عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

الأمة السريانية المارونية في قبرص تاريخ مكتوب بالدم:

من الأرض الممتدة على مساحة 3570 ميلا مربعا إختار السريان الموارنة الكهوف والجبال الوعرة والوديان السحيقة وجعلوا منه مساكن لهم. فاتخذوا من جبال كيرينا قبالة تركيا في الجهة الشمالية ملجأ لهم لمناعتها ولرد غارات الأتراك عنهم. إن هجرة الموارنة إلى جزيرة قبرص بدأت في الجيل الثامن وازداد عددهم بسبب الإضطهاد بعد الفتح العربي في سوريا فوجدوا في قبرص الملجأ الأمين. واشتدّت هجرة الموارنة على قبرص بعد الخراب الذي ألحقه العرب بدير ما مارون على ضفاف العاصي في النصف الأول من الجيل العاشر، هاجر قسم منهم إلى الجبال الّلبنانية الوعرة ليحتموا فيها وتوّجه القسم الآخر إلى قبرص وبنوا هناك دير مار يوحنا كوزباند وهو اليوم يسمى بدير مار يوحنا كريزوستموس.

حتى اليوم لا توجد أية آثار تاريخية عن الحياة السريانية المارونية في قبرص ولكن المؤكد أن السريان الموارنة ألفوا جالية مستقلة عن سكان الجزيرة وشيدوا لها الكنائس السريانية المارونية وكانوا يخضعون في نظام حياتهم الدينية للبطريرك الماروني في لبنان لا لرئيس أساقفة قبرص الرومي وكان هو من يسمي رؤساء الدير هناك.

وازداد عدد الموارنة النازحين إلى قبرص ومع اعتلاء أول ملك على قبرص غي دو لوزنيان العرش في 1192 هاجر إليها عدد كبير من الأرمن والأقباط والموارنة ومنحهم الملك عدة أحياء في نيقوسيا حيث بنوا مساكنهم وكنائسهم. ومنح الموارنة امتيازات عدة ومع ازدياد إضطهاد الموارنة في لبنان وسوريا هاجر قسم كبير منهم إلى جزيرة قبرص وبخاصة في الجهة الشمالية منها حتى أن بلدات قبرصية كثيرة تحمل اسم بلدات لبنانية كبلدة كورماجيت التي يقول أبناؤها أن اصلهم من بلدة كور الجندي في بلاد البترون . واعتبر الموارنة ثاني أكبر جالية بعد الروم في الجزيرة. ولكن مع استيلاء الأتراك على الجزيرة في العام 1571 بدأ عددهم ينقص بسبب ظلم الحكّام و اضطهاد الإكليروس اللاتيني واليوناني.ففرضوا الضرائب الفادحة وعاد الكثير من الناس إلى سوريا وآسيا الصغرى لينجوا من الظلم. حتّى أن مطران نيكوزيا اللاتيني وضع يده على كنيسة مار يوحنا المارونية في نيكوزيا وعلى كل أوقافها وبعد طلب البطريرك شمعون الحدثي إلى البابا لاون العاشر سنة 1541 التدخل لتصحيح الوضع أمر البابا المطران المذكور بأمر الطاعة المقدسة إعادة الدير والاوقاف الى البطريرك شمعون الحدثي.

وبعد استيلاء الأتراك على الممالك الإسلامية العربية قاموا بمحاولات عدّة للإستيلاء على قبرص منذ العام 1527 إلى أن تمكنوا من ذلك عام 1570 فحاصروا الماغوصة اي فماغوستا وسبوا نحو مئة وثمانين الفا من النصارى وقتلوا من الموارنة نحو ثمانية عشر الفا. وكان استعصى منهم نحو اثنا عشر الف جندي في ضيعة تدعى كاليسباسي على راس الجبل فحلف لهم الأتراك انهم اذا سلموا نفسهم لن يؤذونهم وعندما سلموا نفسهم قتلوا جميعاً. حول الأتراك الكنائس إلى جوامع وخانات وباعوا ألأوقاف واستعبدوا السكان. وبدأ الإضطهاد التركي للموارنة الذين كانوا يعتبرونهم حلفاء الفرنج ومساعديهم. وفي خلال 25 عاما (1571-1596) تلاشت اربع عشرة قرية مارونية بفعل القتل والتنكيل.

أربع قرى مارونية:

من القرى المارونية ال60 في العام 1224 التي كانت تعج باهلها، لم يبق بعد دخول الإنكليز للجزيرة في العام 1878 سوى أربع قرى فقط هي: كورماجيت، أسوماتوس، قرباشا وآيا مارينا المجاورة لدير مار الياس المطوشي.

#عاشت_الأمة_السريانية_المارونية

------------------------

 

 نحن مسيحيي الشرق شعب واحد اختلفت تسمياته وتمزق بسببها.

 نحن شعب آرامي ابن هذا الشرق وأصله.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها