عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

أشكالية لغة القرآن

نهى سيلين الزبرقان

القرآن يقول " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا "، و الابحاث العلمية والاكتشافات الأثرية الاخيرة تقول " " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا آرَامياً !! "

أنّ المفسرين كانوا دائما يتخبطون في معاني القرآن ، فمرة لايجدون المعنى للكلمة ومرة أخرى الكلمة لاتتماشى مع سياق الجملة ، ومرة أخرى كلمة غريبة لايعرفوا لها معنى، كما وجدوا انفسهم عاجزين عن تفسير الاحرف المتقطعة في أوائل السور والتى لم تفك رموزها ولا معانيها ، وكلما تساءل الشخص مامعناها يقولون له " حروف اعجاز وليس لها معنى نعلمه نحن البشر " . لكن اذا كان ليس لها معنى فلماذا تواجدها أصلا هل لزخرفة المصحف ؟؟؟ أليس هدف هذا الاله ايصال رسالة واضحة ومفهومة للبشر؟

لكن لماذا هذا التخبط في فهم القرآن ؟؟ و لماذا هذه الجيوش الجرارة لفهم هذا الكتاب ؟؟

أن هذا التخبط في الفهم يدل على أن هناك شيئا مفقودا في الحلقات التاريخية ولم يصلنا كما هو بل وصلنا ناقصا لهذا لم تٌفك رموزه وآلياته ...

لكن العثور على مخطوطات صنعاء فتح آفاق آثرية جديدة ، وأتى بأدلة ، و كسر المعتقد اللذي يزعم أن كل ما بين دفات القرآن هو منزل هكذا، و أوضح أن القرآن تحور وتغير عبر الزمن، أن مخطوطات صنعاء ساعدت العلماء في أثبات أن للقرآن تاريخا كغيره من الكتب ...

لقد عًثر على هذه المخطوطات القرآنية، بالاضافة الى مخطوطات أخرى غير قرآنية، بمحض الصدفة عندما كان مجموعة من العمال يرممون حائطا في مسجد صنعاء الكبير-اليمن- عام 1972 . طبعا لم يكونوا مدركين لاهمية تلك المخطوطات فقد كانت مقطعة الى أجزاء و مهملة فقاموا بتعبئتها في أكياس للبطاطا وخزنوها في بيت السلم في منارة المسجد.

ولأهمية هذه المخطوطات طُلب من الجهات الدولية تبني مشروع لفحص و حفظ تلك المخطوطات و بالفعل قامت حكومة ألمانيا الغربية بتنظيم و تمويل مشروع ترميم للمخطوطات في عام 1979. وكان المشرف على مشروع الترميم هو الدكتور الألماني "جرد بوين - ( Gerd R. Puin )

من جامعة سارلاند، ألمانيا. وهو مختص بالخط العربي (دراسة الكتابة اليدوية الجميلة والفنية) و علم الكتابات القرآنية القديمة والكتابات القديمة القرآنية (دراسة الكتابة القديمة والوثائق). ودرس الدكتور "جرد بوين -Gerd R. Puin " على نطاق واسع هذه المخطوطات لمدة عشر سنوات.

لقد كٌتبت هذه المخطوطات على قطع من الرق -هو جلد الحيوان- ولقد اظهر كربون 14 أن عمر هذا الرق يرجع الى 645-690 م - لأن التقديرات تعود الى عام وفاة الكائن الحي -، أما الكتابة على الرق تنطوي على كمية غير معروفة من الزمن- تكتب وتٌمسح-. لكن عمر الخط الموجود حاليا على بعض المخطوطات يرجع الى 710-715 م - أي كٌتبت في عهد خلافة الوليد (الأموي) - أي تعود إلى القرن الثامن. وتٌعتبر مخطوطة صنعاء أقدم مخطوطة قرأنية.

كما أظهرت العديد من المخطوطات علامة الرق الممسوح ، أي أنها احتوت على كتابة سابقة بعنى انه مُسح النص القديم وكٌتب فوقه النص الجديد بمعنى أنه قد تم تعديل النص القرآني وإعادة كتابته على نفس الرق -أي اعادة كتابة آية او فقرة أو كلمة..الخ، ومن الصعب ان نقرأ الكتابة التى مُسحت لكن الأدوات الحديثة مثل التصوير فوق البنفسجي يمكن تسليط الضوء علي هذه الكتابة السابقة.

أن النمط النادر من الكتابة اليدوية الجميلة والفنية على حد سواء فتنت الدكتور "جرد بوين " ، ولكن المفاجأة الكبرى عندما تمت مقارنة هذه المخطوطة القرآنية مع القرآن الحالي، حيث لاحظ ان هذه المخطوطة القرآنية تختلف تماما عن القرآن الحالي ،هناك ترتيب غير تقليدي ، أختلافات نصية مهمة، قواعد الاملاء مختلفة، وتجميل فني مختلف. وفي حديث لمجلة أطلس قال الدكتور "جرد بوين -Gerd R. Puin " مايلي :

"أن هذ القرآن-مخطوطة صنعاء- لايشبه القرآن الحالي ، فالكلمات لاتحتوي التنقيط و التشكيل (اي الضمة والفتحة والكسرة، والشدة) وليس هناك الهمزة، ولهذا يمكن أن نُعطي لكلمة واحدة 30 معنى !

ايضا هذا القرآن -مخطوطة صنعاء- هو كوكتيل من النصوص الغير المفهومة والتي ربما لم تكن مفهومة حتى في وقت محمد، و قد تكون أجزاء من هذا النص أقدم حتى من الإسلام نفسه ! " [1].

و بعد دراسة مستفيضة على هذه المخطوطات توصل الدكتور "جرد بوين -Gerd R. Puin " الى الاستنتاجات التالية:

 

-- أن النص القرآني ماهو الا تطور نصي في الواقع اي انه تطور عبر الزمن ولم ياتي كاكتلة كاملة كما يزعم المسلمين ، وخلص أن نص القرآني هو ليس من عمل فرد واحد ، بل قد تكون أجزاء منه كُتبت حتى قبل محمد

-- أن هذه المخطوطات لم تٌكتب في لغة عربية، فهي عبارة عن مزيج من النصوص الغير المفهومة في اللغة العربية، فالكلمات تدل على جذور آرامية.

النتائج التى توصل اليها الدكتور "جرد بوين-Gerd R. Puin " تؤكد نفس النتائج التى وجدها كريستوف لكسنبرغ - Christoph Luxenberg في بحثه عن لغة القرآن حيث قال (2) :

"أن النص القرآني تطور تدريجيا خلال القرنين السابع والثامن الميلادي - أي خلال فترة طويلة - ولم يكن الا شفهي. واللذي يؤكد هذا هو عدم وجود أي مخطوطة قرآنية تعود الى فترة ظهور الاسلام. "

أن كريستوف لكسنبرغ هو باحث ألماني في اللغات القديمة كتب كتاب حول لغة القرآن وعلاقتها بالأرامية (السريانية)، وهو بحث في اصول القرآن واللغة الاصلية للقرآن ، ويعتبر البحث نظرة جديدة لدراسة لغة القرآن

لقد كانوا الباحثين يعتمدون دائما في بحوثهم على المفسرين العرب في دراسة القرآن ، لكن لم يدرسوا لغة القرآن خارج لغة المفسرين . لهذا قام كريستوف لكسنبرغ بدراسة لغة القرآن من جانبها التاريخي اللغوي ولم يعتمد على المراجع الاسلامية التاريخية.

-- المعروف تاريخيا أن اللغة العربية لم يكن لها وجود كالغة، بل اللغة المشتركة والمكتوبة و التى كانت منتشرة مابين القرن الرابع والثامن الميلادي في منطقة الشرق الاوسط وعلى نطاق واسع هي اللغة الأرامية (كانت اللغة الارامية هي لغة الاتصالات ). ايضا خلال هذه الفترة ليس هناك أي اثر للادب العربي، حيث أن اول نموذج للادب العربي بالمعنى الكامل للعبارة وجد بعد تقريبا قرنين من ظهور الاسلام ، الا وهو "السيرة النبوية" لابن هشام اللذي توفي في 828 م واللذي هو تلخيص لكتاب المغازي اللذي كتبه ابن اسحاق في بداية العصر العباسي - لقد فُقد كتاب المغازي لابن اسحاق -. فالادب العربي نشأ قرنين بعد ظهور الأسلام فنجد مثلا اول معجم للخليل بن أحمد الفراهيدي اللذي توفي سنة 786م ، "العين" هو أول معجم عربي يؤلف في اللغة العربية، وسيبويه واللذي توفي سنة 796 م ، كان هو من وضع قواعد اللغة العربية.

اذا لم تكن اللغة العربية لغةً في وقت محمد واللذي مات سنة 632 م ، و لم يكن لها قواعد دقيقة ، اذا كيف كُتب القرآن بلغة غير موجودة أصلا ؟؟؟؟؟ اذا لابد أن يكون الاصل الاول للغة القرآن ليس عربي بل هو آرامي بمأنها كانت اللغة المنتشرة أثناء ظهور الأسلام .

-- لهذا قام كريستوف لكسنبرغ بقراءة القرآن بطريقة مزدوجة أي وضع في الاعتبار اللغة الآرامية بمأنها كانت اللغة المنتشرة أثناء ظهور الأسلام .

وبفضل هذا الإجراء، كان قادرا على اكتشاف الجذور الأرامية في اللغة القرآنية، وهنا اكتشف مدى تأثير

اللغة الآرامية على القرآن، في الواقع ، الكثير مما يمر الآن تحت اسم "العربية الفصحى" هو لغة آرامية .

مثلا في تفسير أية " وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ "

يقول كريستوف لكسنبرغ : " ان مصطلح حور لم يجد له المفسرون معنى فاختلفوا و كل واحد يعطي له تأويل، ولما كانت كلمة "زوجناهم" تسبق كلمة "حور" ففهم المفسرون على انها " زواج الشهداء في الجنة بالعذاري الجميلات " ، لكن لو اخذنا في الاعتبار الاشتقاقات الأرامية لهذه الكلمة "حور" نجد ان معنى هذه الكلمة معناها "ابيض" و كلمة "زوج " معناه عنب -أي زبيب- وكلمة "عين" عين ماء (منبع مياه)، -  فالمعنى المشار اليه في هذه الاية هو ان في الجنة توجد كل انواع الفواكه من بينها "زوج حور" أي عنب أبيض و ان في الجنة منابع مياه. أن التعبير المشار إليه "العنب الأبيض" يُعتبر رمز من عناصر من الجنة المسيحية ..."

ولقد أعطى الكثير من التفسيرات التى لها جذورها في الأرامية ( فما عليك الا قراءة كتابه) ...

يعني اللذين فجروا انفسهم طمعا في " نكاح 72حور عين " سينكحون "الزبيب الابيض "!

أما الكاتب اللبناني " غبريال صوما " [3] وهو خبير في اللغة الارامية ، يقول في كتابه "لقد كٌتبت مخطوطات صنعاء بخط مختلف تماما عن الخط العربي، و هذا الخط قريب جدا الى الخط النبطي (الأرامية الغربية) و الخط الارامي (ألا وهو خط "استرنجلا) " " ص 19 من كتاب "... "

واللذي يدعم نظريته هو ان هذه المخطوطات صعب قرائتها باللغة العربية من اي عربي مهما كان يُجيد اللغة العربية.

اذا اذ كانت هذه المخطوطة كُتبت باللغة الأرامية - أي السريانية - ، والقرآن الحالي له جذور آرامية كما تقول الابحاث العلمية ، هنا سيتغير معنى القرآن و سيحتاج المسلمون الى تفاسير جديدة ، ويرمون كل كتب التفاسير القديمة في المزبلة.

1

المصادر  
http://www.theatlantic.com/magazine/archive/1999/01/what-is-the-koran/304024/

http://www.faithfreedom.org/articles/quran-koran/ancient-qur%E2%80%99anic-manuscripts-of-sana%E2%80%99a-and-divine-downfall/
2 حوار مع الكاتب كريستوف لكسنبرغ

http://hackensberger.blogspot.ca/2007/11/cristoph-luxenberg-interview.html

كتاب كريستوف لكسنبرغ *

The Syro-Aramaic Reading of the Koran by Christoph Luxenberg
http://en.wikipedia.org/wiki/The_Syro-Aramaic_Reading_of_the_Koran
3 كتاب غبريال صوما

The Qur an: Misinterpreted, Mistranslated, and Misread. The Aramaic Language of the Qur an by Gabriel Sawma

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها