الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

العلامة السيد علي الأمين

 


انتماء الشيعة الأول في لبنان لوطنهم وليس للمشاريع الخارجية

تدخّل حزب الله في سوريا يستدرج الفتنة إختزال الطائفة الشيعية بـ (حزب الله وأمل) أمر متعمّد من قبل صنّاع السياسة لتصعيد الإحتقان الطائفي في لبنان والمنطقة وبه عمل فريق 14 آذار

لإثنين 21 تشرين الأول 2013 - العدد 4840 - شؤون لبنانية - صفحة 7

علي الحسيني - صحيفة المستقبل - يُفنّد العلامة السيد علي الامين "الورطة" التي وضع فيها "حزب الله" شيعة لبنان بسبب حساباته وممارساته الخاطئة، ويقول "إن السياسية التي اعتمدها الثنائي "حزب الله" و"أمل" خلال السنوات الماضية وضعت الشيعة اللبنانيين في واجهة الأحداث السياسة في لبنان والمنطقة وهي سياسة ألحقت الضرر بالطائفة الشيعية داخلياً على مستوى العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية وانعكاساته الخارجية، وقد ازداد الضرر أيضاً بالشيعة في العالمين العربي والإسلامي بسبب المشاركة في القتال على الأراضي السورية وسكوت قيادات الطائفة الشيعية السياسية والدينية عن ذلك".وفيما يلي نص المقابلة :



- ما هو وضع الشيعة اليوم في المنطقة وخصوصاً في لبنان في ظل التطورات الحاصلة؟

- العلاّمة السيد علي الأمين: إن السياسة التي اعتمدها الثنائي (حزب الله وأمل) خلال السنوات الماضية وضعت الشيعة اللبنانيين في واجهة الأحداث السياسة في لبنان والمنطقة وهي سياسة ألحقت الضرر بالطائفة الشيعية داخلياً على مستوى العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية وانعكاساته الخارجية،وقد ازداد الضرر ايضاً بالشيعة في العالمين العربي والإسلامي بسبب المشاركة في القتال على الأراضي السورية وسكوت قيادات الطائفة الشيعية السياسية والدينية عن ذلك.

- لماذا يُحسب أبناء الطائفة الشيعية في لبنان على "حزب الله" علما ان هناك احرار كثيرين منهم لا يؤيدونه ولا يوافقون على سياسته؟ وهل تعتقد أن هناك مسؤولية في هذا الشق تقع على قوى الرابع عشر من آذار لعدم إشراكها بعض الرموز الشيعة الاحرار في القرار بشكل جديّ؟

- العلاّمة السيد علي الأمين: إن اختزال الطائفة الشيعية في لبنان بالثنائي الشيعي( حزب الله وحركة أمل) نراه أمراً متعمّداً من خلال صنّاع السياسة في المنطقة الذين يريدون تصعيد الإحتقان الطائفي بين مكوناتها وإشغالها بالصراعات فيما بينها،وهذا لا يساعد عليه إظهار صوت الإعتدال داخل الطائفة الشيعية لأنه يمنع من الإحتقان الطائفي المطلوب لهم في المنطقة، وهذا ما يفسّر عدم الإنفتاح على صوت الإعتدال من تلك الدول التي حصرت علاقاتها بالثنائي الشيعي واعتبرته الممثل الوحيد للرؤية الشيعية، وهذا ما انعكس على الداخل اللبناني حيث تقاسم الفريق الحاكم السلطة مع الثنائي في الحكومات المتعاقبة وأعطاه وكالة حصرية عن الشيعة في كل مواقع الدولة، وقد اعتقد فريق ١٤ آذار أنه بمنطق المحاصصة يحافظ على حصّته في السلطة فأخرجه هذا المنطق من السلطة وامتدت سلطة الثنائي إلى كل مفاصل الدولة، وسقط شعار (العبور إلى الدولة) لأنهم حصروا علاقتهم بالذين أسقطوا الدولة !.

- هل ترى ان هناك أملاً ولو بصيصاً لخروج الشيعة من المآزق الذي وضعهم في الحزب؟ وما هي الطريقة لكسر هذا الطوق الإيراني المفروض على شيعة لبنان؟

- العلاّمة السيد علي الأمين: إن الأمل معقود على قيام الدولة ببسط سلطتها الكاملة على أراضيها بحيث تمنع من هيمنة السلاح وآثاره وتقوم هي وحدها بحماية حريات المواطنين في التعبير عن آرائهم، والطائفة اللبنانية الشيعية كسائر الطوائف اللبنانية لا يمكن أن تختزل بحزب أو تنظيم، وما جعل الثنائي"أمل وحزب الله" ناطقاً وحيداً باسمها هو السلاح ومنطق المحاصصة في الحكومات المتعاقبة الذي منح الثنائي وكالة حصرية باسمها في السلطة كما ذكرنا ذلك في الجواب السابق وهذا ما جعل الثنائي ممرّاً إجبارياً لكل خدمات الدولة وغنائمها، والدولة اللبنانية لم تقدم يد المساعدة للرأي الآخر في الطائفة الشيعية المطالب ببسط سلطة الدولة والقانون، ولم يتلق المساعدة من غيرها أيضاً في سبيل إحداث حالة مغايرة داخل الطائفة الشيعية، ومع ذلك فنحن ما زلنا نعبر عن رأينا في رفض سياسة الثنائي الداخلية وارتباطاته الخارجية بالسياسة الإيرانية وغيرها.

- أصبح أبناء الطائفة الشيعية وكانهم مجرد أداة بيد الخارج، فمرّة يقاتلون الفلسطيني بأوامر من سوريا ومرّة يقاتلون بعضهم بأوامر خارجية أيضاً واليوم يقاتلون في سوريا بأوامر سورية ايرانية، فهل هذا يدل على ان لا ولاء لهم لوطنهم؟ أم هناك إرادة أقوى منهم وهي التي تحرّكهم؟

- العلاّمة السيد علي الأمين: اعتقد ان الطائفة الشيعية كانت على قناعة وايمان بانها جزء لا يتجزأ من الكيان اللبناني منذ تأسيسه وما زالت على هذه القناعة راسخة الإيمان بلبنان الوطن والدولة والعيش المشترك، وهم كسائر الطوائف اللبنانية في ولائهم لوطنهم، ولكن المشكلة هي في الواجهة السياسية التي تحكمها اليوم، فهي بسياستها الداخلية وارتباطاتها الخارجية فرضت طرح التساؤلات عن ولاء الشيعة لوطنهم، وهذه التساؤلات حقيقة هي ناتجة عن سلوك قيادات قفزت الى الواجهة السياسية وصادرت الرأي الشيعي. وهناك تساؤلات كثيرة طرحت أخيراً في الوطن العربي حول ولاء الشيعة لأوطانهم في لبنان او في العراق او في غيرهما، لان القيادات السياسية التي تحتكر تمثيل الشيعة في هذين البلدين، على سبيل المثال، لها ارتباطات بإيران وبالمشروع الايراني في المنطقة، لذا نسب الى الشيعة جميعهم هذا الارتباط، وهذا غير صحيح، فعموم الطائفة في لبنان مع مشروع الدولة. حتى الذين انتخبوا وايدوا القيادات الشيعية فانهم فعلوا ذلك لان هؤلاء السياسيين يجهرون بأن لديهم مشروعا لبناء الدولة والوطن اللبناني. فلو جهر القادة الشيعة الآن بأن لا مشروع لديهم لبناء الدولة والمحافظة على الوطن فان الجمهور الشيعي سيتخلى عنهم ويختار غيرهم من اصحاب مشاريع بناء الدولة والوطن. إن الشيعة في لبنان انتماؤهم الاول هو لوطنهم وليس لمشاريع سياسية قادمة من الخارج وهم يؤمنون ان روابط المذاهب والاديان لا تكون على حساب الاوطان.

- ما هو الإستشهاد في المفهوم الشيعي وهل الشيعة الذين يسقطون في سوريا هم شهداء؟ وهل فعلاً ان تاريخ الشيعة لم يقم إلا على الإستشهاد؟

- العلاّمة السيد علي الأمين: الإستشهاد ليس هدفاً في حدّ نفسه، وقد يحصل نتيجة القيام بالجهاد المشروع دفاعاً عن الأوطان في وجه العدوان، والساحة المشروعة للجهاد المسلّح تكون في مواجهة الغزاة الأعداء وليست ساحة القتال الدائر بين الأهل والأشقاء، ولذلك فإن الذي يسقط فيها يكون قد سقط في الموقع الخطأ، لأن المطلوب عند صراع الإخوة هو السعي للأصلاح بينهم كما قال الله تعالى( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم).والتاريخ الشيعي لم يقم على الإستشهاد، وإنما قام على نصرة الحق والإحياز إلى المظلوم، كما جاء في وصية الإمام علي للحسن والحسين عليهم السلام( كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً)، والإمام الحسين(ع) لم يكن الإستشهاد هدفاً لخروجه، وإنما كان هو الإصلاح كما أعلن عنه في قوله( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي).

- هل تخشى على الشيعة فعلاً من الحركات الأصولية السُنية التي تقاتل في سوريا؟ وهل تعتقد أن لديها نيّات للتوجه لاحقاً إلى لبنان بهدف محاربة الشيعة كما قال السيد حسن نصرالله؟

-العلاّمة السيد علي الأمين: نحن نخاف من التطرّف في كل الطوائف على وحدة الأمّة، ونعتقد أن الحركات الأصولية ليس لها مستقبل في سورية، لأن الشعب السوري معروف بالتسامح والإعتدال والوطنية الجامعة، وليست وظيفة حزب الله الدفاع عن الشيعة في سورية لأنه من واجبات النظام السوري أن يحمي كل المواطنين والمقيمين على أرضه، والدولة اللبنانية هي المسؤولة عن مواطنيها على أرضها، وهي المسؤولة أن تمنع من خطر التطرّف على شعبها وأرضها، ونحن نرى أن تدخل حزب الله في القتال على الأراضي السورية لا يدفع الفتنة عن لبنان بين السنة والشيعة، وإنما هو بمشاركته يستدرج الفتنة إلى لبنان ويساهم في تصعيد الإحتقان الطائفي في عموم المنطقة.

- ما هو السبب الحقيقي الذي يمنع قيام حركة تحررية شيعية تقول كفى للنزف الحاصل؟ وهل هذا الامر يؤكد أن الغالبية الشيعية توافق على كل ما يقوم به "حزب الله"؟

- العلاّمة السيد علي الأمين: إن ما نراه مانعاً من ظهور جمهور للرأي الآخر داخل الطائفة الشيعية هو غياب سلطة الدولة اللبنانية التي تحمي الرأي الآخر من هيمنة السلاح الحزبي وسيطرته على كل مقدرات الطائفة الشيعية وحصر خدمات الدولة به، وفي ظل هذه الظروف لا يكون السكوت تعبيراً عن موافقة الغالبية،وقد أظهرت الإنتخابات النيابية والبلدية السابقة رغم الهيمنة الحزبية أن الغالبية لم تشارك في العملية الإنتخابية المعروفة النتائج، وأن القوى المهيمنة حصلت على

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها