انتعاش
اللغة الارآمية من جديد من خلال تدريسها في جامعة اكسفورد
|
عنكاوا كوم – مي كندي – ترجمة
|
انتعشت اللغة الآرامية التي
تحدث بها السيد المسيح والتي تعاني من الاندثار مرة اخرى بعد تدريسها في
جامعة اكسفورد من خلال تقديم دروس باللغات القديمة التي تجلب الناس من
أماكن بعيدة مثل ليفربول ولندن.
واوضحت "كارديان دوت كوم" في مقال نشرته في الـ 21 من كانون الاول الماضي
ان 56 شخصا يتعلم الان اللغة الارامية في جامعة اكسفورد، بضمنهم ثلاث
أساتذة تقليديين حيث يقومون بإكمال واجباتهم البيتية اسبوعياً ويحضرون
الدروس بإنتظام في أثناء فترة الغذاء. وعدد الذين يدرسون هذا الموضوع أكثر
من أولئك الذين يدرسون اليونانية.
وقد يكون الدرس الأول مدهشاً بالنسبة لكتبة كُتب ديفيد وعزرا في الكتاب
المقدس والتلمود، اللذان كُتبا أصلاً باللغة الآرامية، التي يعتبرها
العلماء أكثر مسامية من وميض وميض النجمة الصغيرة.
لقد قام ديفيد تايلور سابقاً بتدريس اللغة الآرامية لمجاميع من شخصين أو
ثلاثة، وقد اندهشَ من الإقبال على درسه الأول. ومع أنَّ البعض لم يستمر لكن
40 شخصاً استمروأ الى نهاية الكورس الذي انتهى مع عطلة أعياد الميلاد.
وقال جون ما، وهو أحد الكلاسيكيين من أكسفورد وأحد المسؤولين الرئيسيين
لمشروع أرشهاما حيث يقوم بتنظيم الدروس، من المحتمل أن تحتاج الى الرجوع
2000 عام لتجد مكاناً مملوء بالناس الذين يتكلمون الآرامية – الزمن الذي
كان فيه السيد المسيح يتكلم هذه اللغة. وقد كان يتحدث اللغة الآرامية التي
يعود تاريخها الى أكثر من 3000 عام ملايين الناس في منطقة البحر الأبيض
المتوسط والشرق الأدنى. وما زالَ الكثيرون من الذين يقطنون المناطق من
سوريا الى حدود الهند يتحدثونَ بهذه اللغة. لكنَ تايلور يعتقد أنَّ الحرب
قد دفعت هذه اللغة الى حافة الانقراض في العراق. ويتعلم تلاميذه اللغة
الملوكية من قواعد اللغة الجديدة التي استنبطها بنفسه والتي يعتقد بسهولة
تعلمها بالنسبة للمبتدئين. وقال بوريس شروباسيك الخريج، الكلاسيكي من جامعة
أكسفورد، إنهم غير مقتنعون تماماً لأن التعود على اللغة السامية ليس سهلاً،
وحين يبدأ المعارضين بالانتقاص يصبح الأمر مزعجاً، ومع ذلك فقد أصرَّ بأن
تعلم اللغة الآرامية هي متعة.
ومعظم الذين يدرسون هذا الكورس هم من طلبة الدراسات العليا الكلاسيكيينَ،
مثل شروباسيك، ولكن بعض رجال الدين وعلماء الكتاب المقدس قد حضروا للتعلم
أيضاً. وجون ما هو زميل ومدرس في كوربوس كريستي، أخذ هو بعض الدروس وبدأ
يحلم بالآرامية. وقد اعترف بأنها أحلام معتمة ومعظمها نماذج للفعل (لأن
هناك بعض التكرار كما في بقية اللغات). ويقول أحدهم للآخر "مينديم لا أفديث
أنا" التي تعني "أنا لم أفعل أي شيء". وقال بأسى عن أحد الطلبة الذي يحاول
نطق صوت حرف العلة بأن الصوت يخرج من البلعوم ولا يختلف عن التقيؤ. على أية
حال، بعد درسين تمكن من قراءة الكلمات الأصلية التي قالها السيد المسيح وهو
على الصليب، "إلهي إلهي لماذا تركتني". وبعد ثمانية دروس اتضح له وهو مندهش
من إمكان فهمه بالمحادثة الآرامية في فيلم ميل جيبسون لعام 2004 – آلام
المسيح. وقال إنها مقنعة جداً، ولكن ليس دائماً كذلك عند تعلم لغة جديدة.
قام بتنظيم هذا الكورس الكلية الكلاسيكية في جامعة أكسفورد وكلية الدراسات
الشرقية، كجزء من مشروع آرشاما، وهو مشروع مشترك بالتعاون بين جامعة
أكسفورد وجامعة ليفربول وقامَ بتمويله مجلس علوم كلية الآداب والعلوم
الانسانية. يركز المشروع على أحد كنوز مكتبة بودليبان الكبيرة، ألا وهي
الرسائل الثلاث عشر المكتوبة على الجلد في زمن الامبراطورية الفارسية في
القرن الخامس قبل الميلاد والتي لا تقدر بثمن بالنسبة للعلماء، لأن العديد
من الوثائق الاخرى التي كُتِبتْ على البارشمنت أو الطين لم تبقى. وسيقام في
الصيف القادم سيمنار ومعرض لهذه الرسائل.
وقد هيأ جون ما بعض المقاطع الآرامية المفيدة لهذه الدروس (وهو ينظر الى
استاذه بحذر لأنه غير متأكد من وضعه لجميع أحرف العلة بالشكل الصحيح).
وتمثل العبارة "شيلما بيزنا كوديماي أب تاما كوديمايك شيلما" جزء من رسالة
كُتِبتْ قبل 2500 عاما، وتعني عند ترجمتها "السلام هنا قبلي" وكذلك "السلام
هناك قبلك"، ولكنها تعني بالعامية " أنا بخير وآمل أن تكون أنت بخير
أيضاً". وتعني العبارتين: "أنا راحيم ليكي" (من رجل الى إمراة) و "أنا
راحما لاك" (من إمرأة الى رجل)، أنا أحبك. وتعني العبارة: "شيلام وي
شيرارات ساجي هاوسيريت لكي" لقد أرسلت لك سلاماً والكثير من القوة.
تم تصحيح هذا المقال في 22 كانون الأول الجاري، حيث أشار المقال الأصلي
الى ترجمة وميض وميض النجمة الصغيرة، والى جون ما على أنه زميل ومدرس في
كنيسة المسيح. لقد تم تصحيح ذلك الآن.
|