعني به " الرئيس" إميل لحود ـ وما أراد هو نفسه تفويت الفرصة للمزايدة على العربان فطلع بتصريح عنفواني عنتري، يرغي فيه ويزبد!

إن المضحك المبكي ليس غبن "الرئيس" لحود ولاغضبه، وإنما المشكلة ـ كل المشكلة ـ تكمن في أنه لايفتح فاهه إلا عندما يأتيه الإيعاز من أولياء الأمر، نعني بهم سلطات الإحتلال العربي السوري المسلم "الشقيق"، وهو المعتاد أبداً على الإنحناء وتقديم الولاء والإجابة دوماً بعبارة "حاضر سيدي!".

أما هجرة وتهجير أبناء شعبنا الأرامي المسيحي اللبناني نتيجة اضطهادات وسلبطات وقمع سلطات الإحتلال العربي السوري المسلم وزبانيته، فلا يزال السيد لحود ينتظر وحياً يهبط عليه من "الباب العالي" عله يتحنن علينا ولو بشبه تعليق! ولكن سيان إن قال شيئاً أو لم يقل، فلا يؤخر في الموضوع شيئاً ولا يقدم، إن حكى "فخامته" أو لم يحك!

إنها وقفة استنكار لمايتعرض له مسيحيي لبنان من تغييب مقصود تقف وراءه المجموعة الاسلامية والعربية المحيطة بهم، وشجب لمواقف إميل لحود وحاشيته الطفيلية، محترفي التمرغ في اوحال الخيانة، فما عادوا يبصرون أو يتعظون، لأنهم فقدوا الرشد وباعوا الكرامة. أما الناس فما عادت تأبه بهم لأن نورهم خفت وأوشك على الأنطفاء...

فهل يرعوون وإلى صوابهم يوماً يعودون؟

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها