البطريرك
الراعي: سلاح "حزب الله" شرعي
13/07/2013
في شأن ارتدادات بيان بكركي الذي تناول السلاح غير الشرعي على العلاقة
ب¯"حزب الله", رفض النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح اعتبار أن
هذا البيان موجه ضد الحزب إنما "ضد السلاح غير الشرعي والذي يولد المشكلات
والفتن". وفي هذا الإطار, أكد الصياح أن "البيان ليس موجها ضد "حزب الله"
وسلاحه لأن سلاح الحزب تم تشريعه في البيان الوزاري, أي أن الحكومة معترفة
به على انه سلاح المقاومة في وجه إسرائيل". وأضاف "نحن ندعو أن يكون السلاح
كله بيد الشرعية اللبنانية والحكومة أعلنت انه ستتم معالجة سلاح الحزب وفق
الستراتيجية الدفاعية".
هذا ما نشرته الصحف اللبنانية قبل ايام.
شكراً وألف شكر للمطران الصياح الذي باسم البطريرك الراعي وضح كل الالتباس
والأوهام وأحلام اليقظة بما يخص سلاح "حزب الله" وشرعيته في مفهوم وعقل
البطريرك بشارة الراعي. قلناها بقسوة سابقاً ونعيد تكرارها بقسوة أكبر
اليوم لعل في الإعادة إفادة لأن فقط السذج والحالمين والجهلة في شؤون وشجون
السياسة اللبنانية اعتبروا أن الراعي قد بدل وغير موقفه من محور الشر "السوري
الإيراني" ومن سلاح هذا المحور في لبنان, الذي هو سلاح "حزب الله". وها هو
الصياح يقول لهؤلاء لا وألف لا فسيدنا الراعي لا يعتبر سلاح "حزب الله" غير
شرعي, وبالتالي ما جاء حول السلاح غير الشرعي في بيان المطارنة الأخير لا
يطاول سلاح الحزب. ما هو رد من اعتبر من السياسيين الموارنة وغير الموارنة
أن البيان تاريخي? وما هو موقف الرئيس الحريري الذي أوفد مستشاره الدكتور
داود الصايغ ليشكر الراعي على وطنية بيان المطارنة?
ببساطة نقول لكل هؤلاء, الذي يُجرِّب المُجرب يكون عقله مُخرب. يبقى أن
احترام الذات وعقول اللبنانيين الأحرار يملي على كل من أشاد ببيان المطارنة
الموارنة وهلل له وقدسه واعتبره تاريخياً أن يتوب ويؤدي الكفارات عن خطيئته
المميتة, والأهم أن يتحرر من ثقافة التشاطر والتذاكي ومن عقلية الرابوق!
نسأل القيادات المارونية السيادية هل ستعتذر من اللبنانيين كونها توهمت أن
الراعي بدل مواقفه من محور الشر السوري-الإيراني ومن سلاحه? أم أنها هي
الأخرى لا تحترم عقول اللبنانيين وسوف تبقى غارقة في ثقافة التعامي! معيب
كان موقفهم المسطح الذي اعتبر بيان المطارنة الموارنة الأخير تاريخياً, وها
هو الراعي على لسان الصياح يصيح في وجوههم ويقول لهم أنا مع "حزب الله" ومع
سلاحه فلا تحلموا في إحراجي ولا في حشري في الزاوية! يا سادة يا كرام محزن
حالكم البائس والتعيس.
منطقياً وواقعياً ليس هناك أي مصداقية لبيان المطارنة الموارنة الذي صدر في
الرابع من يوليو الجاري والذي جاء فيه "أن كل سلاح غير شرعي يستجلب سلاحا
مماثلا", ونطالب ب "وقفة ضميرية من جميع الأطراف تحملهم على المصارحة
والمصالحة بحوار متجرد بناء أمام خط احمر هو العيش معا والدولة والجيش".
ونشجب, "كل تدخل لأي لبناني كان في الأزمة السورية تحريضا ودعما أو مشاركة
ميدانية".
عن قناعة وطبقاً للوقائع الملموسة والموثقة نقول لا مصداقية ولا قيمة لأي
موقف جاء في البيان لأن مواقف البطريرك الراعي ونائبه المطران سمير مظلوم
وعدد من المطارنة من بينهم الصياح هي مناقضة لمفهوم الدولة اللبنانية
ومؤيدة للنظام السوري ولوهم حلف الأقليات.
نشير هنا إلى أن الراعي علناً ورسمياً اعتبر ويعتبر سلاح "حزب الله" شرعياً,
وكذلك عدد لا بأس به من المطارنة وبالتالي القول, "إن كل سلاح غير شرعي
يستجلب سلاحا مماثلا", لم يستهدف سلاح "حزب الله" وقد علمنا من مصدر سياسي
موثوق ومن داخل لبنان أن الراعي كان اعلم "حزب الله" بهذا الأمر وطمأنه قبل
صدور البيان, وبالتالي مكانك راوح مع الراعي ومع مواقفه المناقضة لثوابت
بكركي. إن كل ما في أمر البيان الذي هلل وطبل له البعض هو مجرد لعب على
الكلام لا أكثر ولا أقل.
ولأن الراعي هو عملياً سفير متجول لنظام الأسد (كما وصفه النائب فريد مكاري)
ويعتبره حامياً للمسيحيين, فإن التغيير الإنشائي في مواقفه وفي بيانات
المطارنة الموارنة لن يكون له أي قيمة ومصداقية وتأثير لأن المطلوب من
الراعي, ومن الأحبار الكرام, أن يعلنوا صراحة أنهم لا يعتبرون سلاح "حزب
الله" شرعياً, وأنهم لا يؤيدون نظام الأسد, وأنهم خارج مشروع حلف الأقليات,
وأنهم فعلا مع الدولة ودستورها, وإلا فالج لا تعالج.
نسأل كل الذين رحبوا ببيان المطارنة الموارنة إلى حد اعتباره تاريخياً,
ومنهم كتاب ونواب وسياسيون وسياديون ومقاومون وأحرار نجل ونحترم, نسألهم
مباشرة ومن دون لف أو دوران أو الدخول في متاهات التحليلات والتمنيات
والتخوين وبالطبع دون السقوط في افخاخ التشاطر والتذاكي ومعلقات الشعر
والزجل, نسألهم هل مواقف سيدنا بشارة الراعي المعلنة من قبله شخصياً
والمتعلقة بنظام الأسد و"حزب الله" وإيران هي متماهية مع ما جاء في البيان
وتحديداً بما يخص السلاح غير الشرعي والتدخل في سورية? ونسألهم هل بدل
الراعي أو المطران مظلوم حرفاً واحداً من مواقفهما المؤيدة لمحور الشر
ولحلف الأقليات ولسلاح "حزب الله" وبما يخص المطلوبين من أفراد الحزب
للمحكمة الدولية? وهل حدد الراعي من يعني بقوله "جميعهم خربوا لبنان "14
آذار", ومن هو الصالح ومن هو الطالح ومن هو المخرب? لهؤلاء جميعاً نقول إن
مواقفكم مجانية ولن تصرف في أي مكان.
بصوت عال وبعتب كبير على تهليل المهللين الكرام نشير إلى إن كل الوقائع
الملموسة والموثقة بالصوت والصورة والنص تفيد أن ليس هناك أي تغيير في
مواقف الراعي الغارقة حتى الثمالة في تأييد قوي وتعظيم وتقديس لنظام الأسد
"الطيب القلب", ولسلاح "حزب الله", ولقتلة الرئيس الحريري, ولمشروع حلف
الأقليات, وتطول القائمة. وكلام المطران صياح التوضيحي لصحيفة النار
اللبنانية هو خير رد على خطيئة المهللين لبيان المطارنة الموارنة الأخير.
من يعود إلى كل كلمة تفوه بها الراعي منذ وصوله إلى سدة البطريركية يدرك أن
الرجل في مكان وبيان المطارنة في مكان آخر والغربة بينها قاتلة. كما أن
العقلاء من أهلنا مواطنين وقياديين ومثقفين لم يكونوا منتظرين الصياح أو
غيره ليوضح ويقول إن سلاح "حزب الله" مشرعن في مفهوم الراعي وأن البيان لم
يعنه ولم يشمله تحت عبارة السلاح غير الشرعي.
في الخلاصة إن المطلوب من القيادات اللبنانية السيادية عموماً, والمارونية
تحديداً, أن تحاكي الواقع وتتعامل معه بإيمان ومنطق من دون مسايرة أو تشاطر
وتذاكي, وأن تتعظ من قول بولس الرسول, "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما
كنت عبداً للمسيح", ومن وصية السيد المسيح الذي طلب منا أن يكون كلامنا
بنعم نعم, وبلا لا", ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ ويخاف الله في كل
كلمة يقولها وفي كل موقف يعلنه.
* معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
phoenicia@hotmail.com
تورونتو/كندا |