عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

الناشط السياسي طوني حدشيتي


رفيقي سجعان قزي: هكذا نستعيد مواقعنا

تحية لبنانية يمِينية وبعد،

كم أثلج قلبي مقالكم المنشور في صحيفة "النهار" ومجلة "المسيرة"، بعنوان "بعد 1600 سنة الصومعةُ صارت كَـوْناً والموارنةُ في صومعة". فرغم مرور فترة ليست بقصيرة على نشره، إلا أنني اطّلعت عليه مؤخراً وبالصدفة. ونظراً لحساسية ما تناولتَه من موقع مسؤوليتك حول تراجع الدور المسيحي (وليس الماروني فقط) في السياسة اللبنانية، وما تلمّسته لديك من جدّية في استعادة ما فرّط به القيّمون على مصيرنا طيلة الأربعين سنة الأخيرة، كان لا بد من مشاركتك الصرخة ووضع النقاط على الحروف لنبدأ معاً في تعبيد طريق الثورة في وجه الحالة المزرية التي عسكها أداء القادة المستولين بالصدفةِ أو القوة أو الاستقواء أو الوراثة أو المال أو الانتخابِ بالإكراه أو بدعمٍ خارجي، كما أشرت في مقالك المميز.

ومما شك فيه ان ما يلي، يعاني منه المجتمع اللبناني كلّه بمختلف تواجهاته السياسية والثقافية والطوائفية التعددية، لكني اتوّجه هنا لمن يمثلني سياساً أي احزاب الجبهة اللبنانية – المقاومة اللبنانية (وهي بالتأكيد غير المقاومة الاسلامية في لبنان)، فلا دخل لي في شؤون الاخرين:

إنّ السير على السكة الصحيحة لخياراتنا وشعاراتنا ومبادئنا السياسية وقيمنا الوطنية لتحقيق دولة طبيعية، وبالتالي مواجهة المشاريع الشاذة والمستوردة، لا يتمّ إلّا عبر تحسين التجربة الحزبية حيث الموطن الأساسي لإصلاح ما اُفسد

وقبل وضع آليات تجذب شُبان وشابات جُدد، فالأَوْلى بنا إعادة "الحردانين" واسترجاع المبعَدين ظُلماً، وفتح القلوب لمن انتقل إلى اجسام حزبية مستحدثة من الإناء نفسه أو من أحزاب بعيدة. فعندما يعود الحق لصاحبه ممّن سبقنا في النضال، ستتوّحد الصفوف حتماً ويندفع كثيرون للانخراط في الحياة الحزبية التي عرفوها سُلّماً يتسلق عليه الانتهازيون.

مهلاً... هذا وحده لا يكفي.

لاستكمال تحسين التجربة:

لا مهرب من التعويض على عوائل الشهداء، فمن سيتردد بالمواجهة في مختلف أشكالها وضرورياتها عندما يَحفظ حقوقه؟

لا مفرّ بعد توحيد الصفوف، من إدراج بنود في الأنظمة الداخلية تمنع الترشح/التولي للمنصب الحزبي نفسه لمرتين/ولايتين، ما يسمح بتداول سلطة سليمة وضخ دماء جديدة بشكل دوري في إدارة المجتمع. مجتمعنا يفيض بالطاقات والكفاءات والمناضلين، أعطوهم فسحة للتعبير فيعرفهم الرأي العام ويختار. مجتمعنا يتوق لمن يحاسب ويُحاسب، من يحارب الفوقية وسياسة الطبقية وينظم الأزمات الداخلية وتنوّع الآراء عملياُ ونصاً.

رفيقي المخضرم،

عندما يكون المشاركون في أحزابنا على قدر واحد من الحقوق والواجبات، يساهمون في اتخاذ القرارات المصيرية وغيرها، يتساوون في العدالة الانسانية وفي التعامل الهرمي، فتأكّد أنّ مجتمعنا سيشهد نهضة لا مثيل لها في التنافس الشريف أمام الشأن العام. سنبرهن للتاريخ أننا قوم يعرف تماماً معنى الحياة الفانية التي تقوم على قاعدتي "لو دامت لغيرك، ما وصلت إليك" و"أعمالك على الأرض تحدد مصيرك أمام الله". من هذا المنطلق، نعوّل الكثير على أمثالك في كل الاحزاب لإحداث هذا التغيير، تغيير يأتي بشخصيات تعرف كيف تبني المؤسسات المؤقتة الرديفة لتلك الموجودة في الدولة، تساعد المواطن في محنته الاقتصادية، توقف نزيف الهجرة لا بل تساهم في رجوع المغتربين إلى أرض أجدادهم فيجدوا من يأتمنوهم على مصيرهم ومصير أولادهم ومستقبلهم، ومن يصغي إليهم ويمضي بقرارات تحظى بتأييد غالبية القواعد الشعبية، ويكونوا أصحاب رؤية سياسية وطنية شاملة عارية من الأنانية والشهوة ونزعة السلطة، تحط بلبنان على شاطئ الدولة المستقرة، بخلاف مواقف البعض التي لا تؤمن سوى استمرارية زعامتهم على دم الأبرياء وعمر الوطن

www.tonihadchiti.com

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها