بقلم: نينوس صوما اسعد
سويد ستوكهولم
المطران غريغوريوس يوحانون دولباني
القديس والعابد الاخير في الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية .
لا شك بأن الدولباني تغنى بالأمة الآرامية وباللغة الآرامية كثيرا
في قصائده الشعرية كما ورد في الكتابة المرفقة ادناه .
لكنه ايضا كتب قصائد كثيرة تغنى فيها بالكنيسة السريانية، ومنها قصيدة يثبت
فيها هوية هذه الكنيسة حيث فيقول :
" شوفريخ عوبار كول شوفرين
عيتو برث اورومويه "
الترجمة:
جمالك يفوق كل الجمالات ايتها الكنيسة يا بنت الاراميين .
- وها هو يرثي نعوم فائق الصحافي والاديب القومي المعروف
بقوله :
" شيفورو راعوم قوليه ميطول موثان
ميطول ليعزو اورومويو دابوهوثان "
الترجمة:
كان بوقا ارتفع صوته لأجل امتنا ... لأجل اللغة الآرامية لغة اجدادنا .
ولكل دعاة الفكر الاشوري عليهم ان يتعظوا ويتعلموا من اشعار الدولباني
الرجل القديس والعالم، ويكفيهم مكابرة وتعنت والمسير بطريق مغلوط لا علاقة
لتاريخنا به .
نعم لقد ورد في اشعار الدولباني الشبابية بعض الكلمات تتغنى بأشور، بسبب ان
الموجة الاشورية كانت طاغية كموضة العصر بين مثقفي ذاك الزمن رغم عدم
تخليهم عن اسمهم وانتمائهم الارامي، وكان الدولباني قد تأثر بهذه الموجة
لأسباب غير علمية او معرفية.
ولكن يجب علينا ان نعلم بأنه كان قد تخلى عن هذه الموضة لاحقا عندما تعلم
جيدا وكبر في السن واصبح مخضرما وعالما في التاريخ والمعرفة .
لهذا نراه يفتتح كل كتبه المدرسية التي ألفها بعبارة :
" الى الطالب الآرامي النجيب " .
اما اشعاره في الامة واللغة والكنيسة وكتبه المدرسية وغيرها من الكتب
ومقالته في الموسيقى السريانية، مليئة بالافتخار بأنها آرامية .
لهذا يجب ان نتعلم من سيرة حياة الدولباني العبر التالية:
اولا :
كان راهبا وعابدا حقيقيا وخاصة بأفعاله فمثلا كان يرفض ان يمتلك او يمسك
بيديه النقود وكان لا يأكل إلا الاكل الذي يطبخ للطلاب واغلبهم من اليتامى
وذلك لتعبده ولتواضعه .
ثانيا :
كان عالما في اللغة السريانية واديبا وشاعرا ومؤلفا لكتب كثيرة، وكذلك
عالما في تاريخ وسير آباء الكنيسة .
ثالثا :
محبا للعلم والمعرفة ومشجعا كبيرا للتعليم واشعاره تشهد له بذلك .
رابعا : كان قوميا كبيرا ومعلما لها .
خامسا :
تصحيحه لمسيرة افكاره القومية عندما بدأ يدرس ويتعرف على تاريخنا العلمي
الصحيح. وهذه ميزة العالم الذي يحترم علم التاريخ والمصادر ويقدر قيمة
الوثائق التاريخية .
- واخيرا حياة الدولباني على الارض كلها عبر ومواعظ لمن يريد ان يتعلم
ويتعظ من الكهنوت والمدنيين .
تحية ومحبة للجميع
نينوس اسعد .
|