عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  
     
http://www.walidphares.com مقالات سابقة

وليد فارس : بروفِسور في العلوم السياسية

 

أكد أن الصراع في لبنان ليس بين محورين بل حرب على المجتمع المدني

وليد فارس: ولاء نصرالله لإيران تجاوز تبعية حكومة فيشي لهتلر


أكد المحلل السياسي الدولي الدكتور وليد فارس ان الصراع في لبنان ليس بين محورين كما يتوهم البعض مشيرا الى ان هناك محورا للشر يقود مواجهات عدة في المنطقة بهدف اقامة امبراطورية تمتد من افغانستان حتى البحر الابيض المتوسط بزعامة ايران.
فارس شدد في مقابلة هاتفية اجراها معه الياس بجاني ان قوى هذا المحور في لبنان تتحرك برئاسة »حزب الله« الذي يشن حربا مدروسة بأوامر ايرانية ¯ سورية عل الحريات والتنوع والدستور وتستخدم الاغتيالات والطائفية والتخويف النفسي.
اللقاء تناول نقاطا مهمة عدة على الساحتين العربية والدولية وخصوصا على الساحة اللبنانية والعلاقة الايرانية بالمنطقة وفي ما يلي ابرز النقاط التي جاءت في هذا اللقاء:

هناك صراع من جهة بين محور الشر برئاسة ايران ويضم سورية وقوى نفطية و»حزب الله« في لبنان وكل من يدور في فلكهم من الهوامش اللبنانيين قيادات واحزاب, ومن جهة اخرى بين المجتمع الدولي ككل والعالم الحر, وهنا مهم جدا ان يعرف اهلنا في لبنان ان الصراع هذا ليس بين محورين كما يحاول اعلام هذا المحور ايهام الناس.
يقود هذا المحور عدة مواجهات في المنطقة بهدف اقامة امبراطورية تمتد من شرقي افغانستان حتى البحر الابيض المتوسط بزعامة النظام الايراني المتشدد وتضم اضافة الى ايران اجزاء كبرى من العراق خاصة المناطق الشيعية وسورية اضافة الى اجزاء لا بأس بها من لبنان. يجهد هذا المحور الان ومن خلال الاعتصامات الانقلابية المستمرة في لبنان منذ اكثر من شهر على ضرب حكومة السنيورة والسيطرة عليها وايضا تشتيت وفرط ثورة الارز وارهاب مكوناتها القيادية والشعبية, وذلك كله لوضع لبنان بالقوة والارهاب تحت المظلة الايرانية السورية.
الساحة الكبرى لهذا المواجهات هي العراق حيث ان النظام الايراني يخترق هناك الطائفة الشيعية عبر التيار الصدري وجيش المهدي وبعض السياسيين, وهو اي المحور يحاول اسقاط العملية السياسية العراقية الديمقراطية وبالطبع افشال واسقاط الدور الاميركي وارباكه. وهنا لا بد من الاشارة الى ان مصالح هذا المحور تتقاطع في العراق مع مصالح تنظيم القاعدة رغم ان الطرفين ليسا حلفاء ولكن ما يجمع بينهما هو ضرب العملية الديمقراطية, علما ان اكثرية الشيعية في العراق لا يؤيدون سياسات ايران في بلدهم رغم وجود قوة كبيرة لها بينهم.
تنفيذ حكم الاعدام السريع بصدام حسين جاء ضمن معادلة قضت بالانتهاء الفوري من النظام الديكتاتوري القمعي الفاشستي بالقضاء على قائده ما يعني ان مختلف الفئات العراقية التي ستتفاهم مع بعضها البعض بعد ذهاب صدام ستتفاهم اولا على ضرب المتطرفين السنة والشيعة على حد سواء والاتجاه قد ياخذ منحى ضرب التطرف الخميني داخل الطائفة الشيعة كما جرى سابقا ضرب التطرف السني وذلك لتمكين الديمقراطية العراقية من النهوض. وهذا التوجه الدولي الهادئ والهادف لضرب جماعات التطرف اينما وجدت في العالم كان واضحا في الصومال مؤخرا حيث اعطت دول العالم الحر والمجتمع الدولي الضوء الاخضر لاقتلاع المتشددين من تلك البلد الافريقية ومنعهم من اقامة نظام طالباني اخر, هذا وقد كلفت اثيوبيا بهذه المهمة وهي انجزتها بنجاح كبير.
هناك قرار دولي يعتمد على قرارات المجتمعات المدنية بمواجهة الارهاب وافشاله بالحسم العسكري عندما تستدعي الحاجة واستباق اي محاولات له تهدف اقامة انظمة تهدد السلم العالمي بامتلاكها اسلحة دمار شامل ذرية او كيماوية اكان في لبنان او تشاد او الدارفور او في غير دول. وهنا نلاحظ ان الدول الغربية وعلى رغم كل خلافاتها الا انها متفقة بالكامل على هذا التوجه وهي بهدوء كامل تنفذ هذه الستراتجية عن طرق اعطاء المجتمعات حق اتخاذ قرارات ذاتية بالمواجهة والحسم وهي تقوم بدعمها.
وبالعودة الى لبنان نرى ان المواجهة تدور رحاها بين هذا المحور بكل تلاوينه اللبنانية السورية والايرانية وبين الاجماع اللبناني المدني الذي تجسد في »14 اذار« وثورة الارز وبكل ما اعقب ذلك من تحالفات وطنية وحدت بقناعات لبنانية غير مسبوقة بين السواد الاعظم من الشرائح اللبنانية. ان الاكثرية الساحقة من المسيحيين والسنة والدروز هي تقف في بمواجهة هذا المحور هناك ايضا مجموعة لا باس بها بدأت تظهر عند الشيعة وهي تؤيد الوقوف بوجه المحور, علما ان كل هذه الفئات تقول بقوة وجرأة لا نريد العودة الى الوراء ولا لسلاح »حزب الله« ولا لمصالح سورية وايران. من هنا فان المواجهة في لبنان ليست بين محورين كما يشاع, وانما بين محور حربته »حزب الله« وبين المجتمع اللبناني ككل, وهذا المجتمع يلقى الدعم من مجلس الامن ومن كافة المجتمعات الدولية الحرة والديمقراطية, والمحور هذا هو شبيه جدا بمحور موسوليني هتلر وحلفائهما الذي كان يقف بمواجهة كل دول العالم.
ان قوى هذا المحور في لبنان برئاسة »حزب الله« تشن حربا مدروسة بأمر مباشر من ايران وعبر النظام السوري على النظام اللبناني والحريات والديمقراطية والتنوع والدستور والقرارات الدولية والمحكمة الدولية وهي تستعمل اسلحة الارهاب المختلفة من اغتيالات وحروب عبثية واتهامات مفبركة وتسعير للطائفية والمذهبية, كما التخويف النفسي عبر وسائل الاعلام والتهديد باحتلال المطار والمرفأ واسقاط الحكومة وتغيير النظام ومنع قيام المحكمة الدولية.
ان قوى المحور تعطل عمل مجلس النواب عن طرق رئيسه السيد نبيه بري وتشل رئاسة الجمهورية عن طريق الرئيس لحود وتعمل على ضرب الاقتصاد مما سيؤدي الى لتجويع الناس, وتطول القائمة.
حرب المحور على المجتمع اللبناني بدأت مباشرة بعد ان انسحب الجيش السوري مجبرا من لبنان والرئيس الاسد كان اشار بوضوح الى هذه الحرب في اول خطاب له عقب خروج جيشه من وهو وان كان اضطر الى سحب جيشه النظام الى ان جيشه الثاني اي »حزب الله« بقياداته الايرانية بقي معه بسلاحه ودويلته وارتباطاته واختراقاته والنفوذ. يشار هنا الى ان تبعية »حزب الله« والمجموعات اللبنانية المعارضة الاخرى لسورية وايران هي ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ وان ما يقوله نصرالله وغيره من الرموز السورية الايرانية في لبنان عن ارتباطاتهم وتبعيتهم لدول المحور لم يقل لهتلر من قبل حكومة فيشي الفرنسية.
استعمل المحور عملية شراء وتضييع الوقت من خلال طاولة الحوار وقد نجح في استدراج عون وتياره مما اضعف تجمع 14 اذار ومن ثم شن حربه على اسرائيل بأوامر مباشرة من ايران ولم يوقفها الا بعد ان نجح في ابعاد البند السابع عن القرار 1701 وهو الان يكمل حربه التي تحولت الى الداخل اللبناني بهدف الانقضاض على الحكومة وتنفيذ حركة انقلابية بكل ما في الكلمة من معنى وهي تستهدف السلطة والحكومة والاكثرية النيابية وبالطبع الشعب اللبناني.
ان كل ما نسمعه اليوم من تهديدات وتحذيرات ونداءات يطلقها عون او فرنجية او »حزب الله« او غيرهم من الرموز المنخرطة في مؤامرة المحور هي قرع لطبول الحرب قبل الاطباق وهذه المرحلة مقسمة الى قسمين الاول هو الترهيب النفسي الذي تندرج ضمنه حملة التسويق المروجة لقرب المحادثات الايرانية الاميركية ولضعف التأييد الدولي للبنان التي هي بالواقع هراء ليس الا, فيما القسم الثاني هو ما يجري على الارض من محاولات اختراق ومن الممكن هنا استئناف عمليات الاغتيال. مع بداية عام 2007 نتطلع الى مرحلة صعبة جدا حيث ستزداد شدة الحملة الايرانية السورية التي ينفذها »حزب الله« وحلفاؤه في لبنان بهدف الانقضاض على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
تتحكم حاليا غرفة عمليات »حزب الله« في منحى الاحداث وافعالها وهي تتم بتوجيهات ايرانية سورية مباشرة, اما القوى اللبنانية الحرة فهي للاسف في موقع ردات الفعل ومن هنا في حال قررت القوى الانقلابية قطع طريق المطار وشل حركته او اقفال المرفأ او ضرب الاقتصاد بعمليات ميدانية وتعطيل الحركة في البلد فان قوى الاكثرية النيابية لن يكون امانها سوى خيار المواجهة وستكون هنالك سلسلة من المواجهات, علما ان »حزب الله« هو اسير القرار الايراني بالكامل ومهمته تقتصر على التنفيذ فقط. ولكن من المهم جدا ان ندرك ان لا عودة الى الوراء وان القوى اللبنانية الحرة في كافة مواقعها الرسمية والشعبية مدعومة من المجتمع الدولي واللوبيات اللبنانية في 35 دولة ومن دول العالم الحر ومجلس الامن وكل محبي السلام في الشرق الاوسط والعالم لن يسمحوا للمحور الايراني السوري ولا لأداته »حزب الله« بالاطباق على لبنان وفرض سيطرتهم عليه. الاشهر الثلاثة المقبلة ستكون صعبة جدا على لبنان وعلى قواه الحرة ولكن الموقف الدولي هو الذي سيكون بيضة القبان في المواجهات وهنا نطمئن الى ان الدور الاميركي والفرنسي سيكون فاعلا اكثر واكثر في قضية المحكمة الدولية وفي اطر خطوات تنفيذ القرارات الدولية 1701 وال 1559. ان اخطر ما يقد يلجأ اليه المحور في تصعيده للامور قد يأتي عبر استئنافه لعمليات الاغتيال.
»حزب الله« جاهز ومتحضر لمعركة عسكرية في الداخل بعد ان اوقف حربه مع اسرائيل وهذا امر واقع لا يمكن اغفاله.
يدعي الحزب اعلاميا ان تحركه سلمي وديمقراطي, فان هو ابقى على تحركه السلمي هذا دون عنف ومهما طال فان المواجهة معه من قبل القوى الحرة في لبنان والمجتمع الدولي ستبقى هي الاخرى في نفس الاطار, ولكن في حال طور مواجهاته وجعلها عسكرية عنفية فسوف تتم مواجهة الامر بجدية والمواجهات هذه والردود لن تقتصر على الساحة اللبنانية فقط.
ان الخرق الوحيد لوحدة ثورة الارز منذ الخروج العسكري السوري من لبنان جاء عن طريق العماد عون وهذا الامر اضعف بنسبة محدودة مواجهة القوى اللبنانية الحرة والاستقلالية مع قوى سورية وايران والاصولية في لبنان. ولكن اللافت هنا ايجابيا ان حلفاء سورية من القومي والبعثي و»حزب الله« وباقي المجموعات والسياسيين الذين يسمون انفسهم اليوم معارضة ما عدا عون هم كانوا جميعا ولا يزالون بالخط السوري, فيما القوى الحرة الاستقلالية والديمقراطية التي تنادي بلبنان اولا هي توحدت على ثوابت وقناعات لبنانية صرفة وقد كانت في مواقع مختلفة سابقا وبمواجهة بعضها البعض. ان التنسيق الحاصل اليوم تحت مظلة بكركي وبين المعارضات المسيحية والسنية والدرزية هو امر غير مسبوق يبشر بالخير ودليل عافية وتجدد ايجابي فاعل. يبقى ان المشروع السياسي هو المهم والاهم ونحن واللوبيات اللبنانية الحرة في الخارج يهمنا جدا ان تستمر الحكومة اللبنانية بلعب دورها السياسي الفاعل والحاسم والمدروس داخليا وخارجيا وهي المفترض ان تقرر لبنانيا ماذا تريد ومن ثم تطلب مساعدة المجتمع الدولي وهي بالنهاية لا بد لها من ان تطلب تطبيق البند السابع من قانون مجلس الامن على ملف المحكمة الدولية وعلى القرارين 1701 و1559 واللوبيات بالطبع ستكون كما دائما على كامل الجهوزية للمساعدة والدعم.
اطلب من المواطن اللبناني ان يرى الامور بمنظارها الاشمل والاكبر وان يعي جيدا انه يتعرض لحرب اعلامية ارهابية منظمة هدفها قتل ايمانه ورجائه واحباط عزيمته وهذه اسلحة اخطر من اسلحة الحروب العسكرية كافة التي تعرض لها لبنان منذ 28 سنة. اطلب من اللبناني التشبث بايمانه وبثقته بنفسه وان يبقى شامخا ورافضا الاستسلام لقوى الشر واطمئنه الى انه ليس وحيدا في مواجهة المحور السوري الايراني وذراعه في لبنان »حزب الله«, بل معه والى جانبه المجتمع الدولي ومجلس الامن وكل الاحرار في العالم وبالتاكيد 14 مليون لبناني منتشرين في كل دول العالم.
لبنان الرسالة سينتصر ومعه ستنتصر الحرية والسيادة والاستقلال ومعه ستسود ثقافة السلم والحضارة والعيش المشترك.

السياسية 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها