لقاء خاص مع رئيس الدير الاب فرح
دير حمطورة من اقدم الاديرة في لبنان
حوار: مارغريت خشويان
090923
* هل يمكن ان نتعرف على حضرتك ابونا؟
- الاب باندلايمو فرح رئيس دير حمطورة، اشكر الرب اني ولدت في عائلة
مؤمنة سهلوا لي العلم واكتساب المعارف الانسانية والعلمية والروحية،
وأكملت دراستي في اللاهوت وترهبت، وعملت في تعليم الادارة في البلمند في
شؤون الطلاب، استلمت الدير منذ سنة 1994، وهو بحاجة لترميم، من ناحية
البناء والحياة الروحية اشتغلنا كثيرا على هذا الموضوع والحمد لله وفقنا
الله الى ذلك. واشتغلنا كثيرا على ترميم الكنيسة وعدم انهيار الهيكل.
وتفرغت اكثر للسكن في الدير منذ العام 1994 وبسبب معارفي عندي الكثير من
الاصدقاء الشباب يسهل علي التعاطي معهم.
* متى تأسس هذا الدير؟
- تأسس منذ 1600 سنة في القرن الرابع، وهو من اقدم الاديرة في المنطقة.
وفي لمحة عن تاريخ الدير انه نسك القديس يعقوب في دير السيدة في حمطورة
في اواخر القرن الثالث عشر وبرز بنشاطه الروحي اذ ثبت الحياة الرهبانية
في منطقة الدير بعد ان دمّره المماليك. فأعاد البناء وجدد الحياة
الرهبانية ونشّطها. لفت المماليك تأثيره على المؤمنين فقرروا تغيير عزمه
وثنيه عن نشاطه وتحويله عن ايمانه الى مسلم، فلم يقبل رغم الشدة. اقتاده
المماليك، مع جمع من الرهبان والعلمانيين من دير القديس جاورجيوس في أعلى
الجبل المدعو حماطورة حيث كان ينسك، وجرّروه الى مدينة طرابلس حيث
الوالي، مهددين اياه تارة ومتملقينه طورا، ضاغطين عليه بتعذيبات شديدة
وتهويلات، مدة سنة تقريبا. فلم يقبل ولم ينثنِ. وفي الدير عدد كبير من
المخطوطات السريانية القديمة.
* ما هو عدد الرهبان في الدير؟ وكيف تكون المعطيات ليتكشف الرهبان الجدد
دعوتهم؟
- 15 راهب ونتمنى ان يكونوا ثابتين في جهادهم وعملهم في الدير. واذا اراد
احد الاشخاص نحن لا نمانع، ولكن يجب ان لا يكون لدى الانسان اي ارتباط
عائلي او عاطفي وان تكون له الدعوة لذلك، لكي يمشي في جهاده في سبيل
الرب، ويتحمل المشقات الكثيرة، خلال سنة نكتشف خلالها مقدرته على التحمل،
وبعد هذه السنة نستطيع ان نقرر اذا كان صالحا لذلك، وبعد 3 سنوات في
الابتداء يلبس الثوب الكهنوتي رسميا.
* لماذا اطلق على الدير تسمية حمطورة وما هو معناها؟
- التسمية هي لفظة سريانية مركبة من كلمتين جبل الحماسة، التي تعني ان
يكون لدى الانسان الذي سيعيش هنا الحماسة والنشاط لكي يستطيع التدرب على
تحمل المشقات التي نعانيها هنا بشكل جيد، وللدير تأثير كبير على الناس
ليس من حيث المكان فقط وانما له ارتباط بالاشخاص الذين عاشوا هنا منذ زمن
بتقوى وقداسة ونشاط ومنهم مَن كانوا شهداء وقديسين قدموا حياتهم وضحوا من
اجل خدمة الآخرين. ومن اجل هذا توارثت الاجيال هذا التعلق بالدير، من هنا
تأثير الدير على الشعب فكل الجوار، وحتى يأتون من البعيد لزيارة الدير
ويشعرون براحة عندما يضعون همومهم ومشاكلهم لدى العذراء.
* يوجد غير الكنيسة الاساسية كنيستين ومغارة اخبرنا عنهم؟
- هناك كنيسة السيدة الاثرية القديمة، وكنيسة مار ميخائيل التي هي مدفن
الرهبان، وكنيسة مار يوحنا المعمدان والتي تعتبر كمنسك وهناك بالقرب من
الدير مغارة مكونة منذ سنين طويلة من الماء والكلس وكان الوثنيين قديما
يعتبرونها مسكنا للآلهة يأتون لزيارتها ويطلبون اولادا، وما زال الاعتقاد
سائدا لغاية اليوم انه يجب يصلوا هناك لكي تستجاب طلباتهم. يأتون هنا
للصلاة من كل الطوائف ونحن نحاول ان لا يظل الفكر الوثني مستمرا بل يجب
ان يطلبوا من العذراء مريم لكي ينالوا مطلوبهم.
* هل تعتقد انه لا يزال لغاية اليوم اضطهاد للمسيحيين؟
- ليس بالشكل المعروف الآن هناك تحديات تتشكل بسبب تعصبات الديانات
الاخرى واحيانا من المسيحيين بحد ذاتهم، وهي تشكل نقطة ضعف او تضعيف
لوجود المسيحيين في الشرق. يجب ان نعيش ايماننا جيدا وأن لا نخاف من اي
تحديات تعترضنا.
* هل تتخوف من اي تحديات جديدة او مخططات ستعترضنا؟
- هذا مخطط يهدف الى اضعاف الوجود المسيحي في الشرق وخصوصا في العراق.
وهناك كلمة اوجهها الى الذين اضطروا الى ترك ارضهم (كاخواننا العراقيين):
الله يكون معكم ويقويكم على تحمل الصعوبات وحتى تأخذوا الموقف اللازم،
كان يجب ان نتكلم في السابق، لان اي كلام لا ينفع وهم اليوم في خضم
المعركة لأنه كان يجب ان ننتبه لهم او ان ينتبهوا هم اكثر من السابق حتى
لا يغلبنا مخطط الشرير، ولكن كل ما نستطيع قوله هو ان يظلوا راسخين
بإيمانهم اينما كانوا.
* بالنسبة للرياضات الروحية، او ما هي النشاطات الروحية السنوية التي
تقيمونها؟
- هناك عدة اشخاص يعملون مع الشبيبة في بيروت والكورة وعكار وزحلة وفي
مناطق اخرى نتعاون معهم لترتيب برنامج رياضات روحية ولكن هذا المكان لا
يستوعب عددا كبيرا ولكن انشطة بسيطة فيها جانب عملي وجانب روحي ايضا.
ولكن هذا الصيف اوقفنا النشاط لانه كان لدينا اشياء اخرى كثيرة للعمل،
ولكي نسترجع قوتنا ونأمل ان نبدأ موسما جديدا في بداية الشتاء.
* هل من كلمة اخيرة؟
- اتمنى على كل مسيحي ان يتعمق اكثر في ايمانه وأشكركم على هذا اللقاء
وأنوه بالموقع الالكتروني خاصتكم، وأتمنى التوفيق لكم وأطلب من كل مَن
يستطيع ان يتعلم اللغة السريانية ان يواظب على ذلك لأنها اللغة الاساسية
التي تكلم بها السيد المسيح.
أجرت المقابلة مديرة الموقع مارغريت خشويان
|