عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

لا المسيح ولا مار مارون أثارا احتجاجا!!!

شربل خليل: خلص البن والقهوة انتهت!

بقلم: مايا الخوري

محفوظ شاهد شريطا مضروبا عامًا مضت على برنامج "بس مات وطن". شخصيات سياسيّة ودينية وثقافية تعرّضت مرارًا للذعات خليليّة. بعضهم قبلها بروح رياضيّة وآخرون عبّروا عن استيائهم منها. ولكن أيًّا يكن رأي المنتَقدين، يحتلّ هذا البرنامج المرتبة الأولى في فشّة خلق اللبنانيين.

الخميس الماضي كان اللبنانيون على موعد جديد من اسكتشات "بس مات وطن" ولكن هذه المرّة لم تسلم الجرّة. إذ أسفرت الحلقة عن تكسير وحرق دواليب واقفال طرق إضافة إلى جرحى. مخرج البرنامج شربل خليل وكاتبه ومعده اعتذر لكنّ اعتذاره لم ينفسّ الإحتقان ..

متى قررت تقليد شخصية السيد حسن نصرالله؟ وفنيًا هل تعتقد أنّ جان بو جدعون نجح في دوره؟ وهل من الممكن أن تتناول لاحقًا شخصية دينية خصوصًا بعد الحدث الأخير؟ اتُخّذ القرار قبل ثلاثة أيّام من بثّ الحلقة. طلبت من جان بو جدعون التحضير لإستضافة شخصية السيد حسن نصرالله مع شفيقة. جان بو جدعون يمتلك القدرة على تقليد شخصية السيد نصرالله كما يجب لكنّني لم أفسح في المجال أمامه للمبالغة في التصوير لئلا تأتي الصورة كاريكاتورية، إذ أنّني لم أرد الدخول في كاريكاتور مبالغ في نصه وتجسيده لأنّ الشخصية هي للسيد نصرالله فحسب.

ليس لدي مشكلة في تقديم شخصيات سياسية وسأتناول الجميع لكنّني لن أمسّ المقامات الدينية الإسلامية لأنّ هذا الأمر كما يبدو غير مقبول عند اخواننا في الطوائف المسلمة في لبنان. شخصيًا ليس من مشكلة في تقليد المسيحيين وقد تناولت سابقًا الكهنة والقديس مارون والسيد يسوع المسيح. ربّما تلقيت اتصالاً هادئًا ومهذّبًا عبر الهاتف من أجل عدم ادخال الدين بالسياسة، ولكن لم ينزل أحد منهم إلى الشارع.

هل تعبّر بعملك عن اقتناعات أم أنّك تقدّم عملاً كوميديًا بغضّ النظر عن مشاعرك الخاصة؟ برنامجي كاريكاتوري سياسي ومن المفترض أن أتحدّث عمّا يحدث سياسيًا في البلد. وهو برنامج يتناول كلّ الفئات والأفراد. وأكرّر أنّني لم أتناول السيد حسن نصرالله إلاّ بعدما جلس إلى طاولة الحوار أسوة برجال السياسة وبالقادة السياسيين. لم أتناوله كرجل دين إذ لم أتكلّم عن الشيعة أو عن الديانة. بل تكلّمت سياسيًا عن موضوع يُطرح على طاولة الحوار. وأريد أن ألفت إلى شيء مهمّ وهو أنّني لم أنتقد المقاومة إلاّ في مرحلة ما بعد تحرير مزارع شبعا. بمعنى آخر، خلال 11 عامًا من تقديم برنامج "بس مات وطن" وبمعدّل تحضير 8 آلاف اسكتش لم أتناول موضوع المقاومة إلاّ باسكتشين أو ثلاثة. إضافة إلى أنّني عندما أتكلّم على المقاومة أتحدّث عن مرحلة ما بعد تحرير مزارع شبعا ما يعني تحريركل الأراضي اللبنانية. وما دام دور المقاومة يقتصر على الأراضي اللبنانية، أنا لا أنتقدها.  إلاّ أنّني أطرح سؤالاً يُطرح على طاولة الحوار وهو أين سيذهب هذا السلاح بعد تحرّر مزارع شبعا؟

*لو كنت تتوقّع اعتراضًا من جمهور حزب الله ولو بدرجة أقلّ ممّا حدث، هل كنت قدّمت هذا الإسكتش؟ لو كنت أعتقد أنّ زجاج ضوء سيارة واحد سيتعرّض للكسر لما كنت قدّمت هذا الإسكتش.

سبق أن قدّمت شخصية النائب محمد رعد في بس مات وطن. هل اعترض أحد من مسؤولي حزب الله؟ نعم. تلقيت اعتراضًا من مسؤولين من الحزب بطرق غير مباشرة. انهم يتعاطون في السياسة وهم طرف لبناني. نحن نتفّهم رمزيّة السيد حسن نصرالله الدينية وعدم المساس به، ولكن ألاّ نتناول السيد محمد رعد لأنّه نائب من حزب الله فأظنّ أنّ هذا الأمر مبالغ فيه.

 هل حصل اتصال بينك وبين حزب الله بعد الحدث الأخير؟ أكيد. حصل اتصال بيننا وتكلّمنا في وجهات نظرنا المختلفة. فكلّ شخص يرى الموضوع انطلاقًا من ثقافته ومفاهيمه وعاداته وتقاليده. لم أر مشكلة في تقليد السيد حسن نصرالله ولكن بالنسبة إليهم هذا أمر مرفوض. حدث ما حدث و"قطوع وفات". هل تلقيت ملامة من النائب العماد ميشال عون أم أنّ التيار الوطني الحرّ وقف إلى جانبك؟ كلا، لم أتعرّض إلى ملامة وتلقيت الدعم من التيار الوطني الحرّ. ولكن لم يخل الأمر من بعض "مبيّضي الوجوه" إلاّ أنّ الجنرال عون والقياديين وقفوا إلى جانبي.

 هل دفعك أحد إلى تقديم الإعتذار أم أنّك اعتذرت من تلقاء نفسك؟ لم يدفعني أحد. أعوذ بالله. عندما اقتنعت بأهمية اعتذاري في تنفيس الإحتقان في الشارع قمت بهذه الخطوة ظنًّا مني أنّ هذا الأمر قد يهدّئ الجماهير المستاءة.

* هل توّقعت أن تتسع دائرة الإعتراض أكثر من الشخصيات السياسية؟ وهل فوجئت بالمواقف الإيجابية التي صدرت عن أشخاص يعدّون أنّك أسأت إليهم مثل الوزيرة نائلة معوّض؟ لا تهمّني الإعتراضات السياسية لكنّني أكرّر: لو عرفت أنّ الحلقة ستؤدي إلى النزول إلى الشارع لما قمت بهذه الخطوة. أقدّر موقف الوزيرة معوّض والوزير غازي العريضي والوزير أحمد فتفت والوزير مروان حمادة. وغيرهم كثر. قسم كبير من 14 آذار ومن الذين يصيبهم سهم "بس مات وطن" مئات المرات وقفوا إلى جانبي من منطلق المحافظة على حرية التعبير. بعضهم ردّد أنّهم قاموا بذلك لإستغلال سياسي، لكنّهم حالوا دون توقيفي من الجهاز الأمني اللبناني من خلال مساندتهم لي. لذلك أنا أقدر لهم هذه المواقف أيًّا تكن أسبابها ودوافعها، إذ لو حصل هذا الأمر إبّان الإحتلال السوري لا أدري أين كنت سأكون.

 قبلاً كان صعبًا على أيّ فنان رفض فنجان قهوة في حضرة الأمن العام أو مخابرات الجيش. هل شعرت أنّ الأمور تغيّرت؟

خلص البن... والقهوة انتهت!

عادة الإعلامي والفنان يستفيد دعائيًا من الهجمات والملاحقات هل استفدت انت من هذه الناحية؟ عمر برنامجي 11 عامًا وهو ليس في حاجة إلى تسويق إذ هو في المرتبة الأولى في لبنان. كل لبناني يعرف "بس مات وطن". لم أستفد لكنّني شعرت بتعاطف نحوي من كلّ الفئات اللبنانية بعامّة والشيعيّة بخاصّة. إذ تلقيت اتصالات ورسائل إلكترونية بأعداد كبيرة من شخصيات شيعيّة تستنكر ما حصل وما زلت أحتفظ بكلّ هذه الرسائل.

 هل مثل هذه الأحداث تعطيك دفعًا جديدًا أم تصيبك بالإحباط؟ وهل تسيء تقدير ردود الفعل المرتقبة أحيانًا؟ هذه الأحداث حافز لي. سأكمل بروح جديدة ودفع جديد وبالنشاط ذاته. وانطلاقًا من أنَّ من غير الممكن تحطيم "بس مات وطن" أو التخفيف من جرأته. منذ 10 سنوات والمشاكل تلاحقني لكن ابرزها مشكلتان: عندما أُوقفت في المرّة الأولى كان ذلك بسبب "بن لادن" واتُّهمت بتشغيل الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية وبأنني قمت بحال اضطراب عسكرية في البلد وأننّي أسأت التقدير، وِفقهم. وفي المرّة الثانية، خلال الحدث الأخير، يقولون إنّني أسأت التقدير أيضًا. أنا أكتب انطلاقًا من مفاهيم خاصة أحترم فيها الآخر. في الحالتين بالغوا في ردود الفعل ولم يكن هناك سوء تقدير من قبلي. ظننت أنّ هذه الحلقة ستشكّل ردَّ فعل فحسب، فأتلقى احتجاجات أو لفت نظر من المجلس الوطني للإعلام، لكنّني لم أتوّقع أن يصل الأمر إلى حدّ نشوب حرب أهلية.

*هل اتخذت تدابير أمنية كتغيير مكان إقامتك ورقم هاتفك وسيّارتك؟ لم أغيّر منزلي، لكنّ الجيش اللبناني أرسل مجموعة عسكرية لحمايتي في تينك الليلتين. أنا على اتصال مع الأجهزة الأمنية التي تكفل حماية الأفراد المعرضّين مثلي. يرافقني في تنقلاتي بعض من أقربائي وليس حرسًا خاصًا. اتخذت احتياطي ليس من صعيد قياديّ في حزب معيّن، ولكن يُخشى أن يتخذ شخص أرعن قرارًا فرديًا بفشّ خلقه بي أو بأفراد فرقتي. هذه الإحتياطات هي للطمأنينة فحسب.

 هل تخشى حملة عليك خصوصًا بعدما تعرّضوا لك بعد فيلم الشهيد؟ من يستطيع أن يقوم بحملة لتوقيفي وينجح فلا يتأ خر. هناك محامية تسعى إلى الشهرة، طرحت قضيّة من منطلق تسويق اسمها وليس أكثر. فرفعت دعوى ضدّي وضدّ المؤسسة اللبنانية للإرسال. فإذا استطاعت أن تصل إلى نتيجة أهلاً وسهلاً بها.

هل هناك من دعم قضائي؟ ليس من دعم قضائي. القانون هو من يدعمني. انتهى الإحتلال السوري ومرحلة تغيير ضابط سوري للمحاكمة وفق ما يريد. القضاء حرّ الآن أكثر من قبل. انطلاقًا من ذلك لست خائفًا. وفي النهاية "بس مات وطن" مستمرّ. سوّقت جرائد معينة أنّه سيتوّقف خلال المونديال، لكنّه لن يتوّقف. هناك برمجة منذ شهر ونصف شهر تقضي ببثّ الحفلة الأخيرة من "ميشن فاشن" بدلاً من "بس مات وطن" في الثامن من حزيران الجاري. وبعد ذلك يعود في الأسبوع المقبل في اسكتشات جديدة.

رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ استعان بتعابير وردت في برنامجك على لسان السيد نصرالله لدعم و اثبات الخطأ الذي ارتكبته انت والمؤسسة اللبنانية للارسال .ما ردّك على كلام السيد محفوظ؟ يبدو أن السيد محفوظ لم يشاهد الحلقة أو أنه شاهدها على شريط "مضروب" و صوته رديء فاستحضر كلمتين غير صحيحتين و قال أنه سمعها في البرنامج:أنا أتحدّى أن يكون السيد نصرالله قد لفظ كلمة كأس في برنامجي، أمّا تعبير "ليخا" فهو معروف جدّا في كسروان،منطقتي، و يعني الضرب: ليخو كف أو ليخا كف،و قد استعملته للدلالة على الخلافات الحادة بين المتحاورين والتي تحدثت عنها كل وسائل الاعلام، وليس للاشارة الى لعب الميسر كما قال السيد محفوظ ، علما" أن شفيقة تسأل السيد نصرالله اذا كانوا يلعبون الليخا في جلسات الحوار فيجيبها بكلاّ، و هنا تكون حجة السيد محفوظ غير صحيحة و غير مقنعة.فعلى ماذا سيبني مجلس الوزراء قراره لمعاقبتي أو معاقبة شاشة الـ "ال. بي. سي"؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها