عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

الديانة عند الآراميين في غوزانا (تل حلف) و سيكاني (تل الفاخرية(

20120309

لمحة عن محاضرة البرفسور  Herbert Nieher

سيلقي هذا العالم الألماني عدة محاضرات في باريس حول ديانة الآراميين في سوريا .

هذا العالم متخصص في تاريخ الشرق القديم بشكل عام و بتاريخ ديانة الآراميين بشكل خاص.

يوم الأربعاء في ٧ أذار كانت أولى محاضراته و كنت سعيدا جدا لأنني تعلمت أشياء عديدة حول ديانة الآراميين في غوزانا .

و كان هذا الباحث قد دخل رأسا في الموضوع ذاكرا مواضع غوزانا و سيكاني في منطقة مسوبوتاميا العليا موضحا لنا أنه سيتكلم عن :

أ - الألهة و الإلاهات عند الآراميين

ب - الملك و المملكة

ج - المعابد و دور العبادة

 د - مراسم الدفنculte de mort

 و قد ردد هذا العالم أن هذه النقاط الأربعة تتعلق في بينها و لكن في أكثر الأحيان لم يكن يوجد نصوص آرامية تخبر أو تسمي أصحاب تلك التماثيل التي إنتشلها Max von Oppenheim من تحت التراب و النسيان !

و يعتقد العالم هربرت أن الآراميين قد دونوا على ورق البردى الذي لم يصمد و يصل إلينا . و بالتالي نحن لا نعرف شيئا عن شعائر الدفن عند الآراميين من خلال كتاباتهم و لكن معرفتنا تكاد تكون محصورة بالإكتشافات الآثرية !

و من خلال هذه المحاضرة طرح العالم هربرت عدة مشكلات تتعلق بديانة الآراميين و معابدهم مثلا أن نص حدد يسعي الآرامي يؤكد لنا بوجود معبد مهم في غوزانا و لكن علماء الآثار لم يجدوه اليوم فهل سيجدونه في مهمات آثرية مستقبلا ؟

أ - الألهة و الإلاهات عند الآراميين لقد إستخدم العالم هربرت عددا كبيرا من الصور و الرسوم وعدني أنه سيرسلها لي حين عرف إنني سرياني آرامي و لكنني سأستعيض عنها بصور أخرى حتى يتابع القارئ و يتفهم دقائق الأمور .

 فإذا دققنا في الرابط التالي  نرى التماثيل الموجودة في مدخل متحف حلب.

لا شك أن القارئ السرياني يعرف أن هذه التماثيل الآرامية هي نسخ غير أصلية في مدخل متحف حلب فالنسخ الأصلية موجودة في متحف برلين و قد دمرت خلال الحرب العالمية الثانية ثم جمعت و ركبت مؤخرا .

 راجع احفاد Max von Oppenheim و احفاد الآراميين!

http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Archeology/2.htm

  قال لنا العالم هربرت " إن هذه الألهة الثلاث هي في االوسط الإله حدد الإله الأكثر شهرة عند الآراميين ثم على شماله إلهة أنثى من خلال ثيابها و لكننا لا نعلم إسمها و لكننا من خلال النص الآرامي لحدد يسعي الذي أكتشف مؤخرا نرجح أن تكون الإلهة شوال لأن النص الآرامي يقول " مرتي " أي سيدتي .

 أما الإله على اليمين فهو قد يكون إبن الإله حدد و لكننا نجهل إسمه "من الممكن مشاهدة بعض صور مدخل متحف حلب على الرابط

http://www.ezida.com/lion tell halaf.htm

الملاحظ أن الإله حدد أو هدد هو واقف على ظهر ثور بينما الإلهين على شماله و يمينه هما واقفان على ظهري أسدين !

و هذه التماثيل كانت موجودة في مدخل قصر الملك الآرامي كبارا و كان يحيط في أسفل جدران القصر مجموعة من النقوش relief كان عددها حوالي١٩٤ و قد فقد منها ٧٤ لوحة و البقية لا تزال موجودة في متحفي برلين و حلب و قد شادت لوحتين في متحف اللوفر .

إن النص الآرامي المكتوب على تمثال هدد يسعي (الصورة رقم .(1

 يعلمنا أنه كان للإله هدد بعض الإخوة الألهة كان يشاطرهم ما يقدمه له الناس من تقديمات و ذبائح .

ب - الملك و المملكة  كان لملوك غوزانا الآراميين إيدولوجية ملكية تتضح لنا بشكل واضح من خلال النص الآرامي لتمثال هدد يسعي , فالملك الآرامي هو على علاقة مع الألهة و هو يشبه الألهة شكلا .

 لقد وجد علماء الآثار تماثيل آرامية عديدة و بعض الأحيان يختلف العلماء في معرفتها فبعضهم يؤكد أنها ألهة بينما يرى آخرون أنها لملوك آراميين ! هنالك علاقة وثيقة ببين الملك الآرامي و الألهة فهما الحارسان للمياه والأنهار...

  ملاحظة مهمة : إن تماثيل الملوك كانت تشبه تماثيل الألهة الى درجة كبيرة و الشيئ الذي كان يفرق بينهما أنه كان للألهة قرنان !

ج - المعابد و دور العبادة لم يتحدث العالم هربرت عن معابد في غوزانا و لكنه تحدث كثيرا عن دار أو صالة صغيرة للعبادة أو بالأحرى لتقديمم الذبائح و هذا الحديث كان في قسم الشعائر أو مراسم الدفن عند الآراميين .

 د - مراسم الدفن culte de mort    لا يوجد أية نصوص آرامية حول الموضوع و لكن  von Oppenheim كان قد وجد عدة مقابر في غوزانا مع تماثيل سوف أعرضها عليكم.

    von Oppenheim تعلق كثيرا بتمثال إعتبره أهم التماثيل التي إكتشفها ( صورة رقم  ٢ ) .

و كان  von Oppenheim قد كشف حول هذا التمثال و وجد ما يلي

   * التمثال موجود في صالة صغيرة مستطيلة الشكل

   * الباب هو مقابل التمثال و موجه نحو الشرق

   * أمال التمثال و تحت عمق متر داخل التراب , وجدت جرة كبيرة فيها بقايا جثة محروقة مع بعض الحلي من الذهب و الفضة و العاج .

و هنالك صالة ثانية للعبادة ( صورة رقم ٣ ) وفيها أيضا تمثالا لملكة آرامية تنظر الى الشرق و قد ووجدت جرة تحت الأرض أمامها فيها بقايا جثة محترقة و بعض الحلي الذهبية و الفضية!

http://thearchaeologicalreview.blogspot.com/2011/02/tell-halaf-fragments.html

و قد وجد  von Oppenheim صالة ثانية  للعبادة حيث وجد عدة تماثيل كبيرة و صغيرة . في الصالة الأولى نرى وضعية السيدتين أنهما جالستين و تضعان اليد اليسرى على الفخذ بينما تلتقط بيدها اليمنى صحنا أو وعاء لقبول تقديمات الناس من خبز يوضع في على موضع مستطيل الشكل في أعلى الساقين و الوعاء لقبول الماء كما كانت العادات في الشرق القديم .

هنالك فرق مهم جدا بين الصالتين و هو عدم إكتشاف في الصالة الثانية أية جرة مطمورة أو أية جثة محروقة . و هنا طرح العالم هربرت السؤال التالي " هل لم يكتشف علماء الآثار الجرار و الجثث – مع انهم بحثوا في كل الصالة - أم أن هناك تبديل في مراسم الدفن ؟

و هنالك مشكلة ثانية و هي أن " الزوجين " يجلسان على مقعد و يأخذان نفس وضعية التمثالين في الصالة الأولى و لكن مع فرق بسيط و هو أن يداهما اليمنى لا تمسك وعاء أو صحن !

أكد لنا العالم هربرت أن von Oppenheim و كثيرون من العلماء من بعده و من بينهم هربرت نفسه أن اليد اليمنى كانت تحمل وعاء من الحديد و لكن الوعاء قد فقد !

و لكن العالم هربرت اليوم - بعد أن عاين عن قرب تمثال الزوجين - قد بدل رأيه الأول و هو يؤكد أن اليد اليمنى لم تكن تمسك وعاء أولا لأن شكل اليد لا يؤكد هذه الفكرة و ثانيا هنالك في الصالة وعاء مستطيل الشكل كان مخصصا لوضع تقدمة الماء ( صورة رقم  ٤ (

أخيرا شرح لنا العالم هربرت أن تمثال الزوجين هو بدون شك لملك و ملكة آرامية و لكننا لا نعرف أسمائهما لعدم وجود نصوص آرامية . و أن جدلا كبيرا كان حول" التمثال الواقف " هل هو لإله أم لملك آرامي ؟ و لما هذا التمثال موجود في هذه الصالة ؟

يعتقد العالم هربرت أن التمثال الواقف هو للملك بخيان مؤسس هذه المملكة الآرامية و لكنه - لعدم وجود نص آرامي - لا يستطيع أن يؤكد هذه الفكرة !

 الخاتمة

لقد وجه بعض الحاضرين أسئلة حول النقاط المهمة في محاضرة العالم هربرت . إنني شخصيا سألته حول النصب المعرف بألهة الجبال الذي أخذ السريان منه شعارهم المشهور  و سأنشر جوابه في مقال مستقل . و قد إقترحت على العالم هربرت ألا يطلق تسمية مسوبوتاميا العليا على هذه المنطقة لأنها مصطلح حديث لم يكن يطلق على العراق القديم و قد أشرت له أن السريان في الشرق كانوا في مصادرهم من مار أفرام الى إبن العبري يؤمنون أنهم آراميين !

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها