غبطة ابينا البطريرك مار
نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى
بيروت في 30-10-2007
في هذا الزمن الرديء الذي يمرّ به شعبنا المسيحي في لبنان ، ونحن في خضم
استحقاق رئاسي مصيري و مفصليّ في مسيرة ثورة الأرز وفي مصير وجود و دور
المسيحيين الحرّ في اعادة بناء لبنان المستقبل، لبنان التعايش ولبنان
الرسالة ؛ أتت مبادرتكم الكريمة محاولة أنقاذية أخيرة لما يمكن أن يخسره
كل لبنان ،بكافة مكوناته الحضارية و الدينية ، ليس ان لم يتم انتخاب رئيس
جديد فقط بل ان لم يتم هذا الاستحقاق كما يجب .
أبينا البطريرك ،
هذه الانتخابات الرئاسية هي اقتراع لأحد برنامجين لا ثالث لها :
أ-
برنامج وضعته سوريا و ايران عنوانه اعادة احتلال لبنان عبر اطلاق
وصاية سلاح حزب الله على القرار اللبناني و يمهد له اليوم دعاة التسوية
مع رموز النظام السوري التي تسمي نفسها المعارضة .
ب-
برنامج وضعت بنوده شعارات جماهير مظاهرة يوم الرابع عشر من اذار
الشهير عندما افترش الطرقات ما يزيد عن المليون و نصف لبناني ، من كافة
مكونات هذا الوطن ، مطلقين في ذلك اليوم ثورة الأرز في وجه الأحتلال و
رموزه و في وجه كافة انواع الوصاية مطالبين بلبنان المؤسسات ، لبنان
التعايش و لبنان الرسالة .
وبالتالي فان الرئيس العتيد سيكون صاحب وراعي تنفيذ أحد هذين
البرنامجين.
فرئيس البرنامج الأول سيأتي نتيجة صفقة تحافظ على السلاح غير
الشرعي ، تحافظ على وجود السلاح الفلسطيني داخل و خارج المخيمات ، تحافظ
على نفس الوتيرة من ازدياد الفساد في المؤسسات و بالتالي ستزيد الدين
العام ، تحافظ على تهميش المسيحيين في الأدارات خاصة الرسمية منها وتؤدي
لاعادة هيمنة سوريا على القرار اللبناني تمهيدا لعودتها .
اما رئيس البرنامج الثاني فسيعمل على تطبيق القرارات الدولية من أجل لبنان ، الحفاظ
على نفس الوتيرة من الأهتمام الدولي ، حصر السلاح في يد القوى الأمنية
اللبنانية فقط ، ايجاد حل لمشكلة المخيمات الفلسطينية ، اعادة التوازن
الى كافة مؤسسات الدولة ، ترسيم الحدود اللبنانية كافة و استعادة كل
الأراضي المسلوبة ، وضع قانون انتخابي عادل ، حياد لبنان عن مشاكل
المنطقة ، انهاء الدين العام و عودة الحياة الى العجلة الأقتصادية ؛
وصولا الى لبنان حر، سيد ، ديمقراطي و تعددي .
لذلك ،
فنحن ندعوكم اليوم لأن تؤدي مبادرتكم الى اتمام هذا الأستحقاق كما يجب
وان يصبح عنوان هذه المبادرة : انتخاب رئيس ثورة الأرز شاء من شاء وأبى
من ابى فهذه مشيئة كل اللبنانيين و مجلس الأمن و المجتمع الدولي ملزمين
بمساعدة لبنان و خاصة بتمرير هذا الأستحقاق تطبيقا للقرارات الدولية و
استكمالا لحرب العالم الحر على الأرهاب ولكن هل هنالك من المسؤولين ،
خاصة المسيحيين منهم ، من يطالب فعليا بتنفيذ هذا الألتزام ؟
كما اننا نضع بتصرفكم و بتصرف اللبنانيين جميعا كافة امكانيات اللجنة ،
محليا و دوليا ، للمساعدة على انجاح مبادرتكم الكريمة لانتخاب رئيس يجسد
طموحات شعب لبنان و يحقق أهداف ثورة الأرز.
المنسق العام للجنة
اللبنانية العالمية
لمتابعة
تنفيذ القرار 1559
طوني نيسي |