عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

اين شعر السريان الاراميين ؟!

ماهر هادي

 

لماذا طغى الشعر الجاهلي والاموي وما بعده على ثقافة المجتمع من المحيط الى الخليج حتى اصبح الصغير والكبير يحفظه في حين لا نكاد نسمع بشعر سرياني او باسماء شعراء سريان ونحن في بلاد السريان لا يمكن القول ان هذا بسبب الثقافه القسريه الدينيه او بسبب ثقافة البعث لاحقا , كون الشعر حاله اجتماعيه عامه لا يمكن فرض الاعجاب به او محوه بالقوه او بالسياسه لا نكاد نسمع باكثر من عشرين شاعرا سريانيا خلال التاريخ القديم وهم شبه مجهولين للعامه معظم اشعارهم كانت مواعظ دينيه وكانوا اقرب الى كونهم رجال دين يقرضون بعض الشعروبرغم استمرار المرحله السريانيه لاكثر من الفي سنه لكن الشعر الجاهلي تفوق عليها رغم انه لا يمتد عمقاً لاكثر من مئة سنه قبل البعثه النبويه  ومع ذلك فقد شكل حالة ادبيه مدهشه ما تزال تثير الاعجاب و ما تزال تعتبر عقدة للادب العالمي ولو كان امرؤ القيس او المتنبي من بلد يمتلك قوة دعائيه لكان اسمهما اهم من اسم شكسبير رغم ان السريانيه رفدت الفصحى بالكثير ولا شك ان بحور الشعر السريانيه كانت من تلك الروافد ايضا.

لكن الشعر السرياني انكفأ امام الفصيح وكأنه لم يجد مجال للمنافسه ام انه وجده بديلا كافيا ووافيا عنه ؟

اين الثلاث ملايين بيت شعر التي نظمها مار افرام السرياني الذي عاصر بدايات الشعر الجاهلي او اين قصائد الشاعر الفيلسوف برديصان !

لماذا لم ينقل السريان قصائدهم الى الفصحى وهم الذين نقلوا معظم معارف الامم اليها في الفتره الامويه والعباسيه كتب مار افرام السرياني قصيدة الموت:

لقد رفضت فضة الأغنياء وهداياهم عجزت عن أن ترشينى أسياد العبيد لم يستطيعوا أبداً أن يغرونى لآخذ عبداً بدل سيده، أو فقيراً بدل غنياً أو شيخاً بدل طفلاً، الحكماء ربما يستطيعون ترويض الوحوش ولكن آلام حكمتهم لن يدخل إلى أذنى
الكل ربما يدعوننى
"رافض الطلبات" ولكنى، مجرد، أفى بوعدى لمن دعوته أنا أصنع فقـط ما أُمرت به وكتب زهير بن أبي سلمى في الموت يقول :

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ..  وإن يرق أسباب السماء بسلم عنترة بن شداد :

فأجبتها أن المنية منهل .. لا بد أن أسقى بكأس المنهل  أبوا العتاهية :

لم يشعل الموت عنا مذ أعد لنا ..  وكلنا عنه باللذات مشغول.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها