كارثة ترك الحبل على غاربه للبطريرك بشارة الراعي
*تورنتو/كندا في
07 أيلول/2011
منذ اليوم الأول له في موقع
البطريركية المارونية لم يترك البطريرك بشارة الراعي انطباعاً
لبنانياً مريحاً وإيمانياً عند الكثيرين من متتبعي السياسة
اللبنانية عن كثب أكان في الوطن الأم لبنان أو في بلاد
الانتشار حيث بدا في مواقفه الصادمة وخطبه المطولة والمملة
ومواعظه المربكة وأحاديثه الملتوية مع الزوار وكأنه استنساخاً
لحال ميشال عون المرتد ولسليمان فرنجية "المسورن" منذ نعومة
أظافره ولميشال سليمان المراوغ والمهادن لمحور الشر
ولميليشياته الأصولية حتى الركوع، كما تمظهر بوضوح موقفه
المؤيد لهرطقة حلف الأقليات وبالتالي تأييده لنظام الأسد ضد
الثورة الشعبية السورية.
حذرنا مراراً من خطورة هذه المواقف البطريركية الخطيرة
والقاتلة التي لا صلة لها بثوابت بكركي التاريخية والبعيدة كل
البعد عن وجدان وضمير ومزاج الطائفة المارونية المتعلقة حتى
الشهادة بلبنان الحر والسيد والمستقل فلم تلقى تحذيراتنا الصدى
المطلوب، لا، بل لامنا العديد من معارفنا وأبناء خطنا السيادي
على سرعة طرح هكذا موضوع في الإعلام مطالبين بالانتظار وبإعطاء
الرجل المزيد من الوقت قبل الحكم على مواقفه.
من جهته البطريرك الراعي وكما تبين لا يحتمل ولا يتقبل النقد
البناء بأي شكل من الأشكال فرد علينا وعلى الذين سلطوا الأضواء
على خروجه عن خط بكركي ومن عباءة مواقف الكردينال صفير الوطنية
والسيادية، رد بغضب وعصبية واتهمنا بالتعصب وبزرع الفتنة
وبباقي النعوت الببغائية البالية التي هي من أدوات شغل جماعة
سوريا المرتزقة في لبنان وربع تجار المقاومة ومقاطعجية التحرير
والممانعة.
بارك حكومة حزب الله ولام من عارضها طالباً منهم الحكم على
أعمالها وكأن الأبالسة يمكن أن تكون إلا إبليسية.
تملق وساير الرئيس ميشال سليمان وخلع عليه صفات وطنية وإنسانية
بعيدة عنه بعد الأرض عن السماء متناسياً قول القديس بولس
الرسول: "لو أردت أن أساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح"
لام الرافضين دعوة سليمان لاستئناف طاولة الحوار "الكذبة" وهو
يعلم علم اليقين أن حزب الله الإيراني يريد من خلال هذه
المسرحية تشريع سلاحه الإرهابي وإركاع الجميع بعد أن استلم
الحكومة وأبعد 14 آذار بالبلطجة والإرهاب والرشاوى والغزوات.
بلع لسانه فيما حزب الله يسرق أراضي الكنيسة المارونية بالقوة
في بلدة لاسا الجبيلية ويتوسع في تمديد شبكة اتصالاته في قلب
المناطق المسيحية ويشق الطرقات المشبوهة داخل هذه المناطق
ليسهل عليه غزوها عسكرياً عندما تنضج الظروف.
كما اعتبر أن قضية لاسا هي عقارية وليست مذهبية أو سياسة
متعامياً عن ادعاءات الشيخ قبلان الخطيرة حيث ادعى أنها ملك
للشعية مع العديد من القرى والبلدات المجاورة لها، كما تعامى
عن تصاريح موثقة للسيد حسن نصرالله بتحدث فيها علنية عن
الصليبيين الموارنة الذين احتلوا بلاد جبيل. علماً أنه وقبل أن
ينتخب بطريركاً كان الراعي عارض بقوة مشروع النائب بطرس حرب
الداعي لمنع بيع أراضي المسيحيين في مناطقهم لغير المسيحيين.
اعتبر أن ما يجري في سوريا اضطرابات وليس ثورة شعبية وراح كما
الوهاب والقنديل وعون ونصرالله يتحدث عن مؤامرة لتفتيت الدول
العربية وإقامة الكيانات المذهبية مكانها دون أن يقدم أي دليل
على هرطقاته.
وطبقاً لتقارير نشرت منذ أيام قليلة فهو يتصرف بطريقة
دكتاتورية وفردية في اتخاذ القرارات ويريد إلغاء الاجتماعات
الشهرية للمطارنة الموارنة التي تصدر بيانات تعبر عن مواقف
بكركي السياسية والمعيشية والوطنية.
وها هو من فرنسا يظهر على حقيقته المعادية لثوابت بكركي
التاريخية ولكل مجرى الثورات العربية الشعبية، كما يجاهر
بتعلقه بهرطقة حلف الأقليات مما أثار استغراباً كبيراً لدى
المسؤولين الفرنسيين حسبما جاء في تقرير كتبه الصحافي المعروف
حميد غريافي ونشرته جريدة السياسة اليوم في 07/09/11. وطبقاً
للتقرير نفسه ستوفد فرنسا مبعوثاً على جناح السرعة إلى
الفاتيكان لإستيضاح موقفها من انحرافات البطريرك الراعي
المخيفة.
من موقعنا الإغترابي نطالب السياديين من أبناء طائفتنا
المارونية ومعهم جميع الغيارى على لبنان الرسالة والاستقلال
والحريات والتعايش من أبناء كل الطوائف، نطالبهم بأخذ مواقف
البطريرك الراعي الخطيرة على محمل من الجدية وعدم السكوت عنها
والعمل على إعادة هذا البطريرك إلى عباءة الكردينال صفير وإلى
ثوابت الصرح البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان القداسة.
ونختم بما جاء في (إنجيل القديس لوقا 12/1-5): "إياكم وخمير
الفريسيين الذي هو الرياء. فما من مستور إلا سينكشف، ولا من
خفي إلا سيظهر. وما تقولونه في الظلام سيسمعه الناس في النور،
وما تقولونه همسا في داخل الغرف سينادون به على السطوح. وأقول
لكم، يا أحبائي: لا تخافوا الذين يقتلون الجسد، ثم لا يقدرون
أن يفعلوا شيئا. ولكني أدلكم على من يجب أن تخافوه: خافوا الذي
له القدرة بعد القتل على أن يلقي في جهنم. أقول لكم: نعم، هذا
خافوه".
******************
في أسفل تقرير جريدة السياسة
الفاضح والمخيف
زيارة البطريرك الراعي لم تكن "سارة ولا مريحة" لساركوزي
موفد رئاسي فرنسي لسؤال بابا الفاتيكان عن مستقبل بكركي
بقلم/حميد
غريافي/جريدة السياسة
لم يكن الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي "مسروراً" ولا مرتاحاً" لما سمعه من البطريرك
الماروني الجديد بشاره الراعي في باريس, أول من أمس, في ما
يتعلق بموقف "القائد الأعلى" للكنيسة المارونية من النظام
السوري "المارق والخارج على كل القوانين الدولية" - حسب
ديبلوماسي فرنسي في باريس - ومن حكومة نجيب ميقاتي الصديق
الشخصي لبشار الأسد و"المساعد المخلص" لحليفه الأمين العام
ل¯"حزب الله" حسن نصرالله, و"كأن البطريركية المارونية في
بكركي انتقلت من عهدة بطريرك كان يلقب ب¯"ضمير لبنان" و"حامي
استقلاله" هو الكاردينال نصرالله صفير, إلى بطريرك يبدو أنه
اختير ليجري مع الغاية بوجود رئيس جمهورية صديق له ومن نفس "حياديته
المذهلة" وقائد جيش "يضرب بسيف الاثنين البلاستيكي", وكأن
الأمور عادت الى منتصف السبعينات مع بداية الحرب الأهلية
اللبنانية عندما وقع اختيار كمال جنبلاط وياسر عرفات وحافظ
الأسد على البطريرك الجديد يومذاك خريش والرئيس الجديد سليمان
فرنجية وقائد الجيش حنا سعيد, وهم أضعف ثلاثة قادة موارنة في
تاريخ الطائفة, ليضربوا ضربتهم بإشعال الحرب كل من منظاره
الخاص: سيد المختارة بهدف تغيير النظام والوصول الى سدة
الرئاسة الأولى, وجملته الشهيرة مازالت تصدح في آذان من لا
ينسون المسيئين الى لبنان عندما قال لأحد القادة السوريين قد
يكون عبدالحليم خدام يومذاك: أنتم لا تفهمون التعامل إلا مع
الجالس في قصر بعبدا (القصر الجمهوري) إذاً, فلتلاقني في قصر
بعبدا بعد غد", في اشارة إلى الهجوم العسكري الذي كان يستعد
لشنه على مقر الرئاسة الأولى في اليوم التالي.
واضاف الديبلوماسي "أما أبو عمار فكان هدفه النهائي لا يختلف
كثيراً عن هدف نصرالله اليوم, وهو السيطرة على كل لبنان بعدما
وضع على الخريطة التقسيمات الجغرافية لدولته العتيدة التي ألمح
إليها نائبه ابو اياد بمقولته المشهورة ان "طريق حيفا تمر عبر
جونيه", فيما كان هدف الرئيس السوري السابق يناقض هدفي "حليفيه"
الدرزي والفلسطيني بشكل مذهل وحاسم, فهو يريد القضاء على نفوذ
جنبلاط مع تطور مسار الحرب اللبنانية وقد اغتاله بالفعل فيما
بعد, وتسليم منظمة التحرير الفلسطينية تسليم اليد الى ارييل
شارون العام 1982 بطلب من حليفه الأميركي في تلك المرحلة".
وكشف الديبلوماسي الفرنسي النقاب ل¯"السياسة", أمس, أن ساركوزي
"لم يكن يتوقع سماع ما سمعه من البطريرك الراعي حول دعم بشار
الاسد في عملية "إصلاحه" ضد ثوار سورية, كما لم يكن ينتظر ان
يسمع من حليفه البطريرك وجهة نظره المعارضة للثورات العربية
المندلعة في الشرق الاوسط المطالبة بالحرية والكرامة
والديمقراطية والعيش الكريم", وكذلك اصيب بالاحباط لشدة "حيادية"
البطريرك في الشؤون الداخلية اللبنانية ودعمه حكومة ميقاتي,
وكأنه أحد أنصار قوى 8 آذار".
ولم يستبعد الديبلوماسي, بعدما سمعه من تعليقات سلبية جداً على
زيارة الراعي, "أن يبلغ قلق الرئيس ساركوزي من دور البطريركية
المارونية الجديدة حد إرسال موفد الى الفاتيكان خلال الأيام
القليلة المقبلة لسؤال البابا بنديكتوس السادس عشر عن مواقف
الراعي, ودعوته إلى التدخل لاعادة ضبط ايقاع سياسة بكركي في
عهده على لحن البطريرك السابق نصرالله صفير, لأن الإخلال
بسياسة لبنان السابقة, قبل سيطرة "حزب الله", من شأنه تفجير
الأوضاع الى حرب أهلية جديدة مدعومة من نظام الأسد متى تأكد له
ان نظامه آيل للسقوط".
ودعا الديبلوماسي الفرنسي قادة "14 آذار" وثورة الأرز الى "افتعال
ضجة أكبر واتخاذ خطوات أكثر جرأة مما يفعلون الآن, لأن الأمور
لم تعد تحتمل حسب معلوماتي الديبلوماسية والاستخبارية من لبنان
وسورية والمنطقة, وعليهم ان ينزلوا مرة اخرى الى الشارع بموقف
مليوني مازال متوفراً لهم بعد شعور المرارة من هيمنة سورية
و"حزب الله" مجدداً على لبنان, وكأن شيئا لم يكن منذ العام
2005 اثر الانسحاب السوري من البلد وهزيمة الحزب النكراء في
حرب يوليو ,2006 حيث خسر كل ما يملك في تلك الحرب من اسلحة
وبنى تحتية تم تعويضها في ما بعد بواسطة سورية".
07 أيلول/11
|