اقرأ المزيد...
رداً على ما كتبه ابراهيم الأمين
في صحيفة "الأخبار" بعنوان "لبنان بلا رئيس"
مروان عسـاف
2014 04 04
يا أيها الصحافي اللامع نجمك في التبعية والذل والحقد الأعمى، ولأننا نأبى
أن ننحطّ إلى نفس مستوى أسلوبك الكتابي، سـنضطر إلى استعمال لغتك الخشبية
إياها. فهاك ما كتبته حضرتك حرفياً مع تغيير بسـيط من كلمة رئيسـاً
للبلاد/الجمهورية إلى كلمة حسـن نصراللـه أو ما شـابهه من صفات.
من يحاكم حسن نصراللـه حين أعلن خيانته للوطن لبنان عندما قال: نحن لا نؤمن
بوطن اسـمه لبنان؟
من يحاكم من يعلن أنه سـيلغي مجتمع لبنان الحضاري ويحوّله إلى مجرد مجتمع
حرب؟ ويُحرّض على قتل المسيحيين بقوله: إن هذه الأرض هي للمسلمين ويجب أن
يحكمها المسلمون وأن المسيحيين هم غزاة جاء بهم البيزنطيون ليكونوا شوكة في
خاصرة المسلمين. في حين أن من هو جاهل في التاريخ حتى، يعلم أن المسيحيين
هم متجذرون في أرض لبنان حتى من قبل أن يولد محمد نبي المسلمين.
من يوجّه الإتهام إلى رئيس مرتزقة بادر إلى اعتبار إجرام مرتزقته في لبنان
وسوريا فعل مقاومة في وجه الإحتلال الإسـرائيلي ويحاول أن يفرضه على الشعب
اللبناني وأن يتبنّاه من قبل الحكومة النافذة في البلاد؟
من يناقش رئيساً للمرتزقة وجد نفسه في هذه الأيام الرديئة مضطراً إلى أن
يكشف عن انحيازه التام إلى مصلحة النظامين السوري والإيراني على مصلحة
لبنان فقط لأنه لم يحصل على إجماع بتصديق كذبة ادعاءه المقاومة؟
ما هي الأسـباب التي تدفع شخصية في هذا الموقع إلى هذه الخيانة الوطنية؟
من يحاسب رئيس المرتزقة تلك ويلفت انتباهه إلى أنه صار في موقع لا يحق له
فيه دفع البلاد صوب هذا المكان أو ذاك، وأنه يجدر به الرحيل الآن، وعلينا
نحن التصرف على أساس أن موقعه هو موقع المجرم المتعدّي على الدولة والوطن،
وبتنا في حاجة إلى أن رئيس جمهوريتنا يثبت على موقفه الوطني الفاضح
لخزعبلاتهم؟
لبنان بات اليوم في حاجة إلى طرد المرتزقة الإيرانية من لبنان وفق برنامج
واضح لا لبـس فيه، يتبنى المقاومة اللبنانية الوطنية بوصفها خياراً وطنياً
سـبق له أن أثبت جدواه (مع الفلسـطيني والسـوري) وليس مقاومة إسلامية
إيرانية في لبنان. وهي ليست وجهة نظر، رغم كل ما قام به عملاء سوريا وإيران
في الداخل والخارج. كذلك ينبغي أن يكون رئيس الجمهورية والجيش اللبناني
والمقاومة اللبنانية مسؤولين عن مواجهة المقاومة الإسلامية الإيرانية في
لبنان إلى حين الإنتهاء من شـرّها.
مُدَّعو المقاومة في لبنان ما عادوا صالحين للبقاء ساعة واحدة على الأراضي
اللبنانية. وجودهم هنا صار عاراً على كل اللبنانيين، أو على كل من فيه ذرة
وطنية من اللبنانيين (وليس من يجاهرون بشعارهم: نحن لا نؤمن بوطن اسمه
لبنان) وفيه اعتداء على الناس والمواطنين وفيه اعتداء على كرامة الشعب
اللبناني الذي قاوم الإحتلالات وقدم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى
والأسرى (الذين ما زالوا في السجون السورية إلى اليوم).
بقاء من يدّعون مقاومة إسرائيل وهم لا يتجرأون على الرد عليها، فيما هم
يقتلون الشعب السوري ويخرّبون في الداخل اللبناني هو العار الذي سيلحق بنا
أينما حللنا، وأينما ذهبنا. وبقاء هؤلاء الخَوَنَة على أرض الوطن لبنان
إساءة إلى كل شهيد أو جريح أو أسير.
ميشال سليمان، أنت باقٍ في مقامك الشاهق. ولهم، عديمي الحياء، نقول:
إرحلوا!
بشير الجميّل كان واقعاً وصارحلماً. هل سـنجد بطلاً مثله يُغيّر واقعنا؟ أم
سـيبقى مجرّد حلم وذِكرى؟
|