عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 نوفل ضو  

حزب الله يتنازل في الشكل لتوريط خصومه
يسعى إلى مواجهة سنية – مسيحية… ومسيحية – مسيحية

 نوفل ضو

شدد قريبون من تيار المستقبل على استحالة نجاح الخطة التي يسعى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وأمين عام حزب الله حسن نصرالله إلى استدراج زعيم تيار المستقبل سعد الحريري إليها، من خلال مفاوضات الحريري – عون.

ولفت هؤلاء إلى أن خطة الثنائي عون – نصرالله تقوم على معرفة مسبقة برفض “المستقبل” وصول عون الى الرئاسة، موضحين أن اصرار عون على التفاوض مع الحريري ليس هدفه انتزاع موافقة على وصوله الى بعبدا، بل على العكس لانتزاع إعلان صريح من الحريري برفض هذا الأمر.

وفي اعتقاد القريبين من “المستقبل” فإن ما يهم عون اليوم بعد فشل خطته لتقديم نفسه مرشحا توافقيا، هو إعلان صريح ورسمي من “المستقبل” برفض وصوله الى الرئاسة، من أجل استخدامه مادة لحملة دعائية سياسية عنوانها رفض الحريري وصول رئيس مسيحي قوي، بهدف تجييش الرأي العام المسيحي وتأليبه على “المستقبل” ووضعه في مواجهة خصوم حزب الله.

واعتبر هؤلاء أن حزب الله مستفيد من خطة عون إن لم يكن هو من دفعه الى اعتمادها، فالحزب منذ أشهر يسعى للتفرغ الى الوضع داخل سورية في وقت يجير معاركه الداخلية الى فرقاء محليين بعضهم بطريقة غير مباشرة من خلال الاستدراج، وبعضهم الآخر مباشرة من خلال قبولهم لعب الدور الموكل اليهم من الحزب.

ويتوقف المراقبون في هذا المجال عند مؤشرات ومعطيات ميدانية عدة شهدها لبنان خلال الأشهر القليلة الماضية لتدعيم وجهة نظرهم، وفقا للآتي:

1- تنازلات في الشكل من حزب الله على الصعيد الأمني والعسكري في أكثر من منطقة لبنانية، لاسيما في جبل محسن، حيث دفع حلفاء الحزب ثمن خطة أمنية أدت في النهاية الى رفع حمل المواجهة مع الطائفة السنية عن كاهل الحزب.

2- تنازلات سياسية أقدم عليها الحزب في الملف الحكومي أدت الى تولي صقور تيار المستقبل مجموعة من الوزارات والحقائب السيادية في حكومة الرئيس تمام سلام، وفقا لموازين قوى لم يكن حزب الله يقبل بها لو ان من شأنها أن تنعكس سلبا على معركته الاستراتيجية في سورية. وهذا التنازل المحلي من الحزب حرره أكثر من اللعبة الداخلية ليتفرغ الى الوضع السوري من دون أن يكون لخصومه القدرة التي كانت لهم عندما كانوا في المعارضة لمواجهته إعلاميا وسياسيا.

3- استكمالا للخطة المشار اليها، يرى المراقبون القريبون من “قوى 14 آذار” أن حزب الله يسعى من خلال عون الى فتح معركة سنية – مسيحية انطلاقاً من استدراج تيار المستقبل لاعلان رفضه ترشيح عون، تمهيداً لمحاولة استثمار هذه المعركة في الانتخابات النيابية المقبلة التي تهدد “قوى 8 آذار” بالذهاب اليها نهاية الصيف الحالي، في محاولة للفوز بالأكثرية التي تسمح لها بإيصال رئيس للجمهورية بالمواصفات التي تسمح لحزب الله بتنفيذ مشروعه بالاحتفاظ بسلاحه وضم لبنان رسمياً الى التحالف السوري – الإيراني.

وخلص القريبون من تيار المستقبل الى تأكيد أن الحريري وحلفاءه لن ينجروا الى هذه الخطة ولن يكونوا المبادرين الى إبلاغ عون برفض ترشحه، وإنما سيمضون في تمسكهم برفض وضع أي “فيتو” على أي شخصية مارونية قوية، تاركين لصندوق الاقتراع أن يحسم النتيجة تبعاً لمواقف الكتل النيابية وتوجهاتها السياسية والوطنية.

وختموا بأن حزب الله يسعى الى الاستفادة من ترشح عون لاستدراج المستقبل الى مواجهة مع الرأي العام المسيحي، واستدراج المسيحيين الى مواجهة مسيحية – مسيحية، كبديل عن المواجهة الوطنية التي تخوضها “14 آذار” ضد سلاح الحزب وخروجه عن قرارات الدولة، وتحويل الأنظار عن هذه المعركة وإلهاء الرأي العام اللبناني بمواجهات جانبية تسمح للحزب بالتفرغ لاستكمال قضم مؤسسات الدولة من جهة والمضي قدما في تدخله العسكري في سورية من جهة مقابلة.

والأهم في رأي هؤلاء أن حزب الله والرئيس نبيه بري، اللذين لا يريدان وصول عون الى رئاسة الجمهورية، يعملان على تلافي إعلان مثل هذا الموقف حفاظا على وحدة 8 آذار، ويراهنان على ان يؤدي استمرار الحوار بين الحريري وعون الى تصدعات في جسم “14 آذار” التنظيمي تسمح لـ”8 آذار” بمزيد من التحكم في القرارات الوطنية.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها