عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

نقش آرامي نادر يعود إلى ما قبل الإسلام من الزارة


نزار العبد الجبار-
14 / 11 / 2005م

نقش آرامي نادر يعود إلى ما قبل الإسلام من الزارة
الزارة مدينة عريقة وعاصمة عظيمة قبل وأثناء الإسلام وهي أبرز وأشهر واهم المواقع التاريخية ببلاد البحرين إذ لم تكن أهمها قاطبة فهي ذات حضارة اختفت في باطن الأرض على يد القرامطة، كانت الزارة محصنة بسور عظيم مما جعلها تحت الحصار عدة أشهر في العصر الإسلامي الأول.

اختفت الزارة عن مسرح الأحداث بعد إحراقها على يد القرامطة في عام 273هـ.

لم تلقَ الزارة وحضارتها وآثارها أي اهتمام من المهتمين قديماً وحديثاً عن الآثار والحضارات في شرق الجزيرة العربية وحتى أن بعض من آثارها حاولوا نسبه إلى مواقع أخرى وهو ما سوف نتحدث عنه فيما بعد.

عدم الاهتمام بها أضاع فرصة الكشف عن حضارة مدينة كان لها يوم من الأيام شأن كبير وآثار بالغة الأهمية للمنطقة.

ومعروف بأن أي مدينة عظيمة أو عاصمة عريقة كالزارة يجب أن تكون لها الأولية في التقدم والازدهار والرقي في جميع المجالات خاصةً العمرانية على حساب باقي المدن الأخرى بالمنطقة أو الإقليم؛ هذا ما كان للزارة.

ومن آثار الزارة ما تم العثور عليه في عام 1386هـ/ 1966م في الزارة من نقش آرامي «وهو نوع من الخطوط المكونة من أثنين وعشرين حرفاً» والنقوش الآرامية تنذر وجودها بشكل كبير في المنطقة الشرقية وتكثر في شمال غرب المملكة العربية السعودية، ولكن وجد من هذه النقوش في شرق الجزيرة ربما لا يتجاوز عدد أصابع اليد، والخط الآرامي كان منتشر قبل الإسلام. وهو من الخطوط الصعب قراءته وترجمته وذلك لتنوع أشكال الحرف الواحد إلى عدة أشكال.

النقش محفور على قطعة مربعة من الحجر الجيري أبعادها 53X20X53 سم ومثقوب في الوسط استخدم أرضية بوابة لأحقاً.

تعود فترة النقش التاريخية إلى ما قبل الإسلام بكثير، ولا يوجد تاريخ دقيق له.

وقد قام «ألثيم» و«ستيهل»[1] بنشر صورة له في أحد كتبهم، ولكن لم يقوما بعمل ترجمة له على الرغم من أن السطرين الأخريين منه يسجل أرقاماً وملاحظة عن إقامة عيد ودفع نقود.
استنتاجات:

1. تأثير النقش باللغة المندية. واللغة المندية من اللغات القديمة.

2. استعمال المفرد في حالة الأرقام، وهذا لم نجده في نقوش شرق الجزيرة العربية ومنها خط المسند المنشر في القطيف والأحساء.

3. استخدام الواو والنون في نهاية بعض الكلمات.

4. يتحدث النقش عن إقامة عيد ودفع نقود. والنقش لم يدرس بسبب حالته السيئة.

5. أغلب أو معظم النقوش التي وجدت في المنطقة بجميع الخطوط تتحدث عن شواهد القبور «جنائزية» أمّا هذا النقش فهو يسجل معاملات تجارية ودينية مما يجعل النقش من الأهمية البالغة للتعرف على النظم الحضاري للمنطقة.

6. لم يستطع «ألثيم» و«ستيهل» أن يقدما ترجمة لهذا النص غير أنهما كتبا:

أهمية هذا النص يدل على استعمال اللغة الآرامية في منطقة الجرهاء التي يعتقد بأنها بالقطيف أو نواحيها.

يعتقد أو ربما يجزم الدكتور بوتس بأن النقش قد جلب من جاوان وهذا نابع عن جهلة بمدينة الزارة وحضارتها.

http://www.awamia.com/?act=artc&id=1485
 
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها