عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

حزب الله، الفاشيات الشيعية وسياسة الارهاب الممهور

 

 

 

 

شارل الياس شرتوني /22 كانون الأول/2020

 

*ان عملية القتل التي استهدفت جو بجاني في بلدته ذات مدلولات متنوعة تلتئم في مؤداها حول رسالة واضحة موجهة للمسيحيين في لبنان: انتم تحت مرمانا.

*لقد آن الأوان لتقال الحقيقة الممهورة بدماء جريمة الابادة في الرابع من آب ٢٠٢٠، ودماء جوزف سكاف ومنير ابو رجيلي واخيرا جو بجاني، ولا بد من اطلاق ديناميكية سياسية جديدة خارجا عن أطر هذه اللعبة القذرة.

****
ان عملية القتل التي استهدفت جو بجاني في بلدته ذات مدلولات متنوعة تلتئم في مؤداها حول رسالة واضحة موجهة للمسيحيين في لبنان: انتم تحت مرمانا.

يندرج اغتيال المصور المهني جو بجاني ضمن صورة اكبر تحيلنا الى عملية المرفأ الارهابية ومندرجاتها الارهابية والسياسية، وعلاقتها العضوية بالسياسات الانقلابية التي يقودها حزب الله في لبنان وسوريا، وعلى مستوى سياسة الجريمة المنظمة التي يديرها انطلاقا من لبنان على المستوى الدولي.

ان الرصيد الارهابي لحزب الله يمتد على اربعة عقود استعملت فيها كل الوسائل من خطف واعتقال مديد واغتيالات سياسية طاولت سياسيين وامنيين وجامعيين ومسؤولين كنسيين (مالكولم كير، دايڤيد دودج، تيري ويت، روجيه اوك، رفيق الحريري وسياسيي ١٤ اذار …، وقد ناهزت المئة واربع عملية) وعمليات عسكرية واسعة النطاق (المارينز، الدراكار، السفارة الاميركية …) وصولا الى عملية المرفأ الارهابية التي تندرج ضمن سياق سياسة انقلابية تستهدف الكيان اللبنانية بحيثياته التكوينية، ومن خلال استهداف المسيحيين اللبنانيين الذين يشكلون العقبة الاساسية في عملية تصفية ما تبقى من الارث الوطني اللبناني، كما تفصح عنه تصاريح ومقولات مسؤولين دينيين والاداءات السياسية المهيمنة في الاوساط الشيعية.

ان الاغتيالات المتتالية التي استهدفت امنيين عاملين في مرفأ بيروت (جوزف سكاف، منير ابو رجيلي) والمصور المهني جو بجاني لم تكن بالجرائم المخفية، بل هي جرائم ارهابية موقعة من قبل حزب الله الذي يصر من خلالها على ارسال رسائل واضحة لكل من يعنيه الامر مباشرة ام بالتواتر.

ان التحقيق الامني غير قابل للتحقق ما دامت المواجهة السياسية المعلنة لسياسة الارهاب المعلنة لم تأخذ طريقها.

هذا يعني ، بادىء ذي بدء، اخذ البعد النقدي عن المؤسسات الحكومية والأمنية والقضائية لأنها جزء من الادوات الانقلابية والارهابية تواطؤا وفعلا، ومواجهة حزب الله والفاشية الشيعية (حزب الله وامل) على مستوى الحقائق السياسية الأساسية:

لامجال للتواصل السياسي المدني والمتحضر في ظل الارهاب والعصبية القبلية ومسوغاتها الشرعية، ومنطق موازين القوى الانقلابي وتداعياته السياسية والامنية المفتوحة على صراعات المنطقة.

ان منطق ” فائض القوة” الذي تتشدق به الفاشيات الشيعية وتجعله مقياسا ومعينا قيميا تتكون على اساسه الاستعدادت النفسية والمعنوية الشائعة في الاوساط الشيعية، ليس بباهر ولا يبهر، ولا يشرف لا انسانيا ولا اخلاقيا، ولا يعطي حق التطاول على كرامة الآخرين وحرمتهم الانسانية.

ان مراجعة مواقف حسن نصرالله ونعيم قاسم واحمد قبلان ونبيه بري لا تبهر ولا تخيف، بل تستحث تساؤلات حول جدوى التعاطي معهم ومع ما هم عليه وما يمثلونه، خاصة انهم قد راكموا ارثا من العنف والفساد والانحطاط الانساني، الذي يجعلنا نتساءل حول مآله وجدواه بغياب الحد الادنى من القيم الانسانية والسياسية التي تؤطره وتجعله طريقا لتواصل سياسي راق وسوي وتوارد اخلاقي.

ان مقولة ” فائض القوة ” هي لغة القوارض المرفوضة والمدانة التي لا تخيف احدا، الا اذا اعتبرتم كرامة الاخرين وحقوقهم وامنهم مغانم شرعية، فلا تخطئوا، فالمسيحيون ليسوا كرما على درب، ولا غنائم يحللها الشرع، فكما خياراتكم مفتوحة، خياراتنا مفتوحة.

نحن لسنا في ذمتكم حتى تعطونا حقوقنا، كما قال لي ذات يوم عدنان السيد حسين، او تحافظوا علينا نظرا لفائدتنا كما اسر الي عباس هاشم.

ان ترددات سياسات الارهاب التي يمارسها نظام الملالي في ايران، جابهها الشعب الايراني على عقود، كما جابهناها بدورنا، فآمل ان تعيدوا حساباتكم، واما ميشال عون وجبران باسيل وسليمان فرنجية وميشال المر، وميشال سليمان واميل لحود وايلي الفرزلي واصناؤهم، فهؤلاء مستخدميكم وليسوا ممثلين عن مسيحيي لبنان.

لقد انتهت جمهورية الطائف بكل قذارتها بالتبعية لمحاور النفوذ الاقليمية، والفساد العميم الذي تشكلون ابرز روافعه على مدى ثلاثين سنة، وبالموالي الذين اصطنعتم على مدى ٣٠ سنة مع النظام السوري وحلفائكم(الحريري، جنبلاط، الميقاتي، الصفدي ومستخدميكم في الاوساط المسيحية)، وبالارهاب الارادي.

لقد آن الأوان لتقال الحقيقة الممهورة بدماء جريمة الابادة في الرابع من آب ٢٠٢٠، ودماء جوزف سكاف ومنير ابو رجيلي واخيرا جو بجاني، ولا بد من اطلاق ديناميكية سياسية جديدة خارجا عن أطر هذه اللعبة القذرة.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها