الاشوريون والكلدانيون والسريانيون
شعب واحد أم ثلاثة شعوب؟
أسئلة هل سيجيب عليها برلمان كردستان؟
هل
الاشوريون والكلدانيون والسريانيون شعب واحد بثلاثة اسماء أم انهم ثلاثة شعوب
باسم واحد؟
من يستطيع ان يجيب على هذا السؤال؟ أو من المعني بالموضوع ويملك الكفاءة
والمعرفة الصحيحة ليجيب على السؤال؟ هل هم الاكراد من خلال برلمانهم في اقليم
كردستان، أم اصحاب العلاقة نفسهم، أم الحقيقة والتاريخ؟
اذا كان الكلدان والسريان والاشوريون شعباً واحداً فمتى كانوا شعباً واحداً؟
وان لم يكونوا شعباً واحداّ فهل هم ثلاثة شعوب؟ فان كانوا شعباً واحداً فأين
المشكلة؟
لكن ان كانوا شعباً واحداً وانقسم الى ثلاثة فمتى كانوا شعباً واحدا
قبل ان ينقسم؟ ومتى انقسم هذا الشعب وماذا كان اسمه قبل ان ينقسم؟ ولماذا
ثلاثة اسماء؟
وان كانوا ثلاثة شعوب فما هي المقومات التي يرتكز عليها كل واحد منهم؟
وهل
لهم ثلاث لغات مختلفة، أم لغة واحدة بلهجات متقاربة؟ وان كانوا ثلاثة شعوب
يتقاسمون ذات المرتكزات ويشتركون في معظم المقومات، فهل يرغبون بالتعاون ولم
شمل جهودهم لتقوية وجودهم؟
واذا كانت مقومات كل فريق منهم هي ذات مقومات
الفريقين الاخرين فهل يرغبون حماية هذه المقومات باقامة حدود مشتركة حول
ثلاثتهم؟ هل كل فريق منهم مستعد للذهاب أبعد من ذلك؟
هل يرغبون ان "يتحدوا"
مع بعضهم؟ فان اتحدوا فاي اسم سيختارون؟ هل الكلداني مستعد للتنازل عن اسمه
لاجل الوحدة؟ هل السرياني مستعد للتضحية باسمه لأجل الوفاق؟
هل الاشوري مستعد
ليهجر اسمه والغائه الى الابد ليركب قطار الوحدة مع اخوته؟ هل جميعهم مستعدون
ليخلعوا عنهم انسانهم القديم ويلبسوا انساناً جديداً متحرراً من العقد
والاوهام الكثيرة التي تكبلهم؟
هل هم مستعدون ليتعمدوا بمعمودية الاصالة
والفكر والثقافة ليخعلوا عنهم ثوبهم البالي وغير المناسب ويلبسوا ثوباً
جديداً يزيد على جمالهم جمالاً وعلى وجودهم هيبة وجلالاً؟
هل الاشوريون والكلدانيون والسريانيون شعب واحد بثلاثة اسماء أم انهم ثلاثة
شعوب باسم واحد؟ اسئلة لا بد منها.
لكن ان كانوا شعباً واحداً فماذا يريدون؟ وان ارادوا فماذا يريدون؟ وهل
يريدون ان يكونوا أو لا يكونوا؟ وإن ارادوا ان يكونوا فماذا يريدون ان
يكونوا؟
وان ارادوا ان لا يكونوا فماذا يريدون ان لا يكونوا؟
وان كانوا ثلاثة شعوب فماذا يريد كل واحد منهم؟ وما يريده لنفسه هل يتمناه
لغيره؟
إذا قالوا بانهم شعب واحد فماذا سيربحون؟ وان قالوا بانهم ليسوا شعباً واحداً
فماذا سيخسرون؟
اذا قال الاشوري بان الكلدان والسريان هم آشوريون فماذا سيربح الاشوري؟ وماذا
سيخسر الكلداني والسرياني ان قبل ان يكون آشورياً؟
وماذا سيربح لو قبل بذلك؟
وان قال الكلداني بانه آشوري فهل سيخسر؟
وما هو هذا الشيء الذي سيخسره هذا
الكلداني ان قال بانه آشوري؟
لكن ان قال بانه ليس آشورياً فهل سيخسر شيئاً؟
وما هو الشيء الذي سيخسره الكلداني ان قال انه كلداني فقط؟
وما هو الشيء الذي
سيربحه لو قال انه كلدني؟
ان الاحزاب والتنظيمات والمؤسسات التي تحمل هذه الاسماء الثلاثة أو واحداً
منها والتي فرحت مؤخراً لاستعمال برلمان كردستان التسمية المثلثة بدون
"واوات"، هل يعلم اتباع هذه المؤسسات لماذا فرحت لقرار برلمان كردستان؟
وأما
المؤسسات الاخرى التي حزنت لذات القرار، فهل يعلم اتباعها لماذا حزنت؟
هل المؤسسات التي تدعم التسمية المثلثة تستعملها هي في اسمها وفي دستورها
وانظمة حزبها وخطابها وعلمها؟ فان لم تكن تستعملها وتسمي نفسها بها فهل يحق
لها دعمها او التحدث عنها؟
هل المشكلة هي عند الاشوري الذي هو أحد محاور القضية ؟
من هو إذاً هذا
الاشوري الذي اسمه هو اساس المشكلة؟ ومنذ متى هو آشوري؟
هل آشوريو اليوم هم
ابناء الاشوريين القدماء؟ من يستطيع ان يثبت ذلك؟ لكن ان لم يكونوا ابناء
الاشوريين القدماء فابناء من هم؟
واذا كانوا ابناء الاشوريين القدماء فلماذا
يتحدثون بلغة اخرى غير لغة الاشوريين القدماء؟ كيف يعرف الاشوري بانه آشوري؟
ومن قال لهه بانه آشوري؟
ماذا كتب اجداده عن هذا الموضوع؟
ومن من الاشوريين
يعلم ما كتبه اجدادهم عن هذا الموضوع؟
بل من منهم يستطيع ان يقرأ كتب اجداده؟
عند معرفة الاجوبة تبطل الاصولية الاشورية عند الافراد والمؤسسات.
وماذا عن الصابئة المندائيين المهملين؟
اليسوا هم ايضاً فريق من فرق هذا
الشعب المنكوب؟
لماذا لا نسمع عنهم في النقاشات "القاصرة" المطروحة المطروحه
على الساحة؟ هل تخلينا عنهم؟
من هو الكلداني ومن هو الاشوري ومن هو السرياني؟ هل يوجد شعوب بهذا الاسماء؟
اذا كان يوجد شعوب بهذه الاسماء فهل تمت بصلة القرابة لبعضها؟
وان ارادات هذه
الشعوب ان تتقارب من بعضها وان تتوحد فمن له الحق ليقرر هذا؟
وماذا يريد الموافقون والرافضون على حد سواء؟
فان اراداوا ان يكونوا فماذا
يريدون ان يكونوا؟
وان عرفوا ماذا يريدون ان يكونوا فلماذا يريدونه؟ وان
ارادوه فكيف سيريدونه؟
فان ارادوا ان يتحدوا فلماذا سيتحدوا وكيف سيتحدوا؟
ومن هو الذي سيقرر على
وحدتهم؟ وان اتحدوا فماذا تنفعهم الوحدة؟
وان لم يريدوا ان يتحدوا فلماذا لا
يريدون ان يتحدوا؟
وماذا ستنفعهم عدم الوحدة؟
وان عرفوا لماذا لا يريدون ان
يتحدوا فهل ما يعرفوه صحيح؟
وهل ما يعرفوه كاف لتثبيت عدم وحدتهم؟
وان لم
يكونوا يعلموا فهل جهلهم يساعدهم على الوحدة او التفرقة؟
فان ساعدهم جهلم على
تفرقتهم فهل ستساعدهم معرفتهم على اتحادهم؟
وان ساعدتهم معرفتهم على الاتحاد
فمن هو العارف ومن هو الجاهل ليقرر بذلك؟
"كلداني سرياني اشوري" أم "كلداني وسرياني واشوري" من سيختار الصيغة ومن له
الحق ان يختارها؟
هل سيختارها اصحابها أم سيختارها الغريب لهم؟
كان على البرلمان الكردستاني ان يشكل لجنة من العلماء المتخصصين بالموضوع
ليقدموا دراسة علمية حول موضوع التسمية وتاريخها وملابساتها لتقدم ثم
للبرلمان لدراستها والاستنارة بها، وثم مناقشتها في جلسة خاصة كما هي العادة
في البرلمانات الاوروبية، ومن ثم التصويت والبت واخد القرار الصحيح.
ل فعل البرلمان الكردستاني هكذا؟
هل صوت عضو البرلمان على التسمية عن دراية
ومعرفة تامة عن موضوع التسمية؟
ام ان البرلماني الكردي صوت على الصيغة
الفلانية للتسمية لان صديقه الكلداني يرغب هكذا، أو لان الحركة الاشورية
الفلانية التي له علاقة باعضاء منها تفضل الصيغة الفلانية وترفض الفلانية؟
لكن هل للكردي اساساً الحق في ان يختار لنا اسماً؟ ومتى وكيف له هذا الحق؟
هل الاشوريون والكلدانيون والسريانيون شعب واحد بثلاثة اسماء أم انهم ثلاثة
شعوب باسم واحد؟
من هو المعني والقادر ليقدم الاجوبة، هل هو الكلداني الاشوري السرياني أم
الكردي؟
اترك الجواب لك ايها القارىء اللبيب.
اليوم تتجاذبك أهواء وتيارات متضارية، منها الحق والباطل، ومنها الاصيل
والزائف.
عايشتها وجهاً لوجه وربما اختبرتها، وكان القرار قرارك، ليس في
اختيار التسمية لكن في تحرير ذاتك واحتضان الحق والاصالة من اجل مستقبل افضل
لك ولأولادك على أرض أجدادك.
كلنا "سريان"
بالولادة
عندما يتحدث الكلداني والسرياني والآشوري
بلغته الأم فانه يسمي نفسه سريانياً (ܣܘܪܝܐ/ܣܘܪܝܝܐ سورايا/سوريايا)، لكنه
عندما يتحث بلغات اخرى غريبة فان الكلداني يسمي نفسه كلدانياً والآشوري
آشورياً، أما السرياني فلا يغير اسمه بل يستمر في تسمية نفسه بالسرياني.
لكن لماذا هذا التغيير في الاسم عند تغيير لغة التحدث؟ مَن مِن هذه
المجموعات هو الاصح في تسمية نفسه؟
هل هو الكلداني أم الآشوري أم السرياني؟
الكلداني سريانيٌ بالسريانية وكلدانيٌ بالعربية وغيرها، والآشوري سريانيٌ
بالسريانية وآشوريٌ بالعربية وغيرها، لكن السرياني سريانيٌ بالسريانية و
سريانيٌ بالعربية وسريانيٌ في غيرها من اللغات. فمن هو على صواب؟
أهو
الكلداني أم الآشوري أم السرياني؟
ولما كان الكلداني يسمي نفسه بلغته سريانياً والآشوري يسمي نفسه بلغته
سريانياً، فهذا يعني ان تسمية سرياني ليست غريبة لا على هذا ولا على ذاك.
ويحق عندها ان نسمي الكلداني بانه "كلداني سرياني"، وان نسمي الآشوري بانه
"آشوري سرياني".
وهل هناك تناقض في هذا؟ لا.
لكن كيف سنفهم هذه الازدواجية في التسمية؟
لماذا ازدواجية "كلداني سرياني"،
وازدواجية "آشوري سرياني"؟
هل هناك خطأ في هذه المعادلة؟ وهل هناك خطأ في
آشورية الآشوري وخطأ في كلدانية الكلداني؟
لا ، ليس هناك اي خطأ. لكن هناك
نقص في التسمية الكلدانية لوحدها، ونقص في التسمية الآشورية لوحدها.
نعم، ان
تسمية كلداني غير قادرة على ضم جميع السورايى تحت لوائها، وكذلك تسمية آشوري
فانها فشلت في في ضم الجميع تحت رايتها، وما نراه الان من خلافات حادة وما
نقرأه من نقاشات حامية خير دليل وبرهان على ذلك.
وما على الفهيم إلا قراءة
الارض والواقع قراءة صحيحة لاستنتاج العِبَر والوصول الى النتائج المعقولة!!!
إذاً التسمية السريانية مرتبطة بالكلدان والاشوريين ايضاً وليست محصورة فقط
بالسريان. وهذا يعني ان السريانية تربط الكلداني والاشوري ببعضهما من جهة
وبالسرياني والماروني من جهة أخرى.
فهي إذاً رابط وجامع وجسر. فهل تنفع
لتكون بديلاً عن بقية التسميات الاخرى لتجمع شمل القطعان المبددة والكثيرة
مسالكها؟ البعض من اخوتنا السريان يصرون دائماً على ان الاسم السرياني أصح
وأنفع، واشمل وأوسع.
وهل هذا هو السر في تحبيذ المؤسسات القومية والسياسية لتسمية "كلداني سرياني
آشوري"؟
اي هل هذا هو السر في ادخال التسمية السريانية مع التسميتين
الكلدانية والاشورية رغم غياب السريان عن معركة التسميات في العراق وضعف
صوتهم في هذا الموضوع؟
شرح لي احد الاخوة السريان عن موقف شريحته السريانية
اللامبالي من هذا الموضوع بقوله لكن "لا يصح إلا الصحيح".
ان اتباع الغالبية الكلدانية والاقلية الاشورية يدركون في قرارة نفسهم بانهم
ايضاً "سريان" مثل بقية السريان، انهم "سريان" بلغتهم الأم قبل ان يتسموا
كلداناً أو آشوريين.
وهل هناك لغة أهم من لغة الأم؟
وهل هناك لغة مرتبطة
بالمشاعر والاحلام أكثر من لغة الأم؟
فهي مثل حبل السرة الذي يربط الجنين
بامه.
اذا كانت لغة الأم هي اول لغة يتعلمها الطفل من فم امه المقدس فان ما
يتعلمه فيها ومنها فيه أصالة وثبات.
ان "الكلداني والاشوري يولد سريانياً"
لكنه عندما يكبر يصبح كلدانياً وآشورياً.
انه منذ طفولته الباكرة يتعلم بانه
سرياني ܣܘܪܝܝܐ، يتعلم هذا دون اي قرار سياسي يملى عليه،
ودون اية مدرسة فكرية
تعلمه، ودون اية احزاب وتنطيمات قومية تفرض عليه ما تريد.
يتعلم هذا من أمه
ومن ابيه ومن جده ومن جدته. لكنه عندما يكبر ربما تفسده المؤسسات، لأنها
تعلمه ان يدافع عن اسم آخر يبعده عن بقية اخوته.
في ساحة اللاوعي واللاشعور لدى الكلداني والاشوري تسكن شخصيته السريانية التي
اخذها عن أمه اثناء طفولته. لماذا يقبلها وهو طفل ويرفضها وهو بالغ؟
هل هناك
خطأ في الموضوع؟ أم هناك خطأ في استيعاب الموضوع؟
أم ان الخطأ يكمن في انه
يبحث عن هوية في كتابٍ غير كتاب أمه وجدته المطبوع في ضميره، لكنه غير مدون
في دفاتره الحزبية؟
مَن مِنَ الكلدان والاشوريين يستطيع ان يثبتَ لي بان اجداده قبل ألف سنة
مثلاً كانوا يسمون أنفسهم "كلدانا"ً أو "آشوريين"؟
الجواب في غاية البساطة،
لا أحد يستطيع ان يفعل ذلك. فمهما اتيتَ من العلم والفهم لا تستيطع ان تفعل
ذلك.
لأنك لو قلتَ لي بانك تستطيع ان تثبت ذلك، فان كتب اجدادك ستنفي ذلك
كلياً لأنها شاهد ضدك.
إن كتابات اجدادك لا تسميك إلا سريانياً فلماذا تخجل
انت من ذلك؟ "لقد ولدنا كلنا سرياناً".
لكن من اين أتت تسمية سريان ومتى ظهرت؟ وهل تصلح كوعاء ليلم شملنا؟
وهل يوجد
قومية سريانية؟
وهل السرياني آشوري أم ان الاشوري هو سرياني؟
|