عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

أرض لبنان تصرخ بالسريانية من جديد...

 

 

 

 

مقابلة مع بين قيومو

 

22 Jun. 2010

ليست صدفة أن يتكلّم مجتمعنا المسيحي في لبنان بالسريانية من جديد، وأن تقوم بعض الجمعيات باعادة احياء ونشر لغة المسيح، ولغة أجدادنا، في الوقت الذي ضلّ البعض وربما الأكثرية عن تاريخه وهويته، حتى ان البعض منهم انتقى لنفسه هوية لا يمت اليها بصلة وكأنّ الهوية الآرامية للشعب المسيحي في لبنان لا تليق به وكأنّها عار عليه.  

بعض الجمعيات تقوم باعادة نشر اللغة السريانية وتوعية الجيل الشاب على انتمائه الى هوية آرامية سريانية لم يعتد على معرفتها لأسباب عدة لعلّ أبرزها فرض هويات غريبة عليه لدواع سياسية وجغرافية...من هنا، انطلقت بعض الجمعيات المارونية – السريانية، ومنها " ܒܢ̈ܝ ܩܝܡܐ بني قيومو" أي "أبناء العهد" و"ܠܐ ܢܛܥܐ لو نطعي" أي "لا ننسى" بحملة واسعة وبعمل جبار لاعادة احياء لغة الاجداد واعادة استعمالها في الاحتفالات الدينية ووضعها في البرامج التربوية وغيرها...

تنظّم كلا الجمعيّتين قداسا بالطقس الماروني وباللغة السريانية برعاية صاحب السيادة المطران غي بولس نجيم النائب البطريركي العام على نيابة صربا في الأبرشية البطريركية المارونية وذلك عند الساعة السادسة من مساء الأحد الواقع فيه 11 تموز 2010 في كنيسة مار جرجس – فيطرون، كما يلي القداس تخريج دفعة من طلاب اللغة السريانية، ليكون انطلاقة مباركة للعمل الكبير المنتظر في اعادة تعريف المجتمع المسيحي على هويته الحقيقية.

عن التحضيرات لهذا الحدث الكبير، حدّثنا رئيس جمعيّة بني قيومو هيثم الشاعر لموقعنا Kataeb.org :

- لماذا العودة الى اطلاق اللغة السريانية في الوقت الذي تعتبر فيه من اللغات شبه الميتة؟

اللغة السريانية لا يمكن أن تكون ميتة ولكن نحن الشعب المسيحي في لبنان أموات، أموات لأننا تخلّينا عن جذورنا وعن قيمنا وعن هويّتنا وعن لغتنا. نحن أموات بالفعل لأن من يتخلّى عن هذا القدر من الغنى الثقافي لا يمكن ولا يحق له الدفاع، لا عن وطنه ولا عن وجوده...اللغة السريانية لا تزال حيّة في أعماق ذاتنا، في صلواتنا وفي لغتنا اللبنانية التي نفتخر بها، وهي لغة حية تتكلّم بها الشعوب السريانية في سوريا والعراق وتركيا وغيرها.

هل هذه ثورة جديدة ضد شيء ما؟

نحن لا نعلن الثورة إلاّ على القيم الدخيلة على مجتمعنا، التي ممكن أن تكون ثقافية أم أخلاقية أم سواها...نحن لسنا بصدد الاتيان بثقافة جديدة لفرضها على المجتمع اللبناني، نحن نعيد إحياء ثقافة كانت ماتت بسبب خنوع الجماعات المسيحية التي تخلّت عن هويتها الحقيقية وأتت بحضارات لا تمت الينا بصلة، لا بل غريبة عنّا. نحن نعيد التأكيد على دور لبنان الرسالة، فكيف يكون رسالة إذا كان الرأي فيه واحد، والثقافة واحدة، والحضارة واحدة، فأين الرسالة في ذلك، واين حوار الحضارات والثقافات إذن؟

كيف يجري التحضير للقداس؟

ليست المرّة الاولى التي نحتفل فيها بقداس باللغة السريانية، ولكن هي المرة الاولى التي تقوم جمعية "بني قيومو" أي "ابناء العهد" التي لم يمضي على تأسيسها بعضة أشهر، وبالتعاون مع جمعية "لو نطعي" أي "لا ننسى" بالتحضير لقداس مهيب سيحضره ما يزيد عن ألفي شخص داخل وخارج الكنيسة.

التحضيرات قائمة على قدم وساق، بين توزيع اليافطات في المناطق كافة ومنها عاصمة الكثلثة زحلة، وتوزيع المناشير، والحملة الاعلامية عبر كافة المواقع الالكترونية والاذاعات والمحطات المسيحية، عبر الفايسبوك وتوزيع الدعوات على الشخصيات والابرشيات والجمعيات الدينية والاجتماعية...نحن نتوقع مشاركة كثيفة من المطارنة من كافة الطوائف المسيحية والكهنة أيضاً، ومشاركة علمانية كبيرة. هذا ونؤكّد على أنّ ما يزيد عن 400 شخص في القداس سيرتلون ويشاركون بالقداس وهم من طلاب اللغة السريانية، فلن تقتصر المشاركة على الكهنة والجوقة التي هي بقيادة الراهب اللبناني الماروني انطوان سلامة.

كيف يتم التعاون بينكم وبين "لو نطعي"؟

يسري على الموارنة مقولة بأنهم لا يلتقون على عمل مشترك وكل واحد يريد الوصول على كتف الآخر، هذه المقولة لا تليق بمجتمعنا لأن ما نعيشه اليوم هو من آثار الاحتلال العثماني والتقاليد السيئة التي ورثناها عنه. الموارنة هم شعب أصيل متضامن، ونؤكّد على أن عملنا هو بمباركة أبينا البطريرك صفير، وأن "بني قيومو" و"لو نطعي" ينتميان الى الطائفة المارونية ويؤكدان على الأصل السرياني لكنيستنا، والتعاون بيننا تعاون ركيزته الاحترام والمحبة والتنظيم. ولا بد لي أن أحيّي جهود رئيس "لو نطعي" الشماس جورج ابي سعيد، الذي وبفلس الأرملة يقوم بالاعداد لهذا القداس، ونحن معه نعدّ لهذا القداس بتمويلنا الخاص.

الم تتقدموا من أحد للمساعدة؟

أبوابنا مفتوحة للجميع، وهذا القداس ليس مسرحاً لتربّعنا على الكراسي، بل هو قداس للجميع وعلى الجميع مساعدتنا، وهنا نسعى لبثّ روح التعاون في المجتمع المسيحي الذي يتخبّط شبابه بأمور كثيرة كقول المسيح"مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمهم واحد".

كلمة أخيرة؟

نشكر موقع الكتائب اللبنانية الذي رافق جمعيتنا منذ تأسيسها، وكل القيمين عليه، ونتمنّى مشاركة جميع الأطراف المسيحية التي لم نستثني بدعوتنا أحد منها لكي تشارك في القداس، على أمل أن يشكل القداس ملتقى للاطراف المسيحية المتنافرة. هذا وندعو مساعدتنا في انجاح القداس ونحن نضع أرقاماً في تصرّف المجتمع المسيحي الذي نريد مشاركته الكثيفة ومساعدته. 70967369 – 03275790

Kataeb.org Team

http://kataeb.org/ArticleDetails.asp?articleID=34117

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها