الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

المجلس العالمي لثورة الارز

The World Council of the Cedars Revolution   

 www.cedarsrevolution.org  cedarsrevolution@gmail.com  


مـذكرة  

 لاحظ س. حداد

30 حزيران / يونيو 2007

سعادة الأمين العام للأمم المتحدة

السيد بان كي- مون الموقر

نيو يورك، الولايات المتحدة الأمريكية

صاحب السعادة،

إن المجلس العالمي لثورة الأرز، بما يمثل من ملايين اللبنانين في العالم، إذ يؤكد مجدداً ثقته المطلقة بكم وبمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ويقدّر الجهود المبذولة من أجل وقف التعدّي الإرهابي على لبنان، يوجّه عنايتكم إلى أن التأزّم الكبير الذي بلغه الواقع السياسي والأمني بات الآن يُنذر بالخطر الشديد الذي ما لم يتم تداركه بالسرعة المناسبة، سوف يؤدي إلى إنهيار سياسي كبير قد يقود البلاد إلى حرب أهلية لا يرغب أحد فيها، وهذه قد تفجّر المنطقة الشرقأوسطية بأسرها ويهدد السلام العالمي كله.

إن النظام السوري ما انفكَّ يستعمل كافة الوسائل التي يملكها لضرب الاستقرار في لبنان، أهمها توريد العناصر الإرهابية المنفلتة من أفغانستان والعراق فضلاً عن تلك التي سبق أن زرعها في المخيمات الفلسطينية وعلى الحدود اللبنانية من مخلفات فرق الرفض الفلسطينيين التي يحتضن قادتها في سوريا بالذات؛ هذا، وهو رغم كافة النداءات الدولية والعربية، لا زال يذوِّدُ جميع هذه الفرق بالسلاح والعتاد الخفيف منه والثقيل، ويدفع بها إلى القيام بعمليات الاغتيال والقتل ضد اللبنانيين الآمنين.

 لقد أضحى اللبنانيون لا يأمنون عيشهم خشية تفجيرٍ يطالهم، ومؤخراً صار اغتيال أحد نواب الأمة، في رابعة النهار ذهب ضحيته القاضي وليد عيدو ونجله ونال آخرين لا ناقة سياسة لهم ولا بعير. وأيضاً، صار الاعتداء الاجرامي على الجيش اللبناني دون مبرر وذبحت عناصره ذبح النعاج وهم في مضاجعهم، دونما رادعٍ أخلاقي يردعهم، الأمر الذي حدا بالجيش اللبناني إلى خوض معاركَ مضنية لا زال يعالج ذيولها إلى اليوم.

 وفي آنٍ معاً، دأب النظام السوري على إرسال شحنات الأسلحة عبر الحدود اللبنانية المكشوفة. شحنات تم احتجازها وأخرى أفلحت بالوصول إلى أهدافها. وإلى اليوم، ورغم البيِّنات المتعددة ومن مصادر مختلفة، لا زال هذا النظام الإرهابي ينكر كل ما يُساق ضده من اتهامات وما يوجّه إليه من ضغوطات دولية، يثابر على محاولات تفجير الوضع الأمني في مناطق مختلفة من لبنان، تنفيذاً لتهديدات ووعود الرئيس السوري ونائبه ووزير خارجيته وباقي الطاقم الحاكم وصحافته.   

صاحب السعادة،

نحن نرى أن البطئ الشديد الذي يتم به تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحماية لبنان، يقدّمُ الفرصَ الكثيرة للنظام السوري لمتابعة مسيرته الإرهابية الهدامة الرامية إلى تقويض الكيان اللبناني وإلغاء استقلاله عن طريق إسقاط الحكومة اللبناني الشرعية المدعومة من مجلس الأمن الدولي خاصةً والأمم المتحدة عموماً، وتعطيل أعمال المؤسسات الرسمية التابعة للدولة اللبنانية، كي يتسنى لهذا النظام الانقضاض على الوطن الصغير واحتلاله مجدداً، إن مباشرة أو بمساعدة حلفائه وأتباعه.

إن أكثر البراهين جلاءً عما نقول، هو الاعتداء الهمجي على قوات اليونيفل المنتَدبَة من الأمم المتحدة الذي ذهب ضحيته جنودٌ أبرياء من الكتيبة الاسبانية المشارِكَة مشكورةً في حماية الحدود اللبنانية مع إسرائيل؛ والمقصود به خلخلة الثقة بهذه القوات أولاً وإنذارها بما ستتعرّض له من مآسي، بعد كل التهديدات السابقة من حزب الله الإرهابي وزبانيته الارهابيين ومن النظام السوري بالذات. 

 صاحب السعادة،

إن الخطر الذي يتهدد لبنان والمنطقة والعالم من بعد، يتمثّل بما يُعِدُّه النظام السوري الإرهابي للبنان، بمشاركة فعلية من النظام الأصولي الإرهابي الايراني، عن طريق ما يُسمى بالعارضة اللبنانية المرتبطة وثيقاً باستراتيجية هذين النظامين.  

 ونحن، ثورة الأرز في العالم، وبحرية التعبير والرؤية المتكاملة لتفاعلات السياسة اللبنانية في لبنان، نلفتكم إلى نتائج مجريات الأمور كما نراها في لبنان:

1-    إن الدعم المطلق الذي يقدمه النظام السوري للمعارضة اللبنانية، مرفَقاً بضغوطات مستمسكات له عليها، ألزمها إلى الآن، رفض  كافة دعوات الحوار الوفاقية التي توججها الحكومة اللبناني من جهة وتعطيل جميع المساعي العربية والدولية لحل الأزمة السياسية التي أحلّتها في البلاد جرّاء تخطّيها جميع المفاهيم الديمقراطية في وضع شبقها الغريب للإستيلاء على السلطة، رغم كون البلاد لا تزال تحاول اجتياز مرحلة ما بعد خروج الجيش السوري من لبنان وإعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة بعد الخلل الذي أوجده الاحتلال السوري للبنان.

2-    إن الأهداف الموصوفة للمعارضة تندرج تحت عنوانين رئيسين، أولهما محاولة الابقاء على مكاسب سياسية ومادية أورثها النظام السوري لفئات منها، والثاني محاولة الاستيلاء الكامل على الدولة بغية تغيير النظام إلى مراقٍ لا يمكن الوصول إليها إلاّ تدرُّجاً ديمقراطياً لا يمكن للنسيج المجتمعي اللبناني تقبّله أو العمل بموجبه قبل استكمال استعادة الاستقلال وسيادة القانون.

             وكما نرى، فإن الهدفين يناقضان بعضمها ولا يمكن الوثوق بمخطط أيٍّ منهما. وذلك لسبب بسيط جداً وهو أن لكل        منهما استراتيجية تناقض استراتيجية الآخر. فالأول يسعى علناً لقيام دولة عقيدية لا تمت إلى الديمقراطية بأية صلة        وهي مرتبطة كلياً، كما أعلنَ تكراراً، بالنظام الدكتاتوري السوري والنظام العقيدي الشيعي الايراني. أما الثاني،              فلن يكتب لاسترانتيجيه النجاح دون إجراء محاسبة ذات مفعول رجعي تتطال جميع السياسيين الذي تعاملوا أو                أُجبروا على التعامل مع النظام السوري المحتل، دون محاسبة سوريا!

             والغريب أن كلا الهدفين لا يمكن تحقيقهما إلاّ بإسقاط الحكومة الشرعية الوحيدة الناتجة عن انتخابات شرعية كانت        الأولى التي تمتَّعَ بها لبنان منذ عقود بعيدة. والأغرب أن كلا الهدفين أيضاً أقدما، في وقت سابق، على إجراء                تفاهمٍ لا تفسير له بسوى تقديم الخدمات المجانية للنظامين الإرهابيين، السوري والايراني.

3-    إن تخلّي المعارضة، التي تدّعي لبنانيةً لا تستحقها، عن كل القيَم الوطنية وتُقْدم على تعطيل قيام الدولة، إن باستدراح إسرائيل إلى حربٍ مدمرة تطال البنى التحية للبلاد، أو باضرابات واعتداءات واعتصامات تعطل المصالح العامة وتؤدي إلى إفراغ البلاد من كل منتج ومستثمر وشحن النفوس الفتية بالعنصرية الدينية والمذهبية، وإدخال البلاد في أتون حربٍ مذهبية أو طائفية لا رغبة لأحد فيها.

4-    إن تماهي المعارضة اللبنانية في غيّها والمثابرة على تصعيد مطالبها والقفز فوق كل مبادرات الحل للأزمة التي افتعلتها، لا يبرر إطلاقاً تواني مجلس الأمن الدولي عن تنفيذ قراراته وما لم يُصار إلى ضبط الوضع السياسي العام ووقف المعارضة عند حدود الدستور اللبناني، سوف يؤول بالجميع إلى مهاوي فراغ وإفراغ القانون الذي عانى اللبنانيون منه طويلاً.

5-    إن عجز الحكومة اللبنانية على تثبيت الاستقرار والانطلاق في استرداد العافية الاقتصادية للبلاد، مع وجود هذا الكم الهائل من التدخل الغريب في الشأن اللبناني، سوف يقود حتماً إلى مواجهات بين قوات الدولة من قوى أمن وجيش، رغم بطولاتها المشهودة وضئالة إمكاناتها، وبين الأحزاب والمجموعات الإرهابية التي يغذيها النظام السوري القريب والنظام الايراني الأبعد. وإذا احتسبنا قدرات حزب الله الارهابي وحده يمكن التكهن بنتائج مثل هكذا مواجهات. ويكذب في قوله أن سلاحه هو لمقارعة إسرائيل التي أبعدت الآن عن حدود لبنان.

6-    إن ما يشهده لبنان اليوم من تجييش وتسليح لفئات وأحزاب ذات صلة بالنظامين السوري والايراني واستعداها التام لوقف وتعطيل وربما ضرب الإداء الديمقراطي للحكومة اللبنانية، إن من حيث منع انتخاب نواب بدلاء لأولئك المغدورين اغتيالاً أو تأمين النصاب القانوني والدستوري لانتخاب رئيس جديد للبنان، سوف يؤدي بالجميع إلى ما لا يغيب عن اضطلاعكم، أي الاخلال باسلم الاقليمي والدولي استطراداً.  

7-    إن ما نشهد وتشهدون على ما يحدث في فلسطين من انقلاب أهل البيت على بعضهم، وذلك طبعاً بدفعٍ من النظامين السوري والايراني أيضاً، يقدم لنا ولكم أمثولة عما ينتظر لبنان من كوارث. لذلك..

8-    إن الاسراع في وضع يد المجلس الدولي يده على القضية اللبنانية برمتها، ولو لفترةٍ محدودة، والمبادرة فوراً إلى وقف الاعتداء على الدولة اللبنانية من قِبَل النظامين السوري والايراني وذلك بتعديل القرار الدولي 1701 أو استصدار قرار جديد يخول قوات اليونيفل، بعد تقويتها، باستلام القيادة مباشرة مع الجيش اللبناني ونشر قواتها على كامل التراب اللبناني وحدوده مع سوريا.

9-    إن فرض إحياء قانون محاسبة سوريا وتبنيه من قبل مجلس الأمن الدولي والعمل على رفض الأمم المتحدة التعامل معها ما لم تقف عند حدها وتوقف وتسحب كل مجموعاتها الارهابية أو تسليمهم إلى القضاء الدولي، قد يساهم في إحلال الاستقرار في الوطن الصغير.

إننا نرى أن مجمل أهداف هذه الأحابيل التي يعتمدها النظامين الارهابيين السوري والايراني تصب في خانة واحدة هي الاستيلاء على الحكم في الدولة اللبنانية ولو خربة ومهدمة، من أجل وقف عمل المحكمة الدولية التي باشرها مجلس الأمن الدولي والتي لا يمكن إيقاف مفاعيلها إلاّ من قبل حكومة لبنانية جديدة يسعى الساعون إلى إحىلها بدلاً من الحكومة الحالية. وعلينا هنا أن نوضح ما لم يتجرّأ السياسيون اللبنانيون على إيضاحه وهو أن النظام السوري ليس الوحيد الذي سيكشف التحقيق الدولي تورطه في عمليات الاغتيال التي طالت رئيس حكومة لبنان ورجال الفكر والاعلام والسياسة، منذ دخول هذا النظام الدكتاتوري إلى الوطن الصغير الذي كان ينعم بديمقراطية قلّ نظيرها في الشرق كله، بل هو حزب الله وارتكاباته ضد اللبنانيين وضد كل من هو على غير عقيدته التي كرّسَه فيها منشئ الثورة الايرانية آية الله الخميني، صاحب نظرية الشبطان الأكبر، منذ ما قبل الحرب على لبنان. ولنتذكر عمليات الخطف التي طالت العديد من الرهائن الغربيين الذين كانوا يُشحنون إلى ايران ويسلمون في سوريا. إنه مثلث الصمود الارهابي كما تعلمون.

لذلك فإن الهروب إلى الأمام كان ديدن الاستراتيجية الارهابية لهذا الحزب وأسياده ومعلميه، ومن هنا أتت جميع الموبقات التي تضرب اليوم منطقتنا الشرقأوسطية وتهدد لبنان والسلم الدولي كله. 

 ننصح سعادتكم بمراجعة مذكرتنا هذه مع ما تجمّع لديكم من معلومات وخبرة وسوف تجدون أننا في ما نقول صادقون.

 المجلس الوطني لثورة الأرز / نيوزيلندا

 صانك الله لبنان

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها