عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

صحيفة الفتنة

ادغار بو ملهب

 

بالامس سقط القناع وبات العمل على اذكاء الفتنة بين المسيحيين واضحاً وجلياً فقد عنونت احدى الصحف الجديدة والممولة من ايران على صدر صفحتها الاولى ان القوات اللبنانية عادت للتسلح وان مجموعة مسلحة اعتقلت وكان بحوزتها خريطة لمنزل العماد عون في الرابية.

بداية لا بد من التساؤل عمن سرب الخبر الى صحيفة الفتنة حيث ان الخبر حمل تفاصيلاً عن انواع السلاح المصادر وعن الخريطة ونوع السيارات وارقامها ...(الا يفترض بالتحقيق ان يكون سرياً) ما يدل بوضوح ان التحريض والسعي للفتنة بين المسيحيين يسيران على قدم وساق ما يفترض التحقيق مع الجهة التي سربت الخبر والمعلومات، وما يؤكد ذلك كمية الاشاعات التي اعقبت الاعلان عن الخبر كما تولي موقع التيار الوطني نشر كافة المقالات المتعلقة بهذا الموضوع وصولاً الى حد الادعاء عن ان هذه المجموعة مرتبطة بمخطط لاحتلال كافة مكاتب التيار الوطني.

ان سريان الاشاعات ضمن صفوف مؤيدي التيار الوطني انما يدل على انعدام الثقافة السياسية لا بل اكثر من ذلك وهو انعدام الرؤية والقدرة على التحليل الموضوعي الذي اذا ما اعتمدناه لرأينا ان هناك من يعمل على اذكاء نار الفتنة والتفرقة بين المسيحيين سعياً لتغييب دورهم وحضورهم وذلك تسهيلاً لعملية الانقضاض مجدداً على لبنان، فهل يعقل ان يتهم العونيون القوات بارتكاب جريمة قتل الشيخ بيار فيما هم يرفضون توجيه الاتهام الى سوريا في اي من

الجرائم المرتكبة وذلك  بانتظار نتائج التحقيق كما يدعون.

وبالعودة الى الاساليب الرخيصة التي اعتمدت سابقاً للتشهير بالقوات وللتفرقة بين المسيحيين نتذكر جميعاً حادثة تفجير كنيسة سيدة النجاة والتي بات واضحاً اليوم من قام بها كما نتذكر عمليات القاء القنابل والعبوات في الاحياء المسيحية وذلك عقب حل حزب القوات وذلك لتحريض المجتمع ضدهم كما لا يجوز ان ننسى ان الادعاء بان القوات تتسلح وتتدرب ليس جديداً لا بل بدأ التسويق له منذ ان خرج الدكتور جعجع من السجن وكل ذلك تسهيلاً للانقضاض على المسيحيين مجدداً، كما لا ننسى حملات التشهير وتشويه السمعة والاضاءة على بعض التجاوزات وتضخيمها فيما تم تناسي آلاف الشهداء والمعوقين  اللذين سقطوا دفاعاً عن لبنان كما تم تناسي مشاريع التوأمة والاستشفاء والنقل المشترك والمساعدات الاجتماعية...

كل ذلك ولم يتعلم بعد هذا المجتمع المسيحي انه عرضة لعملية ابادة وهم لا يدركون انهم آخر مسيحيي هذا الشرق وان عليهم ان يتحصنوا في مواجهة الاشاعات المغرضة لا ان ينساقوا معها الى صراعات لن تكون نتيجتها الا زوالهم وسقوطهم.

اما الى صحيفة الفتنة فنقول ان المال الفارسي "النظيف" و"الشريف" و"الشرعي" يستطيع شراء بعض الاقلام الرخيصة وبعض اصحاب النفوس الصغيرة والمريضة المدججة بالحقد والتي ما اعتادت الا على التبعية لمحتل من هنا ووصي من هناك وبأن الاحرار في لبنان كثر والواعون كثر واقلام الحق لا بد من ان تنتصر على اقلام الفتنة وبأن العدالة آتية لا محالة.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها