هرانت دينك إلى ذمة الخلود

2007-01-20

في الوقت الذي تحاول "الجمهورية التركية" تلميع و تجميل صورتها أمام الرأي العام، خاصة الأوربي منه، لقبولها عضوة في الاتحاد الأوربي، أقدم مجرم "شاب قاصر" ويدعى أوغون ساماست لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، من جماعات الارهاب القومية الفاشية التركية على اغتيـال الصحافي الأرمني، الأستاذ هرانت دينـك، صاحب ورئيس تحرير صحيفـة "آغـوس" الأرمنية، في اسـطنبول يوم الجمعـة الماضي.

 و بقدر ما هزنا و صدمنا و آلمنا النبأ، فإنه، مع الأسف، لم يدهشنا، لأن آلاف، بل الآلاف المؤلفة من الأطفال في "العالم الاسلامي" يجبرون منذ ولادتهم تعاطي أقذر ميكروبات الحقد و الكراهية لكل مخالف في الرأي و العقيدة و العرق في وسائل الإعلام و الصحف و المدرسة و المساجد، وفي هذا لا يختلف القومجيون منهم عن الاسلاميين التكفيريين.

في هذه المناسبة لا يسعنا إلا استصراخ الضمير العالمي و التوجه، خصوصاً، إلى الاتحاد الأوربي لمزاولة المزيد من الضغوط على تركيا لضمان حرية التعبير و صون كافة حقوق الإنسان لجميع مواطنيها بغض النظر عن أعراقهم و معتقداتهم الدينية، و حملها على الاعتراف بمذابح إبادتها للشعوب الأصلية في "الجمهورية التركية" من أرمن و يونانيين و آراميين سريان، إسوة باعتراف المانيا بجرائمها إبان الحقبة النازية.

و أخيراً لا يسعنا إلا التقدم من عائلة الأستاذ هرانت دينك و إلى الشعب الأرمني الصديق بشكل عام، بأحر تعازينا و ليتغمد الرب الفقيد الكبير بواسع رحمته.