عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

هل سريان سوريا المتأشوريين ملكيين أكثر من الملك؟

أفرام بار سويريوس

إن "الآشوريين" الحاليين هم السريان النساطرة أو السريان الشرقيين الذين سماهم الأنكليز آشوريين سنة 1876 لأغراض سياسية، ثم قام البطريرك الحالي دنخا بإضافة اسم الآشورية الى كنيسته سنة 1976 م.

الغريب بالامر ان السكان المسيحيين السريان في مدينة نينوى الموصل، التي كانت عاصمة الامبراطورية الاشورية القديمة، وما حولها من القرى في سهل نينوى مثل قرقوش وبرطلة وبعشيقة وبحزاني والقرى التابعة لدير مار متى يسكنها كثير من السريان الأراميين الاصلاء الذين رفضوا التخلي عن اسمهم الصحيح وقبول اسم مزور مستورد من احد اسماء حضارات العراق القديمة، بل ان الاسم الاشوري يعدّ ممقوتا لديهم.

في حين أننا نرى في الجانب الاخر بعضاً من سريان سوريا المتأشوريين أساؤوا فهم بعض المفكرين أمثال نعوم فائق السرياني الارامي، استاذ اللغة السريانية، واشور يوسف وفريد الياس نزهة وغيرهم من اللذين تعاطفوا مع  السريان النساطرة لما لحق بهم من مآس و مظالم ابتداء من مقتل بطريركهم شمعون بنيامين و انتهاء بمجازر 1933. فهؤلاء المفكرين السريان تجاوبوا وتعاطفوا مع السريان النساطرة باعتبارهم مسيحيين سريان آراميين، إلا أنهم، بدون قصد أو نتيجة قصر نظر و بدعوى التضامن و تخفيف الآلام، روّجوا أنفسهم للتسمية الاشورية المستوردة المزيفة، إذ لم يدر بخلد هؤلاء المفكرين أن أحاسيسهم النبيلة هذه سوف تنقلب وبالاً على أبناء أمتهم السريانية الآرامية فيقوم السريان النساطرة ومعم قسم من السريان أمثال ابراهيم صوما و يوحانون قاشيشو و كبرئيل افرام باستغلال مشاعر التعاطف و التحنان الجياشة ليقوموا بأشنع عملية تزوير و احتيال لإلباس السريان الآراميين حلّة و هوية "آشوريتين" غريبتين دخيلتين، فيمزقون الامة إلى أشلاء!

و الغريب بالأمر ايضا أن هولاء السريان السذَّج الجهلاء الذين ينتمون إلى بلد اشتُق اسمه من التسمية السريانية الآرامية الأصيلة، صاروا فعلاً يعتقدون أن تخليهم عن التسمية السريانية المرتبطة بسوريا الحالية و انتحالهم الاسم الاشوري المنقرض يشكّل حلاً للمشاكل التي يتعرض لها السريان الآراميين في الشرق الأوسط!

نظرة بسيطة على السريان القادمين من العراق و المتواجدين في بلاد المهجر كالسويد والمانيا وفرنسا وامريكا وغيرها، وأغلبهم من سكان نينوى وضواحيها، تبيّن لنا بكل وضوح و جلاء، رفض هؤلاء  للتسمية الاشورية هويةً مزيفةً، بل إنهم يمقتونها، إذ لا يوجد أي رمز ذي قيمة أو شخصية سريانية من العراق وازنة، منتمية للأحزاب "الآشورية"، بينما نجد على الجانب الاخر سرياناً متأشوريين قادمين من سوريا قد أعمى تعصبهم و تشددهم و "إيمانهم" بهوية المنقرضين بصيرتهم و نخر عقولهم!

فهل أصبح هؤلاء ملكيين اكثر من الملك؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها