الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

ما المطلوب من حكومة "سـلام"؟؟

مروان عسـاف

2014-02-22

وأخيراً تألّفت، وتشـكّلت وتزيّنت بأحلى تشـكيلة ممكنة في زمن التفجيرات والفوضى العارمة على كل المسـتويات. ولكن ما هو المطلوب من هذه الحكومة. إذ، على ما يبدو، كل يغنّي على ليلاه.

فالمواطن اللبناني ينشـد من هذه الحكومة أن تكون حكومة تقوم بواجباتها وتؤمّن له الأمن، الإقتصاد والحياة الإجتماعية من كهرباء وماء وغذاء إلخ... ولكن على ما يبدو، أن جماعة 8 آذار يريدون لهذه الحكومة أن تكون مسـؤولة عن كل الفوضى الموجودة في البلد وعن كل الأعمال الإرهابية من دون أن تكون لها صلاحية قدرة حل المشـاكل. أي أنه حتى لو كان عندها الحل ولكنه ممنوع عليها أن تطبّقه. وبالتالي هي مُقَـصِّرة بواجباتها حتى قبل أن تبدأ.

فمن واجبات هذه الحكومة مثلاً أن تردع ما يسـمّونه الأصولية السـنية (النصرة والقاعدة) من الدخول إلى لبنان والقيام بعمليات تفجيرية ضد (مناطق!!) حزب اللـه، بينما ممنوع على هذه الحكومة أن تمنع الأصولية الشـيعية (حزب اللـه) من أن يذهبوا للتفجير في سـوريا.

كما وعلى المسـتوى الداخلي، مطلوب من هذه الحكومة أن تتحمل مسـؤولية الوضع المالي المنهار في البلد واجتراح الحلول له، ولكنه ممنوع عليها إيقاف عمليات السـرقة، وعلى عينك يا تاجر، على مقدّرات ومداخيل مرفأ بيروت وغيره من المرافق التي تدرّ أموالاً بمئات الملايين تذهب كلّها للفريق الذي يسـيطر على هذه المرافق (حزب اللـه وأمل).

 ألمطلوب أيضاً من هذه الحكومة أن تثبّت الأمن للمواطن فيما هي ممنوع عليها أن تتعرّض لأي مسـلّح (من جماعة حزب اللـه وأمل) تحت شـعار أنه سـلاح لمقاومة إسـرائيل، أو أن تجد ولو حلاً لإمكانية عودة رئيـس الوزراء السـابق سـعد الحريري إلى لبنان وضمان عدم تعرّضه للإغتيال، أوعلى الأقل، محاوة اغتيال.

 يجب على هذه الحكومة أن تسـهّل للإنتخابات الرئاسـية فيما بعض الشـخصيات المارونية (والتي ليـس بالضرورة أن تكون أسـماؤها مطروحة للرئاسـة، ولكن من حيث المبدأ) لا تتجرأ على الظهور العلني خوفاً من تعرّضها لمحاولة اغتيال من قِـبَل ما يُسـمى الأطراف الموالية لسـوريا (بحسـب ما جاء في جريدة الديار في عددها الصادر يوم الجمعة بتاريخ 21/2/2014) إذ كتبت تحت عنوان:

الحريري راجع لخوض المعركة الرئاسـية: 

تقوم شخصيتان بارزتان بتشجيع الحريري على العودة الى بيروت وهما العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط بالتنسيق مع حزب الله وبطمأنة الحريري بعدم قيام اي طرف موال لسوريا بأي تحرك عدائي وامني ضده.

هنا نسـأل، أوليـس الأجدر على هذه الحكومة أن تعتبر هذا المقال بمثابة إخبار وتسـأل الجريدة الغراء "الديار" عن مصدر معلوماتها والعمل على القبض على هذه الأطراف الموالية لسـوريا؟ وهل هذه الأطراف الموالية لسـوريا، والتي على ما يبدو، وبحسـب "الديار"، هناك تنسـيق بينها وبين حزب اللـه، هي التي قامت بعمليات اغتيال قيادات 14 آذار؟

يُـصَوّرون القضاء دائماً بالمرأة المعصومة العينين، أي أنها لا تريد أن ترى الأشـخاص بل أن تحكم بميزان العدل وتعطي كل ذي حق حقّه. أما المطلوب من حكومة سـلام اليوم أن تكون فعلاً معصومة العينين، وحتى عمياء، ليـس كي تحكم بالعدل إنما كي لا ترى أمامها وكي تتفركـش في كل خطوة تحاول أن تقوم بها.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها