الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

الإتحاد الماروني العالمي

 


بيان

الامانة العامة

نيويورك- بيروت

نيويورك في 5 تشرين الاول- 2005

  الاتحاد الماروني العالمي يدعو حزب الله لقطع علاقاته مع النظام السوري

 ردا على الهجمات الاعلامية التي قام بها السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله ضد الاتحاد الماروني العالمي ، اذاع مكتب الإعلام في الاتحاد الماروني العالمي البيان التالي:

لقد راجعنا التصاريح المتعددة الصادرة عن الأمين العام لحزب الله والتي يتهجم فيها على الاتحاد الماروني العالمي، كما وراجعنا التصاريح الصادرة عن عدد من مسؤولي الحزب المذكور، وخاصة خلال زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني الأخيرة إلى لبنان. وردا على هذا الهجمات على الاتحاد الماروني وعلى الانتشار اللبناني نعلن ما يلي:

اولا-  إن السيد نصرالله لا يزال يتصرف ويتكلم وكأنه رأس النظام في لبنان. وإذ به يتوجه إلى اللبنانيين وكأنهم، بالنسبة له ولحزبه، مواطنين من الدرجة الثانية يأمرهم كما يشاء بخدمة النظام الإيراني الذي يموله ويدعمه.

نصرالله الذي يمثل آية الله خامنئي وملالي طهران في لبنان، يتصرف وكأنه المفوض السامي الإيراني في البلاد. فهو من يقرر الحرب والسلم وهو من يقرر متى يرسل الجيش إلى الجنوب أو البقاع، وهو من يقرر هوية لبنان، وكذلك وحده من يقرر هل يحتاج لبنان ومتى لمساعدة خارجية ضد الإرهاب والتدخل السوري في شؤونه.

لقد حان الوقت ليفهم السيد نصرالله بأن غالبية اللبنانيين ليسوا خداما له وموظفون عنده. آن الأوان لكي يعترف هو ومنظمته بتطلعات وأماني الأغلبية التي تجسدت في الرابع عشر من آذار 2005 بمظاهرة المليون ونصف الذين تظاهروا ضد الاحتلال السوري، وهذا الاخير كان يسمح لحزب الله بالسيطرة على نصف البلد.

فقد حان الوقت ليعترف السيد نصرالله بأن الأغلبية المطلقة من اللبنانيين في العالم والذين يعدون أكثر من 14 مليون هم ضد الاستخبارات السورية وأعمالها وضد تدخل النظام الإيراني في لبنان وضد شبكات الإرهاب في البلاد. فقد آن الأوان للسيد نصرالله وحزبه ليتوقفا عن الاستعلاء على بقية اللبنانيين مقيمين ومهاجرين.

ثانيا-  يستمر السيد نصرالله ومنظمته بالهروب من الحقائق التي ترسخت منذ صدورالقرار1559 في مجلس الأمن الدولي. فمنذ ذلك اليوم بات هناك واقع دولي جديد وهو رفض المجتمع الدولي للإرهاب اينما كان. وها هي الديمقراطية تسير قدما في أفغانستان والعراق ولبنان وقريبا في ايران والسودان وسائر المنطقة. وأمام هذه الوقائع لن يتمكن السيد نصرالله على التخفي خلف اتهام كل من يذكّره بالحقائق الجديدة بأنه حليف إسرائيل. إن الخطاب الوحيد للسيد نصرالله هو دائما اتهام الجميع بخدمة مصالح إسرائيل. ولكن الانتشار اللبناني وغالبية اللبنانيين في البلاد أذكى مما يعتقد السيد نصرالله. فأيام تغطية الاحتلال السوري والهيمنة على لبنان بشعارات الصمود والتصدي "للعدو الصهيوني" قد ولت. ولا يحتاج اللبنانيون حول العالم وفي لبنان لإسرائيل لتذكيرهم بمن هم وبما هي حقوقهم الأساسية في الحرية. الا ان السيد نصرالله ومنظمته هم الذين بحاجة ماسة لإسرائيل لكي يمرروا استمرار سيطرتهم على البلاد بدون عقاب. إن نصر الله هو من يحتاج إلى إسرائيل كل يوم وفي كل خطاباته لا الاتحاد الماروني.

ثالثا-  تدّعي منظمة نصرالله تمثيل الطائفة الشيعية ومصالحها في لبنان. ولكن غالبية الشيعة مغلوبون على امرهم. فلو كان هذا الحزب بدون سلاح وبدون المئة مليون دولار التي يتلقاها من إيران إضافة إلى الملايين التي تدفعها له الدولة اللبنانية لما استطاع الحصول على كتلة في مجلس النواب. ذلك ان نواب هذا الحزب هم ممثلين لمليشيا مسيطرة بالقوة ويعتبرها المجتمع الدولي بانها شبكة إرهابية. اننا نتحدى السيد نصرالله إجراء استفتاء ضمن الطائفة الشيعية بعد نزع سلاح ميليشياه. وليضع حججه الإسرائيلية على جنب، وارتباطه الإيراني، ولنرى ما يفكر الشيعة في لبنان بهكذا تمثيل. فلو اراد حزب الله حماية مصالح الشيعة لوقف مع شيعة العراق الذين تعرضوا للمذابح تحت صدّام ولا يزالون يتعرضون للقتل على أيدي إرهابّي الزرقاوي. وإذا كان متمسكا  بالسلاح فلماذا لا يذهب الى العراق لمساندة الشيعة؟  بل هو منشغل بحصار مزارع شبعا؟ أم بحماية سيطرته على لبنان؟

رابعا-  بينما يهاجم السيد نصرالله الاتحاد الماروني لم نسمع منه كلمة واحدة حول تحالفه مع الاحتلال السوري وانتهاكه لحقوق الإنسان. يجب أن يتذكّر هذا الحزب خطاباته المؤيدة لمن ارتكب المجازر بالأبرياء وعرّضهم لأشنع وسائل التعذيب في سجون سوريا. يجب تذكيره بأن النظام السوري هو من زوده بالأسلحة والذخائر بينما كان يذل اللبنانيين على طول 30 عاما منتهكا كل حقوقهم. حزب الله هذا هو الحليف لنظام كان ويبقى متورطا بمجازر وجرائم ضد شعبه في سوريا وشعبنا في لبنان. فلم يصدر عن السيد نصرالله كلمة واحدة تضامنا مع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. لذا وأن لم تقطع هذه المنظمة علاقاتها مع النظام السوري، سوف يعتبر اللبنانييون السيد نصرالله مشاركا في ما قام ويقوم به هذا النظام في لبنان مع كل ما يترتب على ذلك من مسؤوليات وعواقب.

خامسا-  يعتقد السيد نصرالله ومساعديه بأنهم قادرين على قلب نتائج ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال باللعبة السياسة التي يحاولون لعبها مع السياسيين اللبنانيين وذلك بالوعود والمكاسب والتفرقة. وليكن واضحا للجميع بأن  حزب الله يمكنه أن يقوم بزيارة من يشاء من السياسيين في لبنان، ولا سيما السياسيين المسيحيين، ولكنهم لن يصبحوا مقبولين من الجماهير اللبنانية، وخاصة المسيحية منها. الا ان العكس هو الصحيح فسوف يفقد هؤلاء السياسيون تأثيرهم داخل جماعاتهم، وخاصة في بلاد الانتشار. إن أيام الاتفاقات من فوق وبدون إرادة الشعب قد ولت وكل من سيحاول من الطبقة السياسية أن يغامر ببناء علاقات استراتيجية مع هذه المنظمة إنما يقوم به على مسؤوليته الخاصة وهو يخاطر بالتعرض للعزلة داخل البلاد وفي العالم. ولنكن واضحين مع السيد نصرالله: فإذا اعتقد بأنه سوف يخفف من تصميم المجتمع الدولي، أي الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والانتشار اللبناني، وذلك بإرسال من يقوم بزيارة بعض السياسيين المسيحيين أو بالتحضير بما يسمى بقم فهو مخطئ. فإن طريق واشنطن وباريس ونيويورك لا تمر عبر صور تأخذ مع سياسيين في لبنان، بل بتسليم السلاح، والنقد الذاتي، والتوجه إلى أغلبية المواطنين اللبنانيين. فلا يجب تضيّع الوقت بعروض مسرحية. لم يعد اللبنانيون في الداخل والخارج يصدقوا.

سادسا-  وطالما بقي حزب الله مسلحا ويرفض أن يقطع علاقاته مع النظام السوري فإن أكثرية اللبنانيين ستزل تعتبره مسؤولا مع حلفائه عن كل المشاكل الأمنية التي يتعرض لها البلد.

واذ نرد على تهجمات حزب الله الاعلامية بشكل واضح وصريح، ندعو جميع السياسيين في لبنان  لعدم الابتعاد عن روحية الرابع عشر من آذار والقرار الدولي 1559 . وإذا كان حزب الله يرغب بالانضمام إلى هذه الروحية فليس عليه الا أن يوضح ذلك، وطريق الدخول هو عبر القرار الدولي.  وبالنهاية نحذّر السياسيين اللبنانيين من محاولة فتح ثغرات في مكاسب 14 آذار لما سيؤدي من إعادة البلاد إلى المآسي الماضية.

الشيخ سامي الخوري       

رئيس الاتحاد الماروني العالمي  

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها