عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

ابناء أرام شهداء مجازر سيفو

ايلي اصلان

يوما ما، سينصفنا التاريخ… نحن احفاد ارام الابن الخامس للنبيّ نوح، من وادي الرافدين وسهل شنعار (جنوب العراق) ابتدأ وجودنا. أسسنا عدّة ممالك من دجلة  حتى الساحل الفينيفي: ارام النهرين، ارام معكة، ارام دمشق وارام صوبا (عنجر اليوم).

خاض الاراميون حروب طويلة مع اليهود وكتبت عدّة اسفار من الكتاب المقدّس بالاراميّة، دانيال وطوبيا واستير وعزرا، وقد مسح النبيّ ايليّا حزائيل ملكا على ارام (1 ملوك 15:19).

انتقلت التسمية من الاراميين الى السريان بعد اعتناقنا المسيحية في انطاكيا نسبة للملك سورس، وقد باركنا مخلّصنا يسوع المسيح عندما قدّس هذه اللغة وتكلّم بها… كما وكتب رسالة الى الملك ابجر وارسل اليه ادّي الرسول فغدت الرها (اورفا- تركيا) اوّل مملكة مسيحيّة (بحسب التقليد).

امتدّت اللغة الارامية من مصر حتّى مشارف الصين واعتمدت في الادارات العامّة،  فكتب السريان في اللاهوت والفقه والفلسفة والرياضيّات والفلكّيات والطبّ والفيزياء والهندسة والبناء والموسيقى والأدب والزراعة  والتجارة. وكان لنشاطهم الاقتصاديّ والثقافيّ والتجاريّ والاجتماعيّ الأثر البليغ في الدولة الفارسيّة ثّم العربيّة بعدئذ، خصوصاً في عصر العباسييّن، فإذا بخلفائهم يهتمّون بالعلم والثقافة والعلماء والمفكّرين

امّا في عهد الصليبيين فكانت الرها اوّل مملكة مسيحيّة في الحملة الصليبّة الاولى عام 1096.

عن السيفو او مجزرة السيف 1915

لن ارثو مئات الوف الشهداء ولن استرسل في اظهار اساليب القتل والتعذيب والسبي الغير انسانيّة لن اصف دثر حضارة كاملة ولن استعرض الاسباب الجيوسياسيّة للمذبحة التي غيّرت الخريطة الديمغرافيّة والعرقيّة للمنطقة.

ساخبركم عن امثلة قرى مقاومة اختارت الحياة وفضّلت الموت على فقدان الحريّة:

 *بنابيل ( اي ابناء الله بالاراميّة ): ابناء هذه القرية رفضوا الاستسلام… انتشروا بين اشجار الزيتون وقاوموا… ثمّعادوا وانكفأوا نحو الحبيس وحوّلوا معابد اسلافهم الاراميين الى كنائس، زرعوا الصخر واقتاتوا بالقليل… هي بركة الغراب الذي ارسله الله لايليّا ماسح مليكهم وبقيوا حتّى قبيل انتهاء المذبحة… الى حين وصول المهاجمين الى دير الزعفران مقرّ البطركيّة انذاك… فتركوا المغر والكهوف واستلّوا صلبانهم وبنادقهم  لحماية الدير

 *ايوردو ( او عين ورد): اثنان وخمسون يوما دام الحصار وصمدت ايوردو من موجة الجراد الجرّار وجحافل البرابرة. اذابوا النحاس في بيوتهم وحوّلوه الى رصاص. اقاموا التحصينات واستنفذوا مؤنتهم. حتّى عجزت العشائر المهاجمة بعد تكبّدها خسائر كبيرة. فكانت الهدنة وتلاها اعمال خطف واغتيال على رأسهم القسّ بطرس كاهن القرية

 *ازخ: هنا.. باع المؤمنون ثيابهم واشتروا سيفا (لوقا 22:36).. هنا داست عذراء ازخ رأس الافعى واعادت المهاجمين من حيث اتوا مطأطئي الرأس وبقيت ازخ لتشهد على ايمان ابنائها حتّى الشهادة.

ليست صدفة ان ينزح احفاد هؤلاء المقاومين الى وطن الحريّة ربما هي سفينة جدّنا نوح التي طافت في بحر الدماء ورست بهم على جبل الارز. ليست صدفة بل هو قدر الاحرار ان يشارك احفاد هؤلاء المقاومين في معركة السنتين وحرب زحلة، وحصار دير القمر ليكرروا الشهادة حتّى الاستشهاد… وصدق من قال: انسان واحد، قضيّة واحدة ، في كلّ مكان وزمان.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها