عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  
     
http://www.walidphares.com مقالات سابقة

وليد فارس : بروفِسور في العلوم السياسية

 

الجذور الآرامية للقومية اللبنانية

 محاضرة  للبروفسور وليد فارس، ألقاها لمناسبة عيد الشهداء السريان

في مقر النادي الآرامي في  نورشبورغ - السويد

 بدأ البروفِسور وليد فارس محاضرته بعرض عن تطور الهويات الثقافية في منطقة الهلال الخصيب مع تركيز على المنطقة السريانية البيث نهريننية فقال:

 إن السكان الأصليين لما يعرف اليوم بالعراق و سوريا و لبنان و فلسطين هم شعوب سامية عاشت في المنطقة آلاف السنين، حاربت فيما بينها الغزوات الخارجية والداخلية على السواء.

 ومن بين هذه الشعوب الأصلية الآشوريين و الكلدان و الآراميين في بيث نهرين السريانية و الفينقيين و الكنعانيين و العبرانيين و غيرهم في لبنان و اسرائيل القديمة.

و قد طغى العنصرالآرامي و الناطقون باللغة السريانية على المنطقة فيما بعد، كما احتفظت المنطقة بهويتها الخاصة على مر قرون، بل آلاف السنين، حتى الغزوات العربية الإسلامية.

 وتطرّق الدكتور فارس للنظام السياسي والثقافي الجديد في المنطقة نتيجة للفتوحات العربية الإسلامية، وبكلام أدق الغزو الاسلامي للمنطقة قائلاًًَ:

بعد هزيمة الإمبراطوريتين الرومانية و الفارسية، القوتين العظمتين في المنطقة آنذاك على يد العرب، أُعطي السكان الاصليون ثلاثة خيارات، إمّا الخضوع للإسلام و التعريب، أو العيش كذميين أي مواطنين من الدرجة الثانية، أما الخيار الثالث فكان التعرض للتطهير العرقي. وهكذا جرى تعريب و أسلمة و تهجير سريان ميزوبيتاميا وبشكل خاص الآراميين من مواطنهم الاصلية.

في حين عاش العديد منهم في مناطق ذات أغلبية عربية أو في الأرياف.

و على أية حال تمكن الموارنة وهم قسم من السريان الآراميين المسيحيين، من تأسيس دولة مستقلة في جبل لبنان في القرن السابع الميلادي تدعى دولة المردة، قاومت على مرّ قرون عديدة الخلافات العربية الاسلامية و حافظت على معظم أراضيها حرّة. إلاّ أن سلسلة من الأزمات الداخلية و الحروب الأهلية أضعفت قيادة دولة المردة مما أدى إلى سقوطها على يد المملوكيين عام 1305.

و قد نجح الموارنة بدعم من مسيحيين آخرين في المنطقة باستعادة حكمهم الذاتي عام 1840، و بعد مجازر 1860 و تدخل الدول الاوروبية عُرض على مسيحيي جبل لبنان مزيد من الاستقلالية.

و أثناء مجاعة المسيحيين الثالثة حصلت موجة هجرة جديدة، و خلال الإنتداب الفرنسي اختار المسيحيون اللبنانيون لبنان الكبير وطناً جديداً فكانت القومية اللبنانية هي المحصلة النهائية للنضال المسيحي من اجل حريته، وعام 1943 وقع كل من القادة المسيحيين والقادة المسلمين ميثاقاً وطنياً قضى عملياً على القومية العرقية للمسيحيين.

 و حتى 1975 شهد لبنان نجاحاً اقتصادياً فيما بقيت الحساسيات العرقية دون حل. و كان لبنان مقسوماً الى معسكرين:

عربي اسلامي النزعة و قومي لبناني مسيحي الوجه، يعارض تزوير هوية البلد التاريخية و أدت حرب 1975- 1990 إلى تخريب البلد و ارتكاب مجازر كبيرة، خاصة ضد السكان المدنيين المسيحيين في الشوف، عاليه والجنوب فيما أدت المعارك الاخيرة عام 1990 إلى سقوط المنطقة المسيحية الحرّة وفرض الهوية العربية على كل البلد.

 دور اللغة السريانية الآرامية اليوم:

و تناول الدكتور فارس في محاضرته أهمية اللغة السريانية في تطور الاوضاع قائلاً: على الرغم من أن الوضع المسيحي اللبناني هو في المقام الأول سياسي، فإن البعد الثقافي يبدو الفاعل الاساسي في نهضة الشعور القومي في لبنان، لأن فقدان الشعور القومي عند المسيحيين كان أحد اسباب هزائم الشعب المسيحي الماضية في لبنان، فعندما كان المرء يسأل القادة المسيحيين عن هويتهم القومية كان العديد منهم يتجنبون ابراز الجانب القومي في تراث أمتهم الثقافي. وآخرون كثر كانوا يشردون في متاهات شتّى بعيداً عن انتمائهم القومي السرياني الآرامي.

أما اليوم فكلا الجيل الجديد والكنائس الوطنية، وبشكل خاص البطريركية المارونية، باتا يعيان شيئاً فشيئاً أهمية المطالبة بالسريانية الآرامية كثقافة تاريخية ولغة يشكل ركنا اساسياً في تاريخ وهوية لبنان.

فاللغة المحكية اليوم في لبنان تُعرف باللهجة اللبنانية و لكن ما هي إلاّ لغة سريانية آرامية تحكى بصيغة عربية.

و اختتم الدكتور فارس محاضرته بقوله:

و أخيراً فإن أهم العِبر التاريخية المستقاة مما تقدم هي أن المجتمعات الناطقة بالسريانية الآرامية، بغض النظر عن الانتماءات الكنسية، هي وحدة واحدة عليها التعاون و التعاضد إيقاظاً و تعزيزاً لهويتها و ثقافتها السريانيتينن الآراميتين و بهذا نكون قد كرّمنا شهدائنا الذين ما استشهدوا إلا لنبقى نحن.

 الدكتور وليد فارس في سطور

 وُلد الدكتور وليد فارس في قرية غوما في قضاء البترون في لبنان، وهو رسمياً محاضر دائم في العلاقات الدولية في جامعة اليسوعيينJesuit University في بيروت و فيUniversity Florida International في ميامي، وهو اليوم بروفِسور في العلوم السياسية في Atlantic Florida University فيBoca Raton – فلوريدا.

وللدكتور فارس العديد من الكتبت والمقالات عن المسائل العرقية والقومية وسياسية الشرق الاوسط و القضية اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك فهو محاضر دائم في جامعات الولايات المتحدة الامريكية ومختلف أنحاء العالم.

في بيروت تضلّع الدكتور وليد فارس بمناصب قيادية عدة، فكان الأمين العام للإتحاد الماروني العالمي عام 1988.

 أما اليوم فهو مستشار و عضو في لجان منظمات وطنية عدة لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية حيث يعيش اليوم. ويصدر الدكتور وليد فارس اليوم مجلة تحليلية تعالج قضيايا اقليمية تدعى Mideat Newswire

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها