فريد الغادري: نظام الاسد يحتضر ونعمل
على تشكيل حكومة انتقالية
مؤقتة
01/10/2005
*
ضباط الجيش جزء من المعارضة واركان في السلطة اتصلوا
معنا لتوضيح موقفهم.
*
واشنطن قررت انهاء نظام الاسد سرا ولا نحتاج الي تدخل
خارجي لتغييره
*
الازمة اللبنانية صناعة سورية واستقرار العراق خطر علي
الانظمة الشمولية
*
نظام الاسد قتل من الفلسطينيين اكثر من الذين قتلتهم
اسرائيل
*
ثروة قريب الاسد المسؤول عن تدريب المقاتلين المتوجهين
الي العراق تتجاوز الملياري دولار
الملف ـ جهاد الرنتيسي
:
تتجه
مؤشرات الاحداث الاقليمية المحيطه بسوريا وتداعياتها
الدولية نحو تطورات قد تؤدي الي تحولات دراماتيكيه
تغير الوجه السياسي لدمشق.
فهناك الاتهامات المتعلقه بدور سوري في العراق ، واخري
بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق
الحريري ، و هناك علامات الاستفهام المحيطة بالوضع
الداخلي
.
وحينما يجري الحديث عن التغيير في سوريا تطفو علي
السطح عملية التغيير التي جرت في العراق باعتبارها
النموذج الذي يمكن القياس عليه ،ويتبادر الي الذهن دور
المعارضه السورية في توجيه الرياح نحو دمشق.
في محاولة لازالة الغموض طرح الملف نت عددا من الاسئلة
علي رئيس حزب الاصلاح السوري فريد الغادري ـ المقيم في
الخارج ـ وكان هذا الحوار
:
الملف
نت: يجري تداول سيناريوهات مختلفة حول التغيير المرتقب
في سوريا …ما هو السيناريو الذي ترجحونه ؟؟
الغادري: لم يعد يشك أحد
في سوريا وخارجها في أن نظام أسرة أسد محتل داخلي
ويتعامل مع الوطن كمزرعة والشعب كأقنان، وتمكن بسرعة
قياسية من تأليب العالم العربي والمجتمع الدولي علي
حماقات سياسته الخرقاء، ووضع نفسه في عزلة عن العالم.
ويتعاطى
النظام مع السياسة المحلية والدولية من خلال مصالح
الطغمة الحاكمة حصرا، و المجتمع الدولي يساند اليوم
طموح السوريين للإنعتاق والحرية، مما يتيح الفرصة
لإقالته بإرادة الشعب السوري.
وبتشديد
الضغوط على النظام سيسدي العالم للسوريين خدمة جليلة ،
والإطاحة به ستكون قطعا بإرادة وعزم السوريين أنفسهم،
فالشعب متحفز للنهوض ولفظ هذا النظام دفعة واحدة ،
وسترون كيف سينقلب السحر على الساحر.
لا
نحتاج لتدخل مباشر من أحد، و نعول على الشعب السوري
بمختلف قواه الوطنية من معارضة ديمقراطية ومستقلين
وتجمعات ومنتديات شبابية.
ونحرص
علي الانتقال السلمي للسلطة عبر مؤسسات ديمقراطية،
تتمثل بالدعوة لمؤتمر وطني عام تتمخض عنه مؤسسة
تشريعية بمثابة برلمان مؤقت في المنفى يشرف على
تشكيلات إدارية تشارك فيها كافة الفعاليات النشطة
المنحدرة من جميع مكونات المجتمع السوري، تتسلم إدارة
عملية التغيير بدقة وإحكام وفقا لقوانين ديمقراطية
حقا، وتوزع المهام بين السوريين في الداخل والخارج.
و ينشط الفرع الخارجي مستفيدا من حرية العمل
والإمكانيات التي لا تتوفر للزملاء في الداخل.
نحن
في حزب الإصلاح السوري نعمل حثيثا وبمسؤولية عالية
لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة إلى الشعب عبر مؤسسات
حقيقية.
الملف نت: هل تتوقعون مشاركة بعض أركان النظام في
عملية التغيير ؟؟
الغادري: عملية الفرز
بين الحاكم والمحكوم خلقت شرخا كبيرا وفتحت هوة لن يتم
ردمها إلا بإسقاط هذا النظام البوليسي.
ولا
أحد يجهل أن الانتساب للبعث يكاد يلتصق بالمواطن
السوري مع شهادة ميلاده، وبالتالي نفرق تماما بين هذه
المسميات.
يجب
أن ينهي الجيش السوري الخدمة في مزارع الضباط المقربين
أو عمالا في فيلاتهم، والمستفيدين من هذه المنح
والامتيازات قلة، ليعود يحرس حدود الوطن. الضباط وضباط
الصف جزء من المعارضة الصامتة التي تنتظر اللحظة
المناسبة، ولن أفشي سرا إن قلت أن المعلومات التي
تصلنا سواء من القطعات العسكرية أو المؤسسات المجيرة
تؤكد على تحفز واستعداد وترقب للتغيير الذي لن يكون
مفاجئا.
وفي
هذه العملية نحن على ثقة من مشاركة نشطة لكبار
الموظفين من مدنيين وعسكريين ممن لم تتلطخ أياديهم بدم
الشعب السوري أو يملأوا جيوبهم وحساباتهم البنكية من
النهب واللصوصية التي مورست طيلة عقود في ظل حكومة
أسرة أسد المتوارثة للسلطة على كاهل هذا الشعب.
وكما
تعلمون قدم حزب الإصلاح السوري لائحة من 267 اسما
لملاحقتهم دوليا بجرائم مختلفة، وهذه فرصة مناسبة
ليبرهن هؤلاء عن حسن النية ويكفروا عن خطاياهم
بالانسلاخ عن النظام وينخرطوا مع الشعب للتغير
والإصلاح الحقيقي. وفي هذا السياق نؤكد أن هناك 18
فردا من رموز النظام اقترفوا ما لا يمكن تأجيل
محاسبتهم عليه ، وقد تتكرر أسماء بعضهم في لائحة
المحقق الدولي ديتليف ميليس من ضمن المتهمين بجريمة
اغتيال الرئيس الحريري.
واود
الإشارة إلى أن عددا من أركان السلطة الحالية اتصلوا
معنا لتوضيح مواقفهم من عملية التغيير وننتظر اتصالات
آخرين لدعم حركة التغيير والاتفاق على مسار التغيير
السلمي وبأقل الخسائر.
الملف نت: ما مدي ارتباط التغيير المرتقب بتطورات
الأزمة اللبنانية ، وتداعيات التحقيق في اغتيال رئيس
الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري؟
الغادري: نعتقد أن
الرغبة الشعبية في التغيير نتيجة طبيعية لممارسات
النظام وليس نتاج لأزمة أو ظاهرة معينة، وبالتالي
الأزمة اللبنانية بمجمل تداعياتها هي صناعة سورية
بامتياز، ناهيك عن محاولات أسرة أسد زعزعة الأمن
والاستقرار في العراق لثقتهم أن العراق الديمقراطي أو
لبنان الحر سينقل العدوى إلى سوريا ويسرع في عملية
التغيير.
من
هنا نجد أن كافة الأسباب والعوامل الخارجية خلقها
النظام نفسه، كما عمل على تغييب الشعب وقمع معارضته ،
فالتغيير سيكون سوريا حصرا، وباعتبار النظام لم يعد له
سند خارجي نعتقد المجتمع الدولي ومجموع دول الجوار لن
تأسف على زوال نظام عسكري لا يؤمن جانبه ، وسيبارك
الجميع عملية استبداله بحكومة ديمقراطية.
للوهلة
الاولي بدت مأساة الرئيس الحريري كأنها الشرارة التي
أنارت طريق حرية لبنان، و اتسعت الرقعة ، وقد تتحرر
سوريا أيضا، ومن ثم ياتي التحول الديمقراطي في البلدين
الجارين وتسريع تحولات مماثلة في المنطقة عموما.
الملف
نت: إلى أي حد تعتقدون أن النظام السوري متورط في
أعمال العنف التي يشهدها العراق؟
الغادري: نظام أسرة أسد
في خصومة مع الديمقراطية ، ولا يمكن له الاستمرار
بوجود دول جوار ديمقراطي، وبالتالي لا يهمهم الشعب
السوري الذي ساموه شتى صنوف العذاب فما بالك بالشعب
العراقي أو اللبناني أو سواه، لكن الشعب العراقي تخلص
من الشق الثاني من البعث، واستقرار العراق يمثل خطرا
على كافة الأنظمة الشمولية في المنطقة، والتي ستلفظها
شعوبها.
النظام يعي تماما أن انتقال فوري لنظام فاشي الي
ديمقراطي مستحيل، ويماطل من خلال التظاهر بالإصلاح على
الصعيد الداخلي وصب الزيت على النار في دول الجوار من
خلال التدريب وإفساح العمق الجغرافي والمعونات
اللوجستية. الأدلة تشير على انغماس النظام السوري في
هذه الجرائم ويستمر بدعمها وتمويلها ولا ينتظر من
السارق أن يشير على نفسه وهذا ما يفسر تشكيكه المسبق
بنتائج التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ليمهد
الطريق للكذبة التالية ويصور للسوريين أن النظام
الوطني الاشتراكي التقدمي هو المستهدف.
نحن
على ثقة أن العراق سيتعافى فور توقف التدخل الخارجي
وفي مقدمته البعث السوري ممثلا بأسرة أسد، وفي هذا
السياق أود التنويه إلى نتائج التحقيق العراقي إبان
سقوط الفلوجة، والتي برهنت على أن المقاتلين يتم
تدريبهم في معسكرات سورية، وبعد عملية تلعفر تبين
للعراقيين وبأدلة دامغة انغماس النظام السوري بدعم
الإرهاب، وعلى أثر ذلك وجه السفير الأمريكي في العراق
اتهاما صريحا للنظام السوري الذي يجند الإرهاب ويدعمه
في العراق، واعترف من قبض عليه كاشفا عن مراكز التدريب
والشخصيات المسؤولة عن العملية بإشراف ذو الهمة شاليش
قريب الرئيس.
وهذا
الشخص شبه أمي تتجاوز ثروته ملياري دولار أمريكي، وهو
من أوائل الذين سيطلب العراقيون محاكمتهم بتهمة
الترويج للعنف وزعزعة استقرار العراق وتقويض أمنه.
الملف نت: هل تعتقدون أن هذا التورط من بين العوامل
التي تدفع الأطراف الدولية نحو تسريع عملية التغيير في
سوريا ؟
الغادري: كما أشرت أن
التغيير رغبة سورية محضة، وتمكن النظام بحماقاته
السياسية أن يضع نفسه خارج إطار المجتمع الدولي،
وبالتالي الفرصة مناسبه الان للتغيير
.
المجتمع
الدولي على دراية بالمراوغة والمماطلة البعثية
والمساومات بخصوص تورط النظام في تفجير الوضع في
العراق ودعمه للمقاتلين وتفاوضه من خلف الكواليس على
هذه الورقة، واستعداده لحرقها كغيرها من اوراق حرقها
خلال مسيرته ـ التي تشهد على هذه الممارسات ـ مقابل
إبقائه على السلطة.
بلا
شك تزداد الضغوط الدولية على هذا النظام طرديا بزيادة
انغماسه بجرائم محلية ودولية وفي مقدمتها التدخل
بالشأن العراقي والاغتيالات السياسية التي ستظهر تباعا.
ولابد
من الإشارة في هذا الصدد الي أن العالم كله على يقين
أنه لن يكون اطمئنان في لبنان واستقرار في العراق
وديمقراطية في سوريا دون تنحية أسرة أسد عن الحكم،
وتورط هذه الأسرة بتلك العملية يضيق الخناق عليها شيئا
فشيئا وسيودي بحكمها.
معروف
اليوم في أمريكا أن بشار أسد ليس موضع ثقة كحاكم في
بلده، ولن يتحول لقذافي جديد كما تحاول اوساطه الإشاعة
، ولن تتعامل معه الإدارة الأمريكية مهما قدم من
تنازلات على حساب شعبه، وانتظر مراهنا على اللعب بهذه
الورقة ولحسن حظ السوريين أنه فوت الفرصة، ونهاية حكمه
صارت تحصيل حاصل، ولا مجال للمراهنة على موقف أمريكي
معاكس وهذا يصب في صالح مطالب شعبنا وسوف نوظفه في
الاتجاه الصحيح.
الملف نت: ما مدي قدرة النظام السوري علي الصمود في ظل
العزلة التي يمر بها ؟
الغادري: من خلال
قراءتنا لصمود كل من نيكولاي شاوشيسكو وسلوبودان
ميلوشيفيتش وصدام حسين وشيفارنادزه والسلسلة طويلة نرى
أن النظام يحتضر، وهو يفاوض مضحيا ببعض رموزه ويساوم
على تبرئة المقربين وهرم السلطة مقابل أي مطلب مهما
صغر أو كبر.
وتشير
المعطيات الداخلية أن النظام فقد صوابه وتهتز أركانه
من الداخل وانعدمت الثقة بين أركانه ناهيك عن تخوين
المواطن وعدم ثقته به لأنه لم يخدمه بشيء، لذا بدأ
يروج مؤخرا لحملات ترويع طائفية وإقليمية من أجل أن
يبحث عن سند داخلي ولو من فئة معينة ليستخدمها كشماعة
يعلق عليها أسباب صراعه على البقاء. ومؤخرا بعد أن
قاطعت الدول والمحافل الدوليه رموز النظام حاول
التهويل لكسر طوق العزلة من خلال استقبال رئيس دولة
الشيشان، وانشغل به الإعلام المحلي لأسابيع.
لابد
من التأكيد علي أن أي انتفاضة في العالم تندلع حالما
توفرت لها الشروط الموضوعية والذاتية.
وعند
استطلاع كافة الحركات المعارضة والرافضة لحالات القمع
والظلم منذ عهد ستالين وحتى اليوم نجدها تشترك في عدة
نقاط أساسية وتختلف فقط في الخصوصيات التي تميز كل
مجتمع عن آخر.
ونحن
على ثقة أن التغيير السلمي يقتضي استخدام وسائله
المثلى، قبل أسابيع بينت في صحيفة واشنطن تايمز مبررات
نضوج معالم التغيير في سوريا والتي تتمثل في تردي
الوضع الاقتصادي في البلد، ومعارضة المثقفين للسلطة
القائمة، وانعدام الرؤية لمستقبل الشباب،و تخلي النخبة
الاجتماعية عن مساندة الحكم السائد وهي سمات المجتمع
السوري اليوم، بينما نعمل على توفير الشرط الخامس وهو
بديل الحكم السائد ويتمثل في حكومة انتقالية مؤقتة.
الملف نت: ما هي الانعكاسات الإقليمية المحتملة
لانهيار النظام سواء كان الأمر يتعلق بالوضع اللبناني
، أو بالوضع العراقي ، أو بمسار القضية الفلسطينية؟
الغادري: كما أسلفت
النظام السوري لا يملك ما يقدمه للعالم سوى اللعب
بأوراق الآخرين، ولعب طويلا بعواطف الناس من خلال
التهويل للوحدة العربية وهو متخاصم مع شقه العربي
القومي في العراق، وزعم بتحقيق الاشتراكية وزج
بالشيوعيين في الزنازين، وتشدق بالحرية وضاقت سجونه
بالنزلاء وقتل كل من يعارضه ولم يعف حتى عن رجال الدين
المعتدلين من أمثال الدكتور الشهيد محمد معشوق
الخزنوي، وهمش الشعب الكردي في سوريا ووضعه على الرف.
و على الصعيد العربي نصب نفسه المدافع الأول عن
الفلسطينيين وقتل منهم أكثر مما قتل في كل حروبهم مع
الإسرائيليين، وعبث بالقضية الفلسطينية ووظفها لتخدم
أهدافه، وكان لبنان محمية بعثية ومزرعة خاصة لأسرة أسد
الذي امتص اقتصاد البلد الجار ودمر منشأته و! قتل خيرة
رجالاته. وتبادل مع نظام صدام الشقيق اللدود شتى التهم
والاقتتال، وعلى الصعيد الخارجي تمكن من تحويل كل
العالم لخصوم ومارس سياسة إقليمية ودولية حمقاء.
كل هذه الممارسات لها ردة فعل عكسية يقطف النظام
ثمارها ، وكل المؤشرات توحي أن سفينة النظام منزوعة
الشراع وتتجاذبها الأمواج ، وسقوطه مرهون بالوقت وليس
بما يحاول تقديمه من تنازلات على الصعيد الداخلي
والخارجي، باختصار النظام السوري يدير الأزمات ولا
يحلها.
الملف
نت: هناك من يري بان انهيار النظام العراقي جلب العنف
للمنطقة …. ما هي احتمالات تكرار المشهد في سوريا ؟؟
الغادري: العنف لا يأتي
من فراغ، يشعل المتضررون من الديمقراطية شرارته،
والنظام السوري يشهد له بذلك، ولكن هناك فرق كبير ولا
مجال للمقارنة بين البلدين من هذه الناحية، فالشعب
السوري بمجمله تعرض للقمع، والمستفيدين من النظام قلة،
ناهيك عن التركيب الاجتماعي لسوريا والذي يتعارض مع
العنف . البعث يروج لحرب أهلية فيما لو سقط وسيحاول
زرع الفتن ويزرعها خصوصا في الجزيرة حيث التعددية
القومية وفي الساحل حيث التعددية الدينية، ولكنها تبقى
عصية عليه.
من
جهة أخرى نستفيد من دروس غيرنا ولدينا في التحالف
الديمقراطي السوري مشروعا متكاملا في هذا الشأن نعرضه
على كافة أطياف المعارضة من أجل إيجاد صيغة شاملة تجمع
عليها غالبية الأطياف الفاعلة وهي خاصة بمرحلة ما بعد
البعث.
وبالتالي
سيكون البلد أكثر أمانا وحرية وديمقراطية. وأنا على
ثقة أن الشعب السوري محب للسلام وعاشق للحرية ولا توجد
مقومات ممارسة العمل الإرهابي مهما حاول النظام تأجيج
ذلك.
الملف
نت: هناك إشارات أمير كيه باتجاه التغيير في سوريا ..
ما هي احتمالات اتخاذ خطوات فعليه في هذا الاتجاه ؟
الغادري: لن نمل من
تكرار أن التغيير الحقيقي سيقوم به شعبنا السوري ممثلا
بقواه الحية من معارضين ومستقلين وضباط وطنيين، أما
الضغوط الأمريكية فلا يمكن نكران أهميتها ودورها في
إضعاف النظام الذي يملك كل أدوات القمع التي حالت دون
ان نتمكن من تغييره خلال أربعة عقود ونيف.
الإدارة
الأمريكية جادة تماما في عملية تغيير النظام مهما قدم
من تنازلات لأنه خطر على السوريين والعالم من خلال
ممارساته السابقة والحالية.
ولندقق
في مسألة مهمة، الشعب الأمريكي يعلم أن النظام السوري
يتحمل مقتل 800 جندي أمريكي، وأقل ما يمكن أن تفعله
الإدارة هو مساندة تغييره، والبوادر واضحة بدءا من
قانون محاسبة النظام وصولا لصد أي من رموزه وعدم
استقباله في المحافل الدولية وتطبيق عزلة تامة.
وطالبنا
الإدارة باتخاذ إجراءات حاسمة وعاجلة لحصار دبلوماسي
وخنق النظام على كافة الصعد، وهذه الخطوات ستكون
مدعومة من مجموع دول الاتحاد الأوربي، وبذلك يتم
الانتقال للمرحلة التنفيذية وتحضيرات المعارضة السورية
لاستقبال يوم الاستقلال الثاني،وهذا ما يفسر الحراك
السياسي المتسارع والفعاليات التي بدأت قوى المعارضة
تنفيذها وكل منا يقدم ما بوسعه، فالخلاص قادم لا محالة.
أما بالنسبة لعزم الإدارة الأمريكية على إسقاط حكم
أسرة أسد كما أوجزه صديق لحزبنا قريب من الإدارة
الأمريكية بقوله: بشار أعلن الحرب سرا على أمريكا،
وقررت أمريكا إنهاء حكمه أيضا بالسر.
الملف
نت: هل تستطيع المعارضة السورية توفير البديل في
حال انهيار النظام ؟
الغادري: لا أحد بعينه
بديل، كلنا بدعم أهلنا من كافة مكونات الشعب السوري
الأثنية والقومية والدينية نمثل خير بديل، وأنا على
ثقة أن سوريا تغص بعشرات ألوف الرجال والنساء القادرين
على إدارة البلد وهم أقدر وأحق من الطغمة الحالية،
وهناك العديد من الأطراف التي عرضت برامجها ونحن في
التحالف الديمقراطي السوري أيضا وضعنا مشروعنا
وبالتالي البديل يكمن في نقاط التقاطع بين كل هذه
المشاريع، وسنعارض بقوة من يطرح نفسه البديل عن البعث
ويقصي الآخرين، واقترحنا تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة
تشرف على عملية الانتخابات التشريعية الديمقراطية وتحل
نفسها إبان ذلك.
الملف نت: أين وصلت مشاورات المعارضة لتوفير رؤية
مشتركه حول مستقبل الأوضاع في مرحلة ما بعد انهيار
النظام ؟
الغادري: أجرى التحالف
الديمقراطي السوري عدة مؤتمرات وعشرات الاجتماعات
الاستشارية مع مختصين سوريين في المهجر والشتات، ونضع
الآن اللمسات الأخيرة على مشروع ندعو الجميع لمناقشته
وتعديله وإقراره، وهذا المشروع يتلخص في ميثاق عمل
وقانون أساسي إضافة إلى مشروع إداري لمرحلة ما بعد
البعث، نحن على تواصل مع عدد من أطراف المعارضة
السورية ونجري حوارات في غاية الأهمية داخل سوريا
وخارجها بغية توحيد جهودنا على أساس وحدة أهدافنا،
وقريبا نطرح برنامجا عمليا وفاقيا هدفه ترسيخ البديل
الديمقراطي المتمثل في برلمان انتقالي تنبثق عنه حكومة
انتقالية في المنفى. |