هل نحن أحفاد بابل وأشور نعيش في القرن
الحادي والعشرين قبل الميلاد أم بعده؟
( كتبتُ هذه المقالة قبل ليلة سقوط الموصل،
فأجلتُ نشرها لحين إنقشاع غبارالمعركة ولكن يبدو أن إنتظاره سيطول....
)
في بعض الدول النامية، حينما يكرس كل قائد حكيم ورئيس محنك أوسياسي مخضرم
نفسه لخدمة شعبه في عصر تنظمه بروتوكولات أممية سرية، وتحركه أجندات خلق
الإضطرابات والحروب الدائمة، وتتحكم به مخططات الدول الكبرى وشركاتها
العملاقة لضمان مصالحها في المناطق الحساسة من العالم، وتمسك بخيوطه جدلية
ربط سياسة الدول النفطية بعجلة إقتصادها ، ويختبر مبدأ مقايضة المبادئ
والقيم بالصفقات التجارية، ويعاصر تطبيق نظرية
لا حليف ثابت ولا عدو دائم، وفي
الموازنة العامة بيع الأصدقاء وتبديل الرؤساء،
أقول لابد وأن يدرك هذه الحقائق لكي تصبح المشاريع والطموحات التي في
مخيلته واقعية وليست مستحيلة المنال لانها يجب أن تنطلق من إمكانياته
الذاتية في الأخذ والعطاء وتتفاعل مع مستجدات المرحلة الراهنة وترضخ لما
تفرزه معادلات وفاق القوى العظمى وما تفرضه قواعد لعبة الامم ونقلات بيادق
الشطرنج العالمية على أرض الواقع.
وعلى سطح الأحداث من وطننا وفي خضم إنهيار مؤسسات الدولة وتشرذم مكونات
المجتمع في تخندق طائفي وإصطفاف مذهبي وتوافق إنتهازي، وتفشي فساد إداري
ومالي نتيجة ظروف أمنية ورقابية منفلتة، يبرز قادة أحزاب ومسؤولون يعانون
من حالة تضخيم الذات وإنعدام الرؤية لما يدور حولهم، يتبنون نظرية إفتراضية
تلبي عطش غرائزهم المكبوتة وتتناغم مع طموحاتهم الشخصية، فيرسمون أهدافاً
خيالية لا تستند إلى تحليلات واقعية لمخاض الولادة القيصرية المشوهة
للأجندات الدينية المتطرفة ولا تأخذ بنظر الإعتبار مسار الأحداث المتسارعة
المبهمة التي تعصف بدول المنطقة منذ سنوات والتي جعلتها تتخبط بفوضى عارمة
لا يمكن التكهن بأبعادها الزمنية وتخمين نتائجها الكارثية على مستقبل
الأقليات المسيحية المسالمة التي خذلتها الأجندات التوافقية الدولية
فتركتها فريسة منهكة تحوم حولها كواسر بشرية جائعة تنقَض عليها في كل حين،
لا بل يتجاهلون حقائق دامغة أثبتتها المذابح التي أُرتُكبت بحق شعبنا خلال
العقود الماضية.
نحن الكلدان كرجال دين وأحزاب ومنظمات وشرائح متنوعة في المجتمع ومواطنون
بسطاء، نفتخر برموزنا التاريخية وحضارتنا ونعتز بهويتنا وتراثنا وتقاليدنا
ولغتنا، نبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها وديمومتها وإزدهارها بالرغم من
إعترافنا بأن مشاعرنا القومية ما زالت في حالة التجذر والنمو ولم تصل بعد
إلى مرحلة النضوج وجني الثمارلأن معظمنا مواطنون منفتحون في مجتمعاتنا
وطنيون في مشاعرنا، منهمكون في أعمالنا مواظبون في دراساتنا، متعلقون
بكنيستنا، وواقعيون في نظرتنا إلى تعقيدات السياسة الدولية وحركاتها
الإخطبوطية في مفاصل الحياة الإقتصادية للشعوب .
طموحاتنا منطقية بقدر حجمنا وتتماشى مع إحداثيات البعد المنظور من
مستقبلنا، نعمل بجد وبلا كلل حيثما كنا وأينما حللنا، نرى الحياة كما هي
مثلما نرى أنفسنا في المرآة، وليس كما نتخيل أن تكون ولا كيفما تصورها لنا
طموحات عقلنا الباطني لأننا لسنا مصابون بفقدان الذاكرة لننسى مأسي ومجازر
الماضي، لذا فأحلام اليقظة نادراً ما تراود مثقفينا وتلاشت من مخيلة شيوخنا
وعقلاؤنا حتى في إفضل العهود، أما قادة كنيستنا الأجلاء، فكانوا منذ تأسيس
الدولة العراقية ومجئ العهد الملكي وخلال العقود التي سبقته وأعقبته،
يتعاملون بحكمة وبنظرة ثاقبة لما كان يدور حولهم من أحداث وخاصة حينما كانت
تبرز تيارات متطرفة في السلطة تستهدف وجودنا وهويتنا، لتجنب إنزلاق شعبنا
إلى منحدر حاد خطِير يصعب عليه تسلقه مرة ثانية.
تعودنا أن نعيش الحاضر بينما نشخِص أبصارنا إلى الأمام من خلال الزجاجة
الأماية لمركبتنا، وأن لا نركِز كثيراً على المرآة الخلفية للنظر إلى
الوراء إلا حينما نريد أن نسترشد بأحداث الماضي لتحديد المستقبل، فلا نخدع
أنفسنا بقدراتنا الوهمية لإستعادة مجد تليد طواه الدهر أو بأننا ما زلنا
نعيش في عصر نبوخذنصر، ولا نسمح لمخيلتنا بأن تسرح بعيداً لنجد أنفسنا
نتجول بين ينابيع مياه وحدائق الجنائن المعلقة، أو نُطلق دعابة ونحن سكارى
بأن نغمض أعيننا ونتخيل باننا مُرتدين خوذنا وزيَّنا العسكري، رافعين
رماحنا ونحن متجهون لتحرير أرضنا المغتصبة أو إستعادة مدننا المحتلة كما
يحاول بعض الحالمون أن يوهموا أنفسهم بإمكانية إسترداد ما سُلب منا بسيف
دون كيشوت أو بالإعتماد على منظمات مشبوهة أو بوعود دولية زائفة أو بإنتظار
ظهور معجزة من السماء.
لو باغتتنا أحلام وردية عابرة بعد تناول وجبة عشاء دسمة في ليلة حافلة،
فحينما نستيقظ ونرى واقعنا الأليم، يجب أن لا نلتحف الغطاء مرة ثانية ونغمض
أعيننا لنعود إلى الفردوس الوهمي الذي كنا نعيش فيه...
كفانا رقصاً كالطير حينما يرفرف بجناحيه وهو
مذبوح من شدة الإلم . لا نريد أن نتنافخ جُزافاً بقوتنا وإمكانياتنا
الذاتية ولا نزايد على بعضنا بينما حصان طروادة جاثم أمام أسوارنا
المتصدعة، والمتسللون منه يقتحمون بلداتنا العريقة ويطرقون أبواب منازلنا
بعد أن غادرها كثير من أبنائها وهجرها حراسها، وقادمٌ كان فيما مضى ضيف في
ديارنا، بالأمس تسيَّد علينا وإغتصب أرضنا وشوَّه كنائسنا وأديرتنا وإستحوذ
على أملاكنا وعرَّبَ هويتنا، فأصبحنا أقلية في وطننا، واليوم يتحين الفرص
لسلب بقايا ديارنا، ومن ضحى رجالنا بمستقبلهم وجازفوا بمستقبل عوائلهم من
أجل قضيته صار يتنكر لهويتنا ويستغل طيبتنا وما زال يحتفظ بقُرانا
وأراضينا، وشركاؤنا في الإيمان أداروا ظهورهم لنا وتركونا نواجه مصيرنا
لوحدنا، والطامة الكبرى نحن نتخاصم فيما
بيننا على ميراثنا التاريخي لإثبات من كان منا سليلاً حقيقياً لجدنا ومن
وُلد من أمٍ مجهولة ثانية، ونتغافل ماذا تحمل الأيام القادمة في طياتها
لنا!
إن جوهر تسامح ديانتنا جعلتنا نتلقى الصفعات ونحني ظهورنا فصعد عليها
الغرباء وتسلقوا أكتافنا وقطعوا ثمار أشجارنا وأكلوا ونحن جائعون، ثم رمونا
ومشوا على أجسادنا ونحن صامتون، وإغتصبوا أرضنا وإستباحوا مقدساتنا ونحن
صاغرون .
قدرنا أن نعيش منذ ولادتنا في موطن اجدادنا تحت وطأة تقاليد صارمة فُرضت
علينا وقوانين جائرة روضت حياتنا وثقافة إستعمرت عقولنا، وأن ندفع من
دمائنا وأعمارنا فواتير صراع فكري وتناحر قومي وحقد طائفي وحروب عبثية لا
ناقة كان لنا فيها ولا جمل.
نفتخر بتاريخنا وحضارتنا وما إبتكرنا من علوم وما قدمنا للبشرية من
منجزات، ولكن الماضي لا يغير واقعنا ولا بمقدوره حمايتنا،
أما إثبات مَن أسقط مَن، ومن جاء قبل مَن قبل
ألاف السنين، ومن أين هاجر شموئيل وما هو أصل هوية بلدة ميخائيل، لا يمنح
لأحدنا مُلكاً ولا يعيد للاخر وطناً. من غير المعقول أن نكتب مقالات
حماسية وندعو إلى إسترداد أرضنا وإعلان محافظتنا المفخخة متجاهلين المخاطر
المحدقة بنا، ومن السذاجة أن نفكر بوضع شعبنا في قفص حديدي كبير لا بوابة
له كما يطالب بعضنا، فيصبح أبناؤنا روبوتات للفناء الذاتي، ومن غير المنطق
أن نحلم من جديد بتشييد دويلة بابلية، كلدانية، أو أشورية جديدة ذات أبعاد
رباعية عاصمتها خرافة في مخيلتنا.
كشعب مسيحي ينبغي أن نستنبط العبر من الماضي لكي لا نغرق في بحر الخيال،
ولا نتعلق بالأوهام ولا نثق تماماً بمواثيق مضلِلة من هذه الدولة المنافقة
وضمانات من تلك المنظمة المُسيَّسة، ولا يجب أن تخدعنا كلمات من يستغل
ضعفنا ويصادر إرادتنا ويدعي بأنه سيحقق طموحاتنا، ولا يجب أن نصدق كل ما
تسمعه من مديح أذاننا وما تبصره من سراب عيوننا لأن هنالك من يجاملنا لخدمة
مصالحه الأنية وتحقيق أجنداته المستقبلية بتقديم بعض الوعود والإغراءات،
ولكننا على يقين بأنه حينما تحل الساعة سيفرض إرادته علينا فإما الرضوخ
والتغيير وإما الرحيل .
كما لا يمكننا الوقوف بوجه الوحش المنفلت الذي ما زال يؤمن بان الأرض
مسطحة، فيمد عنقه وينهش جسد ضحاياه في كل آن ومكان، وليس بمقدورنا إستمالة
إحدى القوى العُظمى لحمايتنا لأننا لا نملك ورقة للمساومة مع عرابيها غير
بقايا ميراثنا . إذاً كيف السبيل إلى تطبيق النظرية الثورية التي تقول بأن
الحقوق تُنتزع ولا تُمنح ؟ وكيف
ننتزعها ونحن في قارب صغير وسط بحرهائج والأمواج تتقاذفنا وأسماك القرش
تحوم حولنا ومختلف البحارة على مراكبهم ينظرون إلينا بلا أبالية، بعضهم
بشماتة وأخرون بإستخفاف؟ من كان منكم يظن
بأن كلماتي متشائمة وهي نقيض الواقع ومجرد أوهام وأننا لا نقف جميعاً على
أطراف أصابع المجهول، فليُصمت دقات نواقيس الخطر الأن، وينشر في ربوعنا
الأمان ويقدم لشعبنا الضمان، ثم يرفع رايته بيننا وفوق دورنا وفي كل مكان.
ولكي نصون كرامتنا ونحافظ على وجودنا ونضمن ديمومة ما تبقى لنا في الوطن،
يجب أن لا ننبش قبور أبائنا وأجدادنا في المقابرالجماعية لنتعرف على
هوياتهم بعد فرز جماجمهم لنثبت من كان منهم أشورياً أو كلدانياً أو
سريانياً او أرامياً أو ربما سورايا بعد عملية تجميل وإخراج،
سميه ما شئت، لندعهم يرقدون بسلام
تحت أديم أرضنا الطيبة بعد أن أدَوا مهامهم التاريخية والإنسانية بشرف
وكبرياء، ونبحث مصير بلداتنا الجاثمة على الحافات الاخيرة من وطننا، ونخصص
جزءاً من وقتنا الصاخب لنشيِع بعض أحلامنا الجميلة إلى مقبرة الأحزان ونعود
لنجلس سوية في خيمة العزاء نترقب ما تحمله في كفها لنا يد الأقدار!
بالرغم من أن البعض من أشقائنا إتخذوا مسارهم الوعر الذي تكتنفه المخاطر
والأفخاخ للوصول إلى هدفهم قبل غيرهم والحصول على المنال بعد أن ظنوا بأن
الدرب أمن والظلام زائل والفجر قادم، علينا أن نطلق صرخة
تحذير من غارات محتملة علَهم يلتفتون
ويعيدون تقييم الأحداث قبل فوات الآوان، لنجلس على كرسي الإعتراف ونناقش
أفاق مستقبلنا المجهول بعد نزيف الهجرة ومسلسل التغيير الديموغرافي في بعض
بلداتنا وكيف نحمي ما تبقى من أرضنا من الضياع، ونراقب عن كثب ما سيتمخض
عنه الصراع الدامي في الوطن ودول الجوار وما سيخلفه إعصار التطرف والإرهاب
في بقعة تشابكت فيها المصالح وتداخلت الخنادق وإمتزجت الألوان، وبعض
أقطابها تقف على حافة الهاوية والأخرى دخلت نفق الحرب الأهلية لتدفع ثمن
غبائها وعنادها من نزيف دماء مواطنيها وخراب بلدانها، لأننا ببساطة لا نريد
التشبث بأمال زائفة أو التعجيل في الرحيل ولا الجري لتحقيق حلم المستحيل
لأن إفراغ العراق والشرق الأوسط من مسيحييه
مخطط قديم يجري تنفيذه منذ قرون على مراحل بأيدي مقاولون شرقيون ومن جنسيات
متشابهة وبإشراف قوى خفية لا وجه ولا هوية ولاعنوان لها.
أذاً لا خيار أمامنا نحن الكلدانيون والسريان والأشوريون
غير الإعتراف بأن المهام التاريخية الجسيمة الملقاة على عاتقنا كرؤوساء
كنائس وأحزاب ومثقفين ومهنيين وعلمانيين ومنظمات إذا أردنا أن يبقى شعبنا
على قيد الحياة وتذكرنا الأجيال القادمة بفخر وكبرياء، هي أن نخمد جمرة
الأحقاد المستعرة في قلوبنا ونتخلى عن أفكارالتعصب في أحاديثنا ومخاطباتنا
ونقتلع سلوكية الإستعلاء والغطرسة الجوفاء من عقولنا ونلغي مُركَّب نقص عشق
الكرسي الهزاز من أولوياتنا، فنرفع حالة منع التجوال بين مكونات شعبنا
وتنظيماتنا ونزيل الجدران الخرسانية التي تعزل أحزابنا لإعادة الوئام بين
أبناء بلداتنا، وبذلك نثبت أصالة هويتنا ومصداقية شعاراتنا ورقي ثقافتنا
والأهم حقيقة مبادئ تواضع ومحبة وتسامح مسيحيتنا، ثم نجلس حول طاولة
مستديرة في إحدى كنائسنا أو ما تبقى من خيامنا لنصالح الحاضر مع نفسه ومع
الماضي، ونتدارس كيفية خروجنا من الشرنقة القومية التي وضعنا أنفسنا فيها،
برسم خارطة طريق لأجيالنا القادمة وتثبيت أسس بنياننا الجديد القائم على
الشراكة الحقيقية والتلاحم المصيري، ولكن قبل كل شيء ينبغي وضع نهاية
للتراشقات وتوجيه الإتهامات وضجيج المماحكات السياسية التي أنهكتنا وقزمتنا
بسبب إعتقاد البعض بانه يمتلك الحقيقة المطلقة والأدلة الساطعة وأنه على
يقين وصواب وكل الأخرين على وهم وضلال .
ينبغي علينا جميعاً أن نعيد حساباتنا ونراجع مواقفنا ونعلن عن رفض الوصاية
على بعضنا ونعترف بصراحة وجرأة بهوية وخصوصية كافة مكونات شعبنا مثلما
يراها ويؤمن بها كل منا، وليس كما نرسمها له . لذا فإن كل ما نسعى لأجله
نحن الكلدان هو إستمرار وجودنا والحفاظ على قوميتنا من الإنقراض إسوة
بالشبك والأيزيدية والأرمن والصابئة المندائيين ولا نقول كالعرب والكورد
والتركمان وباقي الأمم في أرجاء المعمورة وكسائر خلق الله على هذا الكوكب،
ألا تظنون بانه مطلب متواضع نزيه كما هوعندكم مقدس عزيز؟
نحن نحترم حماسكم أيها الأشقاء وتنشرح قلوبنا حين تعتزون برموزكم وتُجلون
تاريخكم، ونرفع قبعاتنا وننحني حينما ينجز أي مسؤول منكم عملاً يصب في
مصلحة شعبنا المسيحي الواحد دون تمييز وتهميش، فلماذا تغضبون حينما نتمسك
بهويتنا لحماية أنفسنا من الإنقراض وصون أجيالنا القادمة من الإنصهار؟ ولما
تنفعلون حينما نطالب بمساواة كافة مكونات شعبنا في الحقوق والميراث ؟ فهل
تريدوننا أن نمزق هويتنا ونتنكر لأجدادنا وننسى ماضينا، ونستبدل لغتنا
ونغير حتى أسماءنا ؟
8/6/2014
تعليق مقتضب أضفته للمقالة بعد سقوط نينوى المدوي لأننا لم نتعض من أحداثها
المأساوية لحد الأن، وأول أمس إقتربت النيران من بلداتنا المسيحية في
الشمال بعد أحداث بغديدا العزيزة ونزوح مئات العوائل منها، ونترقب بقلق
ماذا سيحدث من تطورات غداً، بينما ما زال بعضنا في خضم جدالات عقيمة "
أنتَ لست أنتَ وإنما أنا، أنت شقيقي ولكنك أنا ... "
وهذا الوضع يُذِكرنا بما جرى من نقاش طوباوي في القسطنطينية قبل سقوطها،
حول جنس الملائكة إن كانوا ذكوراً أم إناثاً... في الوقت الذي كان الجيش
العثماني يطرق أبوبها وعلى وشك إقتحامها وسبيِها. فسقطت... وإرتُكبت
المذابح بحق سكانها ومُزقت هويتها ومُسحت معالمها وتحولت كل كنائسها إلى
جوامع، وأمست تلك المدينة التاريخية العظيمة وشعبها في خبر كان، والعالم
يسميها إسطنبول التركية اليوم.
26/6/2014 |