اقرأ
المزيد...
المطران يعقوب
اوجين مَنّا
من باقوفا-العراق
(1867-1929)
قاموس
آرامي-عربي
دليل الراغبين
في لغة الآراميين
(ننشر هنا المقدمة
التاريخية الهامة جدا والتي كتبها المطران العلامة يعقوب اوكين منّا عن
تاريخ شعبنا، وذلك لأهميتها القومية في توضيح الأصل الآرامي.)
- في تسمية
الآراميين بالسريان-
- في بلا د السريان
ولغتهم الصحيحة-
ان ما حملنا
الى افراد فصل خصوصّي للموادّ المذكورة حسم النزاع الواقع فيها بين كثير من
الكلدان والسريان. لكون كل منهما يدّعي الاصالة والقدمهةّ لنفسهِ دون
استنادٍ على دليل راهن او برهان علمّي مكين. فبياناً لحقيقة الامر ومنعاً
للمشاجرات نقول انّ جميع القبائل الساكنة قديماً
في البلاد الفسيحة الواسعة المحدودة ببلاد الفرس شرقاً والبحر المتوسط
غرباً وبلاد الارمن وبلاد اليونان في آسيا الصغرى شمالاً وحدود جزيرة العرب
جنوباً كانت قاطبةً معروفة ببني آرام او الآراميين.
نعم انّ بعضاً من هذه
القبائل كانت تسمّى ايضا باسماء خصوصية كتسمية اهل بابل ومايجاورها
بالكلدانيين وتسمية سكًان مملكة آثور بالآثوريين وتسمية اهل الشام
بالآدوميين ولكن مع ذلك كانت تسمية الآراميين تشملهم جميعاً. كما انّ تسمية
الطّي مثلاً وقريش وحمير وكنانة لا تخرج هذه القبائل من كونهم عرباً.
اما كون اهل بابل وآثور
آراميين فظاهر مماّ ورد في سفر دانيال عن الكلدان حيث يقال
ܘܡܠܠܘ ܟܠܕܝܐ ܩܕܡ ܡܠܟܐ ܐܪܡܐܝܬ
أي
وتكلّم الكلدانيون امام الملك بالآرامية. ( دانيال 4:2 ) وذكر عزرا الكاتب
انّ سكان السامرة قدّموا الى ارتحششت ملك الفرس المالك يومئذ في بابل عريضة
بها يشكون على اليهود وكانت بالآرامية
ܘܟܬܒܐ ܕܐܓܪܬܐ ܟܬܝܒ ܗܘܐ ܐܪܡܐܝܬ؛ ܘܡܬܬܪܓܡ ܗܘܐ ܐܪܡܐܝܬ
اي وكتاب الرسالة كان
مكتوباً بالآرامية وترجمتة بالآرامية (عزرا 7:3) وذُكرو في سفر الملوك
الثاني انّ وزراء حزقيآء الملك طلبوا الى قائد سنحاريب ملك آثور ان يخاطبهم
بلغتهِ الآرامية قائلين:
ܡܠܠ ܥܡ
ܥܒܕܝܟ ܐܪܡܐܝܬ ܡܛܠ ܕܫܡܥܝܢܢ ܘܠܐ ܐܡܠܠ ܥܡܢ ܝܗܘܕܐܝܬ ܩܕܡ ܥܡܐ ܕܥܠ ܫܘܪܐ
اي خاطب عبيدك
بالآرامية لاننا نفهم ولا تخاطبنا بالعبرانيّة امام الشعب الوقف على السور.
فالكلدانيون اذاً والآثوريون آراميون والاّ لما كانت لغة ملوكهم
الرسمية آرامية حتى بعد انتقال صولجان ملكهم الى يد الغرباء. وناهيك انّ
بلاد بابل واثور سميت في جميع الاجيال حتى بعد استيلاء العرب عليها
ܒܝܬ
ܐܪܡܝܵܐ
اعني بلاد الآراميين.
ولا حاجة الى ايراد الشواهد غير المحصاة لاثبات ذلك وهو
حقيقة يقربها مذعناً من كان لهُ ادنى المام باخبار
الكنيسة الشرقية لانّ كتب اجدادنا مشحونة من ذكر ذلك.
وكذا بلاد
ما بين النهرين عُرفت دائما ببلاد آرام.
ذُكر في سفر التكوين (10:24) ان اليعازر عبد ابراهيم سافر الى آرام نهرَين
الى مدينة ناحور ليخطب زوجةً لاسحاق
ܘܩܡ
ܘܐܙܠ ܠܐܪܡ ܢܗܪܝܢ ܠܩܪܝܬܐ ܕܢܚܘܪ
وفي
الفصل الحادي والثلاثين يدُعى لابان الحرّاني الجزري آرميا
ܐܪܡܝܐ
وقد اثبت هذا القول المؤلفون الكنسيون ايضاً فانهم وان سمًوا اهل الجزيرة
تارة سرياناً واخرى فرثيين نسبة الى نهر الفرات الا انهم يسّمونهم غالباّ
باسمهم آراميين. قد ذكرا وسابيوس
القيسري في تاريخهِ البيعي السفر الأول المبحث الثالث عشر انّ الرسالة التي
بعث بها ابجر ملك الرها الى ربنّا ايشوع المسيح كانت محفوظة في خزانة تلك
الدولة باللغة الآرامية وكذلك جميع القيودات والاخبار المنو طة باعمال
مملكة الرها كانت بالآرامية.
وفي السفر الرابع المبحث
السادس والعشرين الذي عنوانهُ:
ܥܠ ܒܪܕܝܨܢ
ܐܪܡܝܐ
اي في برديصان الآرامي .
يقول :
ܘܒܝܬ
ܢܗܪܵܘܬܐ ܒܐܘܪܗܝ ܒܪܕܝܨܢ ܓܒܪܐ ܝܕܝܥܐ؛ ܕܒܠܫܢܐ ܐܪܡܝܐ ܡܗܝܪ ܗܘܐ ܛܒ، ܘܠܘܩܒܠ ܗܠܝܢ
ܕܒܝܬ ܡܪܩܝܘܢ ܘܠܘܩܒܠ ܐܚܪܵܢܐ ܕܩܝܡܝܢ ܥܠ ܐܦܵܝ ܝܘܠܦܢܵܐ ܡܦܪܵܫܐ؛ ܘܐܟܬܒܗ ܠܡܐܡܪܐ
ܒܠܫܢܐ ܕܝܠܗ؛ ܥܡ ܡܐܡܪܵܐ ܐܚܪܵܢܐ ܣܓܝܵܐܐ ܕܐܟܬܒ؛ ܐܝܬ ܗܘܘ ܠܗ ܕܝܢ ܝܕܘܵܥܐ ܣܓܝܵܐܐ
ܕܚܝܠܬܢܝܢ ܒܡܠܬܐ؛ ܘܗܢܘܢ ܐܦܩܘ ܐܢܘܢ ܠܡܐܡܪܵܘܗܝ ܡܢ ܠܫܢܐ ܐܪܡܝܐ ܠܝܘܢܝܐ اي
وبين النهرين في الرها برديصان الذائع الصيت الماهر جدّا باللغة الآرامية
كتب بلغته مقالةً ضد اشياع مرقيون وغيرهم من الذين يناضلون عن بدعِ مختلفة
وكتب مقالات اخرى عديدة واذ كان لهُ كثير من معارف اقوياء بالكلام فقد
نقلوا مقالاتهِ من الآرامية الى اليونانية. وقال يعقوب السروجيّ في تقريظه
لماري افرام:
ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ ܐܪܡܝܘܬܐ؛ ܘܒܗ ܐܬܩܪܒܬ ܕܬܡܛܐ ܠܫܘܦܪܵܐ
ܪܵܘܚܢܝܐ
اي هذا الذي
اضحى اكليلاً للامة الآرامية جمعاء
وبِه نالت محاسن روحية. وقال عن العذارى الرهاويات تلميذات القديس افرام
مشبهاً اياهنً بالعبرانيات:
ܝܒܒ
ܗܘܝ ܓܝܪ ܥܒܪܵܝܬܐ ܒܦܠܓܝܵܗܝܢ؛ ܘܗܪܟܐ ܡܫܒܚܢ ܐܪܡܝܬܐ ܒܡܕܪܵܫܝܗܝܢ
اي
رتلت العبرانيات بدفوفهنّ وهنا تمجد الآراميات
بمقالاتهنً. فترى من الشواهد الموردة
وغيرها ان اهل الرها والجزيرة باسرها كانوا
آراميين ملةً ولغةً.
واما سكان الشام فالامر اوضح
من بيان وكفانا دليلاً ماجاء في سفر الملوك الثاني(6:16) عن راصان ملك دمشق
قاعدة الشام حيث يقال: ܒܙܒܢܐ
ܗܘ ܐܗܦܟ ܪܨܢ ܡܠܟܐ ܕܐܪܡ ܠܐܝܠܬ ܠܐܪܡ ܘܐܦܩ ܠܝܗܘܕܐ ܡܢ ܐܝܠܬ
ܘܐܪܡܝܵܐ ܐܬܘ ܠܐܝܠܬ ܘܝܬܒ ܬܡܢ ܥܕܡܐ ܠܝܘܡܢܐ
اي في ذلك الزمان اعاد راصان
ملك آرام ايلة الى آرام واخرج اليهود من ايلة فاتى الآراميون الى ايلة
وسكنوا هناك الى اليوم.
وستاتيك شهادات المؤلفين
الكنسيين اثباتاً لذلك. فقد ااتضح اذا انّ جميع
البلاد المعروفة بالسريانية سواء كانت شرقية ام غربية كانت معروفة في قديم
الزمان بالآرامية وهذه كانت تسميتها الحقيقية.
فمتى اذا وكيف سميت
بالسريانية.
قد اختلفت ارآء
العلمآء في لفظة سوريا التي منها سميي السريان اي اختلاف. فلقد ذهب البعض
منهم لا سيما العلمآء في اصل لفظة سوريا مشتقة من آثور او آشور اشتقها
اليونانيون بعد استيلاء ملوك الآثوريين على الديار الشامية. قال المعلم
المشهور رينان الفرنساوي في تاريخ اللغات السامية "اخبراً
ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا
التي ليست الا اختصار آسوريا ( اعني آثوراو اثورياً حسب اللفظ اليوناني)
وهو اسم عام كان يطلق اليونانيين على آسيا الداخلة كلها.
لكن مع ذلك لم يُفقد اسم
آرام من بلاد الشرق بالكلية بل اختصً بالآراميين
الذين لم يعتنقوا الديانة المسيحية كالنبط واهل مدينة حران
ولهذا السبب جُعلت لفظة الآرامي عند علمآء اللغة السريانية مرادفة
للفظة الصابيء والوثني وقال غيرهم ان سورياً متأتية من مدينة صور قاعدة
بلاد فونيقية أو خارو المصرية لانّ المصريين كانوا يسمّون جميع البلاد
الواقعة الى سواحل المتوسّط خارو ثم بُدّلت خارو بشارو ثم أو سورياً
لمقاربة اللفظ.
امّا المؤلفون السريانيون من
الشرقيين والغربيين فيزعمون ان لفظة سوريا متاتية من
ܣܘܪܘܣ
سوروس وهو رجل
من الجنس الآرامي بنى على زعمهم مدينة انطاكية واستولى على بلاد سوريا وما
بين النهرين ومنه سميت البلاد سوريا واهلها سريانيين كما يسمى اليوم جميع
سكان المملكة العثمانية عثمانيين. قال ابن علي صاحب القاموس الشهير
ܣܘܪܝܐ ܬܘܒ ܟܠܗ ܐܬܪܐ ܕܡܢ ܐܢܛܝܘܟܝ ܘܥܕܡܐ ܠܐܘܪܗܝ؛ ܘܥܠ ܫܡ
ܣܘܪܘܣ ܐܬܩܪܝܬ ܗܘ ܕܩܛܠ ܠܐܚܘܗܝ ܘܐܡܠܟ ܒܝܬ ܢܗܪܵܘܬܐ
اي يُراد بسوريا كل البلاد
الممدة من انطاكية الى الرها وانما دُعيت سوريا نسبةً الى سوروس الذي قتل
اخاهُ وملك بيتدن النهرين .
وقال حسن ابن بهلول في
قاموسهِ ܣܘܪܝܐ
ܥܠ ܫܡ ܣܘܪܘܣ ܐܬܩܪܝܬ ܐܢ ܟܕ ܚܝ ܘܐܢ ܟܕ ܡܝܝܬ ܗܘ ܕܩܛܠ ܠܐܚܘܗܝ ܘܐܡܠܟ ܒܝܬ ܢܗܪܵܘܬܐ
ܘܐܬܩܪܝܬ ܐܪܥܐ ܟܠܗ ܕܐܘܚܕܢܗ ܒܝܬ ܣܘܪܝܐ؛ ܘܡܢ ܩܕܝܡ ܣܘܪܝܝܵܐ ܐܪܵܡܝܐ ܡܬܩܪܝܢ ܗܘܘ؛
ܘܟܕ ܐܡܠܟ ܡܢܗܘܢ ܥܠܝܗܘܢ ܣܘܪܘܣ ܗܝܕܝܢ ܐܬܩܪܝܘ ܣܘܪܝܝܵܐ
اي ان سوريا مشتقة من سوروس
سوآء كان حياّ ام ميتاَ وهذا سوروس كان قد قتل اخاهُ وملك بين النهرين
فسميت مملكتهُ كلها سوريا فان السريان قديماً
كانوا يُسَمون آراميين واذ ملك منهم فيهم سوروس فحينئذٍ سموا
سرياناً.
وقال ابن الصليني في كتاب
المسمى
(ܐܪܘܥܘܬܐ)
في الفصل الرابع عشر
ضد اليونانيين.
ܐܠܐ ܒܚܣܕܐ ܬܘܒ ܩܪܝܢ ܠܢ (ܐܘܟܝܬ ܝܘܢܝܵܐ) ܚܠܦ ܣܘܪܝܝܵܐ؛
ܝܥܩܘܒܝܵܐ؛ ܕܠܩܘܒܠܗܘܢ ܐܡܪܝܢܢ؛ ܕܐܦܠܐ ܫܡܐ ܕܣܘܪܝܝܵܐ ܕܐܪܝܡܬܘܢ ܡܢܢ ܡܥܠܝ؛ ܡܛܠ
ܕܥܠ ܫܡܐ ܕܡܬܩܪܐ ܣܘܪܘܣ ܐܬܝ ܐܝܢܐ ܕܐܡܠܟ ܒܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܐܬܩܪܝܬ ܥܠ ܫܡܗ ܣܘܪܝܐ؛؛؛
ܚܢܢ ܓܝܪ ܒܢܵܝ ܐܪܡ ܐܝܬܝܢ؛ ܘܥܠ ܫܡܗ ܡܬܩܪܝܢ ܗܘܝܢ ܒܙܒܢ ܐܪܡܝܵܐ؛
اي لكنهم (اعني اليونانيين)
يسموننا تعييراً لنا عوض السريان يعاقبة ونحن نردهم قائلين ان اسم السريان
الذي سلبتموه عنا ليس عندنا من الاسمآء الشريفة لكونه متاتياً من اسم سوروس
الذي ملك في انطاكية فدعيت باسمِه سوريا... اما
نحن فاننا من بني
آرام وباسمهِ كنا نسمى يوما آراميين.
وقال موضع اخر من كتاب
المذكور
ܘܣܘܪܝܝܵܐ
ܐܬܩܪܝܢ ܥܠ ܫܡ ܣܘܪܘܣ ܗܘ ܕܒܢܐ ܠܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܐܬܪܗ ܘܐܬܩܪܝܬ ܥܠ ܫܡܗ ܣܘܪܝܐ
أى وسمينا سريانا من
اسم سوروس الذي عمر انطاكية والبلاد المجاورة لها فسميت باسمهِ سوريا.
وكذلك قال صاحب كتاب جنة
النعيم (ܓܢܬ
ܒܘܣܡܵܐ)
وهو كتاب نفيس تشرَح فيه
فصول الكتب المقدسة مرتبةً لمدار السنة
حسب طقس المشارقة.
غير انهُ مهما كان من صحة الآرآء المذكورة وبطلانها فلا ريب في النتائج
الآتية وهي؛
اولاً ان
السريان عموماً شرقيين أم غربيين لم يكونوا في قديم الزمان يسّمون سرياناً
بل آراميين نسبة الى جدّهم آرام بن سام بن نوح .
ثانياً ان اسم السريان لا
يمكن ان يرتقي عهده عندهم الى اكثر من اربعمائة أو خمس مائة سنة قبل
التاريخ المسيحي خلافاً لمن يحاول ان يجعل اسم السريان قديماً اصلا
للآراميين.لانه لو كان الامر كذلك لذُكر عند القدمآء وورد ولو مرة واحدة في
العهد القديم كلهِ. ولا يعرض علينا بان الكتاب المقدس لا يعنيه ذكر اسمآء
القبائل وهو لم يذكر الكرد والترك مع وجودهم من قديم الزمان . نعم لم تكن
غاية كتاب اللهِ ذكر القبائل و التصدي لتسمية شعوب لم يكن لها علاقة وخلطة
مع الشعب الاسرائيلي كما كان الكرد والترك ولكن من المحال القول ان الكتاب
المقدس لم يقصد ان يذكر ولو مرة واحدة اسم اقوامٍ شنوا غاراتٍ متصلة في
بلاد فلسطين وصارت لهم علاقات ومعاطيات غير منقطعة مع اليهود كما كان حال
السريان.
ثالثا ان اسم السريان لم
يدخل على الآراميين الشرقيين اي الكلدان والاثوريين الا بعد المسيح على يد
الرسل الذين تلمذوا هذه الديار لانهم كانوا جميعاً من سوريا فلسطين وذلك اذ
كان اجدادنا الاولون المنتصرون شديدي التمسك بالدين المسيحي الحق أحبوا ان
يسموا باسم مبشريهم فتركوا اسمهم القديم واتخذوا
اسم السريان ليمتازوا عن بني جنسهم الآراميين الوثنيين ولذا
اضحت لفظة الآرامي (ܐܪܡܝܐ)
مرادفة للفظة الصابىء والوثني ولفظة السرياني مرادفة للمسيحي والنصراني الى
اليوم.
والبلاد السريانية تقَسم
الى قسمين عظيمين شرقي وغربي وهذه القسمة يمكن اعتبارها على ثلاثة اوجه اي
طبيعية ومدينة وكنيسة. فالبلاد السريانية الشرقية بالقسمة الطبيعية تشمل
على جميع البلاد المحدوة بنهر الفرات غرباً وبلاد الارمن شمالاً ومملكة
العجم شِرقاً والخليج الفارسّي وجزيرة العرب جنوباً وهذا امر واضح لا
يتجرّا على انكارِه الاّ من جهل التواريخ القديمة والحديثة جملةً. لانهُ من
العلوم الذي لا يشوبهُ ادنى ريب ان البلادالاصلية في مملكة الكلدان سواءً
كانت بابلية أم اثورية كانت البلاد المذكورة اعلاهُ ولذا فقد سميت في
التواريخ الحديثة بسوريا الخارجة
ܣܘܪܝܐ
ܒܪܝܬܐ
اما البلاد السريانبة
الغربية فيشتمل بحصر الكلام على ما وراء نهر الفرات الى البحر المتوسط اي
على البلاد المعروفة اليوم بسوريا ولذلك دُعيت سوريا على وجه الاطلاق أو
سوريا الداخلة
ܣܘܪܝܐ ܓܘܝܬܐ
واذا لاحظنا
القسمة فالبلاد السريانية الشرقية كانت تمتد اينما امتدّت الدولة الفارسية.
والبلاد السريانية الغربية
كانت محصورة حدود المملكة الرومانية.
والقسمة الكنيسة تكاد لا
تخالف القسمة المدنية فانّ سلطة بطركية بابل كانت تشمل القسم الشرقي من
بلاد الجزيرة اي نصيبيين ولواحقها وقسماً من بلاد ارمينية واثور ومادي
وفارس وبلاد العرب والقطريين والهند والصين أيضاً.
واما البطركية الانطاكية فلم
تكن مستولية الا على سريان القسم الغربي من الجزيرة وسوريا الداخلة
فقط.
اما لغة هذه
البلاد فتنقسم اليوم الى لهجتين شرقية وغربية اما الشرقية فهي لغة الكلدان
الكاثوليك والنساطرة اينما كانوا وهي اللغة الآرامية الصحيحة القديمة
المستعملة يوماً في مملكتي بابل ونينوى العظيمتين والجزيرة والشام ولبنان
وما يجاور هذه البلاد كما يقر بذلك الخبيرون من الموارنة خاصة وكما قد
اثبتهُ العلاّمة السيّد المطران اقليميس يوسف داود في مقدمة نحوهِ السرياني
العربي ببراهين قاطعة وحجج دامغة ضد ابن العبري وغيره من الغربيين
المتاخرين .
واما اللغة الغربية المعروفة
في زماننا بالسريانية بلا قيدٍ فهي لغة الموارنة والسريان الأرثوذكس
الكاثوليك حيث وجدوا وهذه لا نجد اثراً لاستعمالها في جميع البلاد الآرامية
ماخلا جبال طور عبدين في قرب ماردين وهذا ايضا قد بينهُ جليا المثلث الرحمة
المطران يوسف داود في مقدمة نحوهِ المذكور الساعة.
فلذا لا مانع ان نتخذها لغة
جبليةً متولدة من فساد اللغة الآرامية الفصيحة قد نشرها متأخراً بعض علماء
السريان الأرثوذكس وجعلوها عامةً في الطقس السرياني كي يمتازوا عن النساطرة
لشدة العداوة الدينية الكائنة بينهم.
ومن االسريان الأرثوذكس
اتصلت الى الموارنة لان الاولين من الشرقيين والغربيين لم يذكروا ابداً هذا
الفرق الموجود اليوم بين اللهجتين وزد على ذلك ان اهلِ الجزيرة حتى الرها
التي اليها ينتسب الغربيون المتاخرون لغتهم لم يكونوا يلفظون اللغة
الآرامية لفظ الغربيين بل الشرقيين وهذا امر مؤكد كل التاكيد والادلة على
ذلك كثيرة اولاً ما نقل الى اللغات الاجنبية من اسماء الاعلام المستعملة في
الرها ونواحيها فانها كلها على لفظ الشرقيين لا على الغربيين فمن ذلك رُها
. بَردَيصان . أدى. عبشلاما. برشميا . عبدا. حبيب. كوريا . شَمونا. رَبّولا
. نوحاما . (ابو برديصان) لا رُهو. برديصون. آدى. عبشلومو . برسميو . عبدو
حابين. كوريو. شمونو . سوبو. رابولو. نوحومو . كما يلفظها الغربيون اليوم.
ثانياً ما نص علية في مبادى
الجيل السابع يعقوب الرهاوي الشهير في نحوهِ اذ عدّ حركات اللغة الآرامية
سبعاً كما عند الشرقيين وحصرها بهذه الجملة
ܒܢܝܚܘ ܬܚܝܢ ܐܘܪܗܝ ܐܡܢ
والحال ان الحركات
اليوم لدى الغربيين خمس . ومن امعن النظر متدققاً في الجملة المذكورة يتاكد
انّ قائلها نطق بها على طريقة الشرقيين اي: بْنحيو تحان اورهاي إمن.
لا كما يلفظ الغربيون:
بنحيو تحيان اورهوي آمان.
والا لاختلطت حركة النون في
ܢܝܚܘ
مع حركة التاء في
ܬܚܝܢ
وحركةالحاء في
ܢܝܚܘ
مع حركة الهمزة فيܐܘܪܗܝ
وحركة الهمزة مع حركة الهاء في
ܐܘܪܗܝ
ثالثاً
ان القديس افرام الف تسبحةً جعل اوّل كل بيت منها حرفاً من احرف اسم يسوع
المسيح الكريم
ܝܫܘܥ
ܡܫܝܚܐ
فالبيت الاول بدأةُ بالياء والثاني بالالف او الهمزة والثالث بالشين وهلمّ
جرًّا.
وهذا دليل صريح على ان
القديس افرام المعظم كان يلفظ ويكتب اسم يسوع المسجود لهُ كالشرقيين اي
ܝܫܘܥ
بالف دقيقة على الياء لا
ܝܫܘܥ
كالغربيين والا لما جعل البيت الثاني مبتدئاً بالالف . وهذه التسجة محفوظة
في طقس الكلدان والموارنة وهي:
ܢܘܗܪܐ ܕܢܚ ܠܙܕܝܵܩܐ
والدليل الرابع
القاطع الذي يرفع كل شبهة ما ورد في سفر التكوين الفصل الحادي والثلاثين
العدد السابع والاربعين وهو ان لابان الحرّاني وابن اختهِ يعقوب ابا
الاسباط اقاما رُجمة من حجارة تكون شهادةً على عهد ضرباهُ بينهما فسماها
لآبان بلغتهِ الآرامية الكلدانية
ܝܓܪ ܣܗܕܘܬܐ
.
وسماها يعقوب بلغتهِ
العبرانية جلعاد او جلعيد فهذه الجملة التي نطق بها لابان الجزري الحرّاني
بنحو الفٍ وخمس مائه سنة قبل المسيح هي آرامية شرقية اي كلدانية لانها
ملفوظة بالعبرانية والعربية وغيرهما : يْغَر ساهْدوثا: كالشرقيين لا :
كالغربيين. فقد اتضح اذًا ان لغة اهل الرها والجزيرة باسرها كانت دائماً
لغة الشرقيين بعينها لا لغة الغربيين .
ومن ذلك يظهر غلط من ادعى ان
القديس افرام سريانياً غربياً لاننا ان لاحظنا وطنهُ ومنشاُه فهو شرقًي
لكون مسقط راسهِ مدينة نصيبين التي كانت من اعظم مطرنيات الكلدان واشرفهنً
وان اعتبرنا البلدة التي قضى فيها جانباً من حياتهِ وفيها انتقل الى جوار
ربهِ فهي الرها التي كانت تحت حكم ملوك الروم الاً انها كانت حقا مدينة
شرقية وناهيك ان مدرستها العظيمة الشهيرة انشأها القديس افرام للشرقيين
خصوصاً ولذا سُمًيت مدرسة الفرس.
https://archive.org/stream/SyriacArabicDictionary/MannaDictionary#page/n0/mode/2up
فصلٌ
في ذكر الكتب التي اخذنا مواد
كتابنا هذا عدا الكتاب المقدس
(1)
قاموس
حسن ابن بهلول الشهير.
(2)
قاموس العلاًمة شميث
السرياني اللاتيني.
(3)
لباب الاب القرداحي
الماروني.
(4)
قاموس السيد توما اودو
مطران اورميا الكلداني.
(5)
قاموس ميخائيل السرياني
اللاتيني.
(6)
كنز المفردات السريانية اللاتينية تاليف الاب برون اليسوعي.
(7)
مقتطفات ربن حونين الطبيب وعنايشوع الملفان.
(8)
مقطتقات اخرى لمؤلفين مختلفيت.
(9)
زهرة المعارف ليعقوب القطربلي.
(10)
ترجمان اللغة السريانية.
(11)
مباحث القديس يعقوب فرهاد الحكيم الفارسيً.
(12)
مؤلفات القديس افرام طبعة رومة وطبعة المعلم لامى.
(13)
ميامر نرسي الملفان الشهير وهي زهآء مئة ميمر.
(14)
رسائل يشوعهب الحزّي الباطريرك البديعة.
(15)
رسائل طيمثأوس الكبير الباطريرك الشهيرة.
(16)
شرح اسرار البيعة تاليف طيمثأوس الثاني الباطريرك
(17)
شرح اسرار البيعة لكيوركيس اسقف اربيل.
(18)
اسباب الاعياد لتوما الرهاوي وقيورا تلميذهِ.
(19)
فردوس عبد يشوع الصوباوي.
(20)
مرجانه عبد يشوع الصوباوي.
(21)
مجموع قوانين المجامع لعبد يشوع الصوباوي.
(22)
الاحكام
البيعة لعبد يشوع الصوباوي.
(23)
كتاب بابي رئيس دير في اللاهوت والناسوت.
(24)
اسكوليوس
تيودروس الكشكري.
(25)
الايام الستة تاليف عمانوئيل.
(26)
مئات ايليا اسقف الانبار.
(27)
نخلة سليمان اسقف البصرة.
(28)
شرح انجيل مار يوحنا لتيودوروس المفِسر.
(29)
كتاب يوحنا ابن فنكايا.
(30)
تاريخ توما المرجي الشهير.
(31)
كتاب اسحاق اسقف نينوى في الرهبان.
(32)
شرح العهد الجديد لا يشوعداد اسقف الحديثة.
(33)
جنة النعيم وهو شرح قرآءات الكتاب المقدس لمدار السنة عند الكلدان.
(34)
شرح غوامض التوراة.
(35)
كتاب نفيس طبي يظن من تاليف حونين الطبيب.
(36)
مقالات وردا الشهيرة.
(37)
اشعار خميس القرداحي .
(38)
كتاب اسحاق الشبدني.
(39)
نحو يوحنا ابن زوعبي.
(40)
حسنُ الاخلاق وملحقاتِه ليوحنا الموصلي.
(41)
كتاب سيرة يوسف بُسنايا.
(42)
قصة ربن هرمز المنظومة.
(43)
قصة ربن ابن البيعة
ܒܪܥܕܬܐ
(44)
فردوس ابآء البرية لعنانيشوع الملفان طبعة الاب بيجان.
(45)
قصة مار
ܝܗܒܐܠܗܐ وملحقاتها طبعة
الاب بيجان.
(46)
المجلد الاول والثاني والثالث والربع من سير القديسين طبعة الاب بيجان.
(47)
تاريخ اوسابيوس القيسري طبعة الاب بيجان.
(48)
مدخل فلسفة أرسطو
ܐܝܣܓܘܓܝ.
(49)
كتاب النفس لموسى ابن الحجر.
(50)
مقالات فيلوكسينوس المنبجي في الرهبان.
(51)
تاريخ يوحنا الافسسي.
(52)
كتاب
جدالات ابن الصليبي المسمى
ܐܘܪܘܥܘܬܐ
(53)
كتاب
الاخلاق لابن العبري
ܐܝܬܝܩܘܢ.
(54)
كتاب الهداية لابن العبري.
(55)
تاريخ ابن العبري البيعي والمدني.
(56)
نحو ابن العبري المختصر والمطول.
(57)
اشعة ابن العبري
ܙܠܓܵܐ
(58)
منارة الاقداس لابن العبري.
(59)
كنز
الاسرار لابن العبري
(60)
خطاب الحكمة لابن العبري ܣܘܕ
ܣܘܦܝܐ
(61)
جانب من زبدة الحكم لابن العبري
ܚܐܘܬ ܚܟܡܬܐ.
(62)
اشعار ابن العبري طبعة اوغسطين شبابي الماروني.
(63)
مضحكات ابن العبري
(64)
فصاحة انطون التكريتي.
(65)
كنوزيعقوب البرطلي.
(66)
ميامراسحاق الانطاكي الشهير.
تحميل
قاموس المطران اوجين منا
دليل الراغبين
في
لغة الآراميين
|