عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

غطس تاريخي يتجلى في حفريات لبناء روضة اطفال

إسرائيل تتكلم بالعربية

اكتشاف بالغ الأهمية يتميز بوفرة من الكتابات والرموز من عهد الهيكل الثاني في موقع أثري واحد ومحفوظة بجودة فائقة هو أمر نادر ومثير للفضول عن سلطة الآثار5-8-2015

رب رمية من غير رامِ. تم العثور قبل شهرين على أحد المكتشفات الأثرية التي ألهبت خيال علماء الآثار، حيث تم الكشف عنه في حي أرنونا في اورشليم القدس أثناء إشراف سلطة الآثار الاعتيادي على أعمال حفر تقوم بها بلدية العاصمة تهيئة لبناء روضة أطفال.

وفي خضم الحفريات، تم الكشف عن مغطس طهارة (ميكفي) مدهش يعود تاريخه إلى عهد الهيكل الثاني (القرن الأول ميلادي) داخل مغارة تحت الأرض. وكان هناك رواق يفضي إلى المغطس وعلى جوانبه مقاعد. وإلى جانب المغطس تم حفر معصرة لصنع النبيذ. جدران المغطس مكسوة بطين قديم وعليه الكثير من الرسومات الجدارية والكتابات التي تمت بالوحل والفحم والحفر. لغة الكتابات هي اللغة الأرامية وهي مكتوبة بخط يهودي سلس درج استخدامه في نهاية عهد الهيكل الثاني. ومن جملة الرموز المرسومة هناك قارب وأشجار نخيل وأنواع من النباتات، وربما أيضاً شمعدان.

وبحسب ما أفاد روعي غرينولد وأليكس فيجمان، مدير أشغال الحفر من طرف سلطة الآثار: "لا شك أننا بصدد اكتشاف بالغ الأهمية. فوجود هذه الوفرة من الكتابات والرموز من عهد الهيكل الثاني في موقع أثري واحد ومحفوظة بهذه الجودة هو أمر نادر ومميز ومثير للفضول". في هذه المرحلة من البحث لا تزال الكتابات لغزاً. يجوز أن بعض الكتابات هي أسماء. والرموز المرسومة على الجدران هي رموز مألوفة في الفنون المرئية التي كانت شائعة في عهد الهيكل الثاني. وفي هذا السياق فإن الرسمة التي يمكن تفسيرها كشمعدان هو أمر شاذ، حيث قلما تم وصف هذا الغرض المقدس الموجود داخل الهيكل في تلك الأيام، وبحسب رأي الباحثين "يمكن تفسير الرموز من جهة واحدة كرموز علمانية ومن جهة أخرى كرموز ذات مغزى ديني وفكري عميق".

وقال موشي تورباز (كينلي)، رئيس دائرة التربية في بلدية القدس: الجهاز التربوي الكبير في القدس يتطلب على الدوام إنشاء بنايات تربوية. وهذا المكتشف النادر الذي تم العثور عليه في المنطقة التي تم التخطيط لبناء روضتي أطفال عليها يخضع الآن لأشغال حفظ تقوم بها سلطة الآثار. الموقع التاريخي والأثري الذي تم الكشف عنه له قيمة كبيرة بالنسبة لهويتنا كشعب يهودي، وقد يلقي المزيد من الضوء على حياة أجدادنا في مدينة القدس. سنظل على تواصل مع سلطة الاثار وسننظر معاً كيف سيكون بمقدورنا ان ننقل القيمة التربوية والرمزية لهذا الاكتشاف".

هناك عدد من التساؤلات التي يتخبط فيها علماء الآثار: ما هي العلاقة بين الرموز والكتابات، ولماذا تم رسمها بالذات في مغطس الطهارة؟ من يقف وراء رسمها- هل هو شخص واحد أم عدة أشخاص؟ هل كان رسمها مجرد مزاح قام به شخص ما، أم أنها تعبير عن رغبة لنقل رسالة فكرية ودينية عميقة، وربما نداء استغاثة نتيجة حادث صادم (هدم الهيكل وحرب الخراب في سنوات 66-70 للميلاد)؟

الرسومات حساسة لدرجة أن تعريضها للهواء من حولها يسبب لها الضرر. وفور العثور على الكتابات باشرت سلطة الآثار في العمل على حفظها من خلال عمليات حفظ معقدة: لقد تمت معالجتها من خلال عناية أولية في الموقع وتم إخراجها كاملة من الموقع ونقلها على مختبرات الحفظ التابعة لسلطة الاثار لمواصلة العناية بها وتثبيتها. ستقوم سلطة الآثار في المستقبل بعرض تلك الكتابات المذهلة أمام الجمهور.

تصوير : شاي هيلي، سلطة الآثار في الصورتين:

 

أشغال حفر لكشف درجات المغطس 

لكتابات على جدران المغطس

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها