بيان
لا يحق للرئيس بري
باي مبادارات خارج المجلس النيابي واذ لم يتحمل مسوؤلياته فما عليه الا
الاستقالة.....
مكتب
الاعلام
واشنطن، الولايات المتحدة الاميركية
واشنطن- 16-كانون الثاني-2007
علق الامين العام في
المجلس العالمي لثورة الأرز المهندس عاطف حرب على ما ورد في أخبار اليوم
حول مبادرات الرئيس بري بقوله: أن الرئيس بري، الذي جدد له بدون وجه حق
كرئيس للمجلس للمرة الرابعة على التوالي، وكأن لبنان والطائفة الشيعية قد
خليا من الرجال، لا يحق له، ولو من قبيل اللياقة، لأننا نعتقد بأنه نسي
الأصول، لكثرة ما تفاعل مع الاحتلال، وتلقى من الأوامر المتناقضة
والمخالفة للدستور، فاعتقد أن البلاد هي إحدى المزارع التي كان يتهم
بشبابه الرئيس الأسعد والزعماء التقليديين بأنهم يعاملون الشيعة على
أساسها، وإذا به يقرأ في كتاب أين منه ذاك الذي قيل أن الرئيس الأسعد قرأ
فيه، فيرث كل الزعامات الشيعية ونظمها ولا يقوم إلا بتبديل بعض المحاسيب.
نعم لا يحق للرئيس بري أن يغلق أبواب المجلس النيابي،
ويحل محله الشارع كمكان للنقاش والاعتراض وحل المشاكل وطرح الحلول. وهو
لا يجوز أن يقوم بمبادرات ويشترط على الآخرين إما أن يقبلوا بها سلفا
وبدون الاطلاع عليها وإلا... بل عليه أن يدعو من اختارهم الشعب واختاروه
هو رئيسا لهم، ولو بغير وجه حق، إلى الإجتماع في مجلس النواب، وهو المكان
المخصص لهذا الغرض، وطرح الاقتراحات ومناقشة المشاريع والحلول، لا التوجه
إلى كل الأماكن ما عدى المجلس. فإذا لم يكن يتدخل كرئيس لمجلس النواب،
فإن تدخله لا يجدي، لأنه لا يملك الحل والربط، وإذا كان ممنوعا عليه
الذهاب إلى المجلس، كما يقول البعض، فإن إقتراحاته ومشاريع الحلول معروفة
سلفا.
إننا ولو لم نؤمن بنوايا الرئيس بري، ندعوه كرئيس
لمجلس النواب وكأحد أركان الطائفة الشيعية التي طالما ناضل بنوها ليكونوا
جزءا فاعلا في استقلال لبنان، وقد كان المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين
أطلقها صرخة مدوية؛ "أن لبنان هو الوطن النهائي الذي يجب التعلق به لا
الارتهان إلى الخارج كائنا من كان هذا الخارج"، ندعوه لأن يكون على مستوى
الاحداث والمسؤولية الملقاة على عاتقه، وأخذ المبادرة بدعوة النواب إلى
دورة استثنائية لتدارس الأوضاع وعرض الحلول وتحمل مسؤولياتهم في إدارة
البلاد، بدل أن يرموا بها على عاتق العملاء ليقرروا عنهم أو يتركوها
للصدف، فالعالم المتواجد بيننا اليوم لم يعد يستطيع تحمل تفاهاتنا وتهرب
الزعماء من المسؤولية، فإما أن يبادر الرئيس بري وغيره لحل الأمور
والعودة إلى اللعبة الديمقراطية، وإلا فلا بد من دعوة مجلس الأمن إلى
اتخاذ القرار الملائم لوقف التدهور ومنع التعدي على حقوق الناس.
نحن نقول ونحذر، بأن الكرة الآن هي في ملعب الرئيس
بري بالذات ليتخذ القرار الملائم ويوقف لعبة الفوضى التي سترتد على
الجميع بالويل، فأنظار العالم متجهة اليه وعليه أن يحسن التقدير ولا
يلتزم المناورات المعهودة، والمجلس المنتخب من الشعب تحت أنظار العالم هو
نقطة الارتكاز ومصدر السلطات وليس الشارع، فللشارع حق الاعتراض ولكن
ليعود النواب الذين انتخبهم ليمثلوه فيناقشوا يكل تمعن وهدوء الأمور
ويعتمدوا الحلول. وإذا كان الرئيس بري قد تعب من المسؤولية وبدأ يشعر
بأنه لم يعد الرجل المناسب، وهذا ليس بالغريب، عليه دعوة المجلس وتقديم
استقالته أمامه والطلب منه انتخاب رئيس جديد، وعندها فقط يمكنه التنحي
والابتعاد عن أجواء السياسة التي لم يعد يشعر بأنه يؤثر فيها. هذا هو
الواجب وهذا هو المفروض وليس أن يجلس في منزله ويستقبل الضيوف ويضع
الشروط ويضيع الوقت، بينما على الدول العربية والعالم أن يتحملوا الأعباء
ويصرفوا له ولجماعته من أكلة جبنة الدولة ومتقاسمي المغانم، الخوات
المعهودة، وكأن الحكم والمناصب هي فقط لتنعم هؤلاء.
لقد سئم اللبنانيون والعالم هذا الوضع
المتردي، وهذا هو بالضبط ما سعت إليه سوريا وحكمها الديكتاتوري؛ وهو أن
تنسي اللبنانيين كيف يعمل النظام الديمقراطي وما هي شروطه، وللأسف ها هو
رئيس المجلس يجاري نفس المبدأ، ويترك المؤسسة التي يرأسها تسقط بدون أن
يحرك ساكنا، لا بل يساهم في سقوط النظام الذي يرأس، فهل يعرف ماذا يفعل
أم أنه نسي ما كان تعلمه عن النظم الديمقراطية وعملها. |