ميشال
عون انتهى يوم تخلى عن ماضيه
تورنتو/كندا في 30 تموز/13
يعلمنا الكتاب المقدس أن من يدحرج حجراً يرتد عليه وأن ومن يحفر حفرة لأخيه
يقع فيها.
ميشال عون دحرج الحجر وحفر الحفرة والنتيجة بالتالي كانت محسومة سلفاًُ.
كما تبين كل الوقائع والأحداث التي تتغير بنمط متسارع جداً في لبنان والدول
المحيطة به يمكن القول إن ميشال عون بدأ يواجه نهايته السياسية الحتمية وهو
حقيقة من رسم طريقها وحدد نهايتها على خلفية أطماعه الغرائزية وعشقه لتراب
الأرض.
عون هو من حفر الحفرة التي سيقع فيها قريباً جداً وهو دحرج الحجر الذي
سينهيه سياسياً ويعزله.
عون انتهى سياسياً ونقطة على السطر.
براحة ضمير وثقة وإيمان نقول وبصوت عال إن ميشال عون انتهى سياسياً ووطنياً
ومسيحياً ومصداقية يوم وقع بطروادية واسخريوتية ورقة الذل والعار والخنوع
مع الجيش الإيراني في لبنان الذي هو حزب الله الإرهابي، وانتهى يوم ارتضى
أن يتحول طوعاً إلى تابعاً وطروادياً وبوقاً رخيصاً في خدمة نظام بشار
الأسد المجرم وغطاء لإجرامه بنفاق وخداع ودجل وشعبوية.
من يومها عون أمسى صغيراً وصغيراً جداً في كل حسابات الرجال، الرجال، لأنه
خان ماضيه بفجور الغواني، وتنكر لدماء الشهداء بجحود الإسخريوتي، وفضح ذاته
المرّضية بغباء، وقتل عن سابق تصور وتصميم بداخله كل ما هو وجدان وضمير
ومصداقية وأحاسيس إنسانية.
عون انتهى يوم تخلى عن أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين في
إسرائيل.
عون انتهى يوم نكر وجود أهلنا المغيبين قسراً في السجون السورية، ويوم عادى
الغرب، واستهزأ بالقرارات الدولية، وقبل بضرب الجيش اللبناني وبتعطيله.
عون انتهى يوم بغباء وحربائية سخر من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان.
عون انتهى يوم دفن ثقافته العسكرية الأكاديمية وتبنى بدلاُ منها منطق
المليشيات والمجرمين والغزاة.
عون انتهى يوم تماهى مع كل ما هو لا دولة ضارباً عرض الحائط بالشرائع
الدولية وبالدساتير كافة.
عون الواقع في كل تجارب ابليس لم يترك واحدة من الموبؤات إلا ولبسها فرحاً
وهو مزهواً وحالماً بالكرسي الرئاسي.
اليوم محور الشر لم يعد بحاجة إليه وبات يتعامل معه كما تعامل نابليون مع
الألماني الذي خان بلاده رافضاً مصافحته ورامياً له كيس النقود.
يقول الكتاب المقدس ما معناه، "إن من يسلم نفسه للأخر يصبح عبداً عنده".
نعم وقع عون في مخالب وأنياب وأطماع غرائزه على خلفية جنونه بكرسي الرئاسة.
باع كل شيء من أجل الكرسي وهو كما يتبين يوماً بعد يوم أن حلمه بها تماماً
كحلم إبليس بالجنة وهو لن يجلس عليها تحت أي ظرف.
هذا الرجل غرق في أوحال ومستنقعات محور الشر كافة وشبع غرقاً وهو لم يعد
قادراً بأي شكل من الأشكال على الخروج، وإن خرج فسوف يخرج عارياً دون حتى
ورقة التوت وفاقداً لكل ما غنمه من محور الشر من نواب وودائع وعصي ومنافقين
ووصوليين وحربائيين وسلطة ونفوذ، ومؤسسات إعلامية لا سلطة فعلية له أي منها.
يؤكد بعض العارفين أن كل من هم حول عون الآن سوف ينقلبون عليه وضده إن
تجاسر وتمرد على فرمانات محور الشر.
اللبيب من الإشارة يفهم، وعون الذي ليس بطلاً ولا انتحارياً وهو أفضل من
يفهم قراءة الإشارات.
باختصار عون انتحر سياسياً ولبنانياً ومسيحياً يوم انقلب على ماضية، وعلى
قدسية لبنان الحرية والسيادة والإستقلال، وبالتالي لن يتمكن من استعادة هذا
الماضي، لأنه أصبح في عهدة التاريخ، والتاريخ لا يرحم من لا يحترم نفسه ومن
لا يصون العهود والوعود، ولا يخاف الله ويعبد تراب الأرض.
|