عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

 

إمرأة شيعية  تدعو المسلمين لإنتخاب مرشّح مسيحي

بقلم:  سلام مروكي

أم حسين إمرأة عراقية شيعية وقورة  ومثقّفة جدا عملت لأكثر من ثلاثين عاما كمديره  لإحدى المدارس الثانوية في بغداد،  هاجرت  مع أولادها الى أستراليا بعدما قتل مروّجوا الفتن الطائفية زوجها السنّي إثر الأحداث التي إجتاحت العراق بعد تفجيرات سامراء وهددّوا بقية أولادها بنفس مصير والدهم. إلتقيتها لدى زيارتي لإحدى العوائل الصديقة فطلبت مني تزويدها بعنوان أقرب مركز للإنتخابات في مدينة ملبورن الأسترالية.  فقلت لها  مازحا أراك متحمسة للإنتخابات،  من ستنتخبين  يا أم حسين؟

أجابت بنبرة حزينة مليئة  بالصدق والجدّية سوف أنتخب أحد المرشحين المسيحيين بإذن الله ولقد أوصيت أولادي الخمسة وإتصلت بكل أهلي وأبناء عشيرتي في بغداد والبصرة وعشيرة زوجي في الرمادي كي ينتخبوا المرشحين المسيحيين. حقيقة إستغربت لجوابها رغم إلتماسي النزاهة من كلامها فطلبت منها ما  سرّ هذا الإختيار  الغريب  فأجابت : أنتخب مرشّح مسيحي يؤمن بوحدة تراب العراق وشعبه  للأسباب التالية:

أولا: المسيحيون وطنيون مخلصون لتربة العراق الزكية، مسالمون دعاة المحبة والتألف والعيش المشترك بين كل أبناء الوطن، لم أسمع يوما بمسيحي رفع السلاح بوجه حتى من إعتدى عليه بل عملوا دوما بوصية عيسى عليه السلام ( أحبوا بعضكم بعضا ... أحبوا حتى أعدائكم). إن الذين يتبنون هكذا مبادىء علينا بترشيحهم ليزرعوها بين صفوف مجتمعنا الممزّق بالتناحرات الدينية والطائفية والتزمت القومي الخالي من المبادئ الإنسانية.

ثانيا: المسيحيون معروفون بثقافتهم ونزاهتهم وأمانتهم على عملهم،  صادقون  في تعاملهم،  فهم الأجدر بقيادة برلمان تسنّ قوانينه لخدمة الإنسان العراقي، بعدما صادرت حقوقه الأحزاب القومية الإنفصالية  والطائفية التي  عملت كلما بوسعها لتجزئة اللّحمة الوطنية جاعلة منه حملا ضعيفا ينهش من لحمه الأجناب والأذناب.

ثالثا: المسيحيون أصلاء وسكان العراق الأصليين، أليست على يد جدّهم حمورابي سنّت أولى القوانين على المعمورة، هكذا تعلمنا من التاريخ، ففي أعناقهم قضية الإنتماء لهذا الوطن لأن أبائهم وأجدادهم بنوا حضارة وادي الرافدين،  والأثار التي تملأ العراق من شماله الى جنوبه بل وحتى متاحف العالم سند شرعي يعزز ملكيتهم لهذه الأرض المقدسة وعليه حينما يدخلون البرلمان ويتقلدون مواقع المسؤولية سيدافعون عن الأرض وشعبها دفاعا مخلصا لأنّهم أبنائها الحقيقيون ولن يفرّطوا بها للمحتلّين وأذيالهم المجرمين.

رابعا: المسيحيون عادلون في حكمهم، مؤمنون بمبادي حقوق الإنسان،  دعاة الحرية الحقيقية والديموقراطية الصحيحة لأنهم مؤمنين بها ويطبقونها في حياتهم اليومية، يعاملون المرأة بإحترام ولطف لا بل يقدسونها لأنها رمز العطاء في تعاليم إيمانهم.

خامسا: لقد صوّتت أنا وأولادي في الإنتخابات السابقة لإئتلاف الحكيم والمالكي الذين تحالفوا مع الأكراد ضنّنا منّنا بأنّ تحالف كبير كهذا سوف يقود بلدنا الحبيب العراق الى شاطئ الأمان. أنظر الى أين أوصلونا هؤلاء الطائفيون والإنفصاليون، لقد أنشأوا ميليشيات خالية من كل القيم الوطنية والإنسانية  وأضرموا الحرب الطائفية لتمزّق البلاد والعباد، فراح ضحيتها ألاف الشهداء بضمنهم زوجي أبو أولادي، شرّدوا وهجّرا ملايين المواطنين الأبرياء، تقلدوا المناصب دون مؤهلات لنهب الغنائم والخيرات، إستخدموا شتى أنواع العنف للمتاجرة الإنتخابية، إستباحوا كل الحرمات، وزرعوا الرعب والهلع في نفوسنا، قدّموا لنا حكومة ضعيفة غير شريفة إعتمدت المحاصصة الطائفية المقيتة وفتحوا أبواب العراق على مصراعيها لينهب الأجنبي ثرواتنا وخيراتنا. لقد أعلن مرارا وتكرارا قادة الأكراد بالإنفصال عن العراق وصفق الحكيم والمالكي لرفع علم الأكراد الإنفصالي على كل موسسات إقليم الشمال بدل العلم العراقي. كيف تريدني أن أعيد إنتخاب هولاء الخونه ممزقي وطني وقاتلي شعبي، هؤلاء أعداء العراق. 

 أخي الكريم أقولها وبأعلى صوتي وأناشد كل العراقيين عامة  والمسلمين خاصة بإنتخاب  المرشح  المسيحي الذي يضع وحدة تراب العراق وشعبه نصب عينيه، ثق هذا هو الحل الوحيد لمحنتنا والله سميع مجيب.

 أخوكم

سلام مروكي

ملبورن/استراليا

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها