السريان
كورية لحدو
26-01-2007
لقد تابعت النقاشات منذ يومين في موقع القامشلي وما لاحظته في كثير من
المشاركات مجموعة شعارات طنانة كالتي تعلمنا سماعها دوماً - وهذا شيء
محزن جداً - فنحن نأمل أن تكون الجدالات التاريخية علمية وتعتمد على
مختصين لنصل في النهاية إلى الحقيقة والفائدة المرجوة قدر الإمكان.
إلى الأستاذ القدير هنري بدروس كيفا: لك ولجميع الأكادميين الآراميين
جزيل الشكر وعشقي لبحوثكم يأتي من أمانتكم للحقيقة التاريخية والتراثية.
أريد أن أوضح بعض النقاط لمن هو مثلي أي قارئ للكتب ومطّلع على الأبحاث
وليس بمختص:
1- هناك نوعين من الأبحاث:
أ- أبحاث خادعة (كاذبة): حيث يضع كاتبها (باحثها) خاتمة البحث (النتيجة)
ويبدأ بإكمال بحثه حتى يصل إلى بداية معروفة وحقيقية.
ب- أبحاث موثوقة (صادقة): حيث يضع الباحث الفكرة ويكمل بحثه حتى يصل إلى
الخاتمة أو النتيجة الحقيقية.
وللأسف يقع بين أيدينا اليوم كثير من الأبحاث الخادعة أخص بالذكر ما نشر
باللغة العربية حيث لا توجد لجان عليا تراجع صحة هذا الكتاب أو البحث أو
الترجمة.
وأما ما يخص الأبحاث الصادقة أستطيع سرد مثال عن كتاب ألا وهو كتاب (the
hidden pearl)
والصادر باللغة الإنكليزية - مع تمنياتي أن تتم ترجمته للغة العربية من
قبل لجنة مختصة وموثوقة لئلا نقع في أخطاء ترجمة نحن بغنى عنها.
للتعرف على الكتاب يمكنكم زيارة الروابط التالية:
http://sor.cua.edu/Pub/BrockHPearl/index.html
http://www.aramnaharaim.org/English/History_Arabic.htm
هذه نوعية الأبحاث التي نتمنى تواجدها بين أيدينا. وليس مجموعة كتب لا
تحمل بين ثناياها إلا الأكاذيب والزيف, وللقاريء المطلع على جميع الأبحاث
سوف يلاحظ مثل هذه الكتب وسيتمكن من التمييز قدر الإمكان بين الزيف
والحقيقة.
2- لمن أصغي بما يخص البحوث التاريخية, للسياسي أم لرجل الدين أم للباحث؟
أ- بالنسبة لرجل السياسة معروف عنه المراوغة واتباع فن الممكن فلن تستطيع
أن تأخذ منه الجواب (نعم أو لا) حتى لو أراد أن يكون صادقاً فهو تعلم
المراوغة.
ب- أما رجل الدين مهما فعل فسيكون ناقص المعلومات لأنّه بكل بساطة ليس من
اختصاصه دراسة التاريخ, مع أنّ البعض منهم استطاع الوصول لبعض الحقائق
ولكن لا يمكنهم ربط الأحداث بالشكل الصحيح.
ج- الباحث هو الرجل المنشود وبالتأكيد الباحث الصادق.
3- ألاحظ أن كثيرين يخافون من النقاش في التاريخ ويعتبرون ذلك ما يؤدي
إلى التفرقة والمصائب ولهذا أريد أن أوضّح هذه النقطة المهمة:
إن أخفينا الحقيقة التاريخية وسيّرنا الحقائق على أهوائنا نكون كمّن نبني
قصر وحدتنا المزعومة على أساس رملي سيسحق أمام أضعف ريح.
ولكن إن بحثنا في التاريخ الحقيقي واستطعنا الوصول إليه نكون كمّن نبني
كوخ وحدتنا المرجوة على أساس صخري لا يمكن أن يهتز أمام أعتى العواصف.
أرجو أن نشاهد نقاشات علمية مفيدة بعيداً عن المراوغات الكلامية
والشعارات لنصل إلى الهدف المنشود: الحقيقة العلمية التاريخية ونحافظ على
أصولنا الحقيقية.
محبة للجمبع |