عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

الموارنة يستعيدون لغتهم السريانية لإحياء نفوذهم في لبنان


2012-10-09
أرسل الخبر

قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية، في ما ننقله لكم في العالمية إنّ الكثير من موارنة لبنان يعتقدون أن أفضل وسيلة لإعادة إحياء دورهم هي استعادة اللغة السريانية.

 وذكرت في تقرير لها إنّ الموارنة كانوا أصحاب نفوذ كبير دفع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى القول في أحد الأيام:

 "الطريق إلى القدس تمرّ عبر جونية"، في إشارة منه إلى البلدة البحرية الواقعة شمال بيروت والتي كانت تشكل حصناً للميليشيات المسيحية خلال الحرب اللبنانية.

ويتابع أنّ هذه العبارة التي أطلقها عرفات ما زالت لاذعة وتثير الكثير من المشاعر بالنسبة للموارنة ولو بعد أكثر من 30 عاماً، فهم ما زالوا يخافون من التهميش. فقد ضعف نفوذهم السياسي بالترافق مع تناقص أعدادهم، كنتيجة للهجرات المتواصلة في لبنان الحرب الاهلية، ومعدل الولادات المرتفع لدى المسلمين في المقابل.

ولم يجر لبنان أيّ تعداد لسكانه منذ عام 1932 لكنّ بعض الخبراء يشيرون إلى أنّ الموارنة يشكلون ما نسبته 20 في المئة من اللبنانيين اليوم، ويضاف إليهم 19 في المئة من الطوائف المسيحية الأخرى، وهو انخفاض كبير في نسبتهم عما كان عليه الأمر عام 1926 الذي سجل وجوداً مسيحياً في لبنان نسبته 84 في المئة، مع أغلبية مارونية من بين الطوائف الـ17 المعترف بها.

ومع انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وإعادة تشكيل النظام السياسي اللبناني من خلال اتفاق الطائف، بات رئيس الوزراء (السنّي) أكثر قوة من رئيس الجمهورية. كما قسم عدد النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بعد أن كان العدد 6 مسيحيين مقابل 5 مسلمين.

كما يتخوف الموارنة أيضاً من صعود الحركات الإسلامية في المنطقة ما سيأتي بتمييز واضطهاد بحقهم، وهي مخاوف يتشاركونها مع مسيحيين آخرين في الشرق الأوسط ككل، كالأقباط في مصر والآشوريين في العراق، على الرغم من التقليد اللبناني الراسخ الخاص بحرية الأديان.

اللغة والأرض

ويشير التقرير إلى أنّ بعض الموارنة يؤمن أنّ أفضل طريقة لتبطيء أو إنهاء الإنزلاق إلى الهاوية هي العودة إلى السريانية؛ اللغة القديمة للصلوات المسيحية في بلاد الشام. ومع تتبع تراث الكنيسة المارونية بالذات وصولاً إلى القرن الرابع الميلادي نجد أنّ الموارنة تحدثوا الآرامية في حياتهم اليومية حتى القرن الثالث عشر الميلادي.

وفي هذا الإطار يعمل هيثم الشاعر رئيس جمعية بني قيومو (أبناء العهد)، وهي منظمة غير حكومية، على إعادة إحياء "لغة المسيح" في المجتمع الماروني اللبناني. ويؤمن أنّ هذا الأمر سيعزز هويتهم.

ويعبر الشاعر عن ذلك بالقول: في لبنان نقول "أرض لبنان تصرخ بالسريانية".

http://saidaonline.com/news.php?go=fullnews&newsid=50248

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها