هل لأنك تتكلم
اللغة
العربية فأنت عربي ؟!
اليانور سكران
–
الناصرة الاراضي المقدسة
قنبلة
تاريخية موقوتة أخذه بالتفجر رويدا ً رويدا ً ستكشف عن خبايا وقضايا جذور
وهوية شعب طُمست عبر التاريخ وبعد الاحتلال العربي، فهذه القنبلة ستفجر
حقيقة هوية ولغة الشعب المسيحي في الشرق الأوسط الغير عربية.
بعد مرور
مئات السنين على اعتقادنا بأننا عرب وهويتنا ولغتنا الام هي عربية نصطدم
بحقيقة غير متوقعة، حقيقة أشبه بصاعقة التي حلت علينا عند سماعها وبعد
إدراكها لكن مهما كان من الصعب تقبلها فإنها تبقى حقيقة لايمكننا أن نغيرها
أو ننكرها أو حتى تجاهلها.
لكل حقيقة
هناك أدلة وإثباتات، وأحد هذه ألأدلة على أننا لسنا عرب هي اللغة العامية
التي نتداولها يوميا، فهي تحتوي عل العديد من الكلمات والتعابير الغير
عربية والغير موجودة في القواميس والمعاجم العربية بل بقواميس اللغة
السريانية. فرغم محاولة طمس السريانية واستبدالها بالعربية بقي الشعب محافظ
على العديد من المصطلحات والكلمات التي يستخدمها لغاية يومنا هذا، فنحن
نقول "بوبو" هذه الكلمة السريانية الأصل والتي تعني طفل بالعربية ما زلنا
نستخدمها، أو نحن نقول أيضا "واوا" وليس وجع أو الم ونقول برا و جوا وليس
في الداخل والخارج ونقول ونقول ونقول... فذلك جزء لا يتجزأ من العديد من
الكلمات، فمن أين لنا بهذه التعابير والمصطلحات ؟!!!
إن ذلك يرسم
العديد من علامات الاستفهام والتعجب في أذهاننا و ذلك بحق فنحن شعب غريب
عجيب ينطق بلغته الأم طوال هذه السنوات دون أن يدرك الحقيقة مصدقا ً كذبة
عروبته.
إلى هذا الحد
كانت محاولة ناجحة دفن هوية شعب عن طريق طمس لغته واستبدالها بأخرى ؟
نعم وللأسف
لقد نجحت وبجزء كبير لكن ذلك كان في الماضي.
نجد اليوم
العديد من العلماء والمؤسسات ورجال الدين في داخل الأراضي المقدسة ولبنان
وسوريا والعراق وحتى أوروبا وأمريكا يعملون على إعادة إحياء هذه اللغة
وإرجاع هوية شعب دفنت تحت انقاد التاريخ والاحتلال.
ففي حيفا نظمت
لجنة التراث السرياني في مقر الجمعية
الرسولية
المارونية ندوة بعنوان"اللغة والهوية" قدمها الأخ ي. - مجاز في علم الآثار
واللغات.
حضر
اللقاء ما يقارب ال65 شخص علماني من مختلف الرعايا المسيحية في حيفا
وضواحيها للاشتراك فيها وللتعرف على حقيقة هويتهم.
عدسة
: اليانور
وكما جاء في
هذه الندوة و في الكتب والمصادر التاريخية، أن اللغة السريانية هي لغة
مقدسة لان سيدنا المسيح تكلم بها، وأمه العذراء القديسة مريم خاطبته بها
والرسل والقديسين بشروا بها، اللغة السريانية هي لغة الأجداد ، إن شعبنا
المسيحي وبتعدده الكنسي في الأراضي المقدسة وفي لبنان ، سوريا والعراق كان
يتكلم بلهجتها المختلفة.
بدأت تتلاشى
وتضعف اللغة السريانية بسبب الاحتلال العربي إذ بدأت تأخذ اللغة العربية
مكان السريانية في المدن وانتشرت بعدها إلى القرى وتحولت إلى اللغة الرسمية
للبلاد.
اللغة
السريانية لم تنقرض إذ يوجد ثلاث قرى في سوريا يتكلم سكانها بها، ومنها
معلولا القرية المسيحية والقريتان بخعا وجبعدين.
كما في نهاية
اللقاء بيع كتاب لتعليم اللغة السريانية اسمه "تعلم لغة الأجداد" من
تأليف معلم اللغة أمير خلول الذي ألف الكتاب حين شده الحنين إلى أصله هادفا
بتعليم اللغة وإعادة إحيائها وإحياء هوية شعبه وتعريفه على أصلهم لأن من
نكر أصله فلا أصل له. |