الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

علي حماده سياسي واعلامي

 

 مصر: لا تفرحوا كثيراً أيها الممانعون


في حمأة التطورات المتسارعة في مصر، نسمع النظام في سوريا يهلل لسقوط "الاخوان المسلمين"، ولا تبدو الصورة الحقيقية لما يجري حجراً جديداً يلقى في بركة الثورة السورية. فليس صحيحاً ان سقوط الرئيس محمد مرسي في القاهرة يصب في مصلحة النظام، تمام كما ان الكلام السطحي لقادة نظام بشار وبشار نفسه لا يعني ان المرحلة الجديدة التي بدأت في القاهرة بدفع ثنائي بين المعارضة والجيش والمد الشعبي معناه ان التركيبة الجديدة سوف تضع يدها بيد بشار قاتل الاطفال، وما يزيد على المئة الف مواطن سوري. من هنا فإن صيحات النصر التي تنطلق من بين جدران قصر قاسيون شبه المهجور لا تعني بالضرورة ان النظام كسب حليفا مفترضا في التركيبة المصرية الجديدة.

مشكلة بشار انه غير قابل للتأهيل السياسي والمعنوي والاخلاقي في أي مكان، ما عدا موسكو المحكومة من مافيا بوتين و شركائه، ومثلها ايران التي لا تقاتل من أجل بشار بمقدار ما تقاتل من اجل نظامها القائم ومشروعها الاوسطي الذي يتداعى على رغم كل الغبار المثار حوله. أما الصين، فغير معنية في العمق. تبقى كوريا الشمالية آخر الجمهوريات الستالينية الوراثية على وجه الارض.
المهم، ان الحراك في مصر والتحولات التي تشهدها لن تصب في مصلحة بقاء بشار، بل بالعكس، يمكن ان تزيل فهماً غريباً خاطئاً في ما يتعلق بالربيع العربي، مفاده انه ربيع الاسلاميين على حساب العلمانيين، واللليبراليين والاقليات. ان مصر تثبت ان الربيع العربي لا يمكن للحركات الاسلامية التي تشكل جزءاً اصيلاً ان تصادره بكل بساطة. وسوريا ليست استثناء. فالحديث غير الواقعي عن ثورة ستقيم جمهورية اسلامية غير صحيح. والكلام عن قوى تكفيرية "بروباغاندا" هدفها تضخيم حضور بعض التنظيمات الصغيرة المقاتلة في سوريا، و التي تقوم بواجبها الوطني لاسقاط قاتل الاطفال. فضلاً عن ان كثرة الحديث عن "تكفيريين" جاءت على لسان "تكفيريي الضاحية" قتلة المثقفين، الشعراء، وقتلة رؤساء الحكومات ورجالات استقلال... واللائحة تطول.
ما نريد قوله هنا في هذه اللحظة المفصلية، انه على رغم من كل المخاوف التي تسكن النفوس في سوريا ولبنان حول مصير الثورة، والتي تتأثر ببعض النجاحات التي يحققها جيش بشار و"حزب الله" وبقية ميليشيات ايران في المنطقة، فان المسار الثابت هو مسار اسقاط النظام عاجلاً ام آجلاً.
بالعودة الى لبنان، يواصل اللبنانيون الوقوف على حافة الهاوية، ما دام "حزب الله" حالة شاذة في المشهد اللبناني، صانعاً لمناخات عدائية في ما بين اللبنانيين. من هنا مسؤولية بيئته الحاضنة المغرر بها حتى اليوم في توليد رأي عام مغاير لما يمثله مشروع "ولاية الفقيه" من استعداء دائم لكل البيئات المتعايشة مع العرب الشيعة، وفي مقدمهم اللبنانيون الشيعة.
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها