عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

المَخطوطات السريانية الطَقسية : تُراث المَوارنة العَريق وأدَبهم الجَليل (2) 

إعداد روجيه عفيف

3- أمثلة عن الأدب الماروني المدوّن :

 نعطي أمثلة عن الادب الماروني المدوّن ، من خلال مصادر للطقس الماروني ، ترقى الى قبل القرن السادس عشر م : وهي على أنواع ، إمّا متعيّد ، أو موضوع محدد (العذراء ، الفيامة ، الصليب ....) ، أو قراءات ، أو مزامير ، أو جنّازات .

 

1-    للقراءات الكتابية غير الاناجيل : مخطوط 2647 (جامعة سلمنكا ، إسبانيا) ، يرقى الى سنة 1242م . يحتوي على 755 قراءة من العهدين القديم والجديد ، موزّعة على 51 طقسًا ومناسبة في السنة الطقسية المارونية (فرضًا) . ترجم هذا المخطوط ونشره الاباتي تابت ، وهو أوّل مخطوط سرياني ماروني للقراءات[1] ، وقد طبعه معهد الليتورجيا في الكسليك سنة 1988 .

2-    مخطوط 14701 (المتحف البريطاني - لندن) ، يرقى الى سنة 1263م[2] : يحتوي على 54 فرضًا ، مع  37 قراءة وهي رسائل من مار بولس فقط ، موزّعة على تلك الفروض تقريبًا . ترجم هذا المخطوط الاباتي تابت وهو أوّل مخطوط سرياني ماروني للالحان يُنشرَ علميًا ، بالنصين السرياني الاصلي والعربي المترجم ، وهو الاول في سلسلة المصادر الليتورجية المارونية ، وطبعه معهد الليتورجيا في جامعة ااروح القدس- الكسليك سنة 2000م .

3-    مخطوطات للمزامير ، منها ما يرقى الى ما قبل القرن السادس عشر ، على سبيل المثال مخطوط فلورنسا 1-12 (سنة 1318م) ، ومخطوط بكركي 104 (1495-1507م) ، وغيرها[3] .

4-    أناجيل ، نوافير للقدّاس ، متعيّدات : مخطوطات دير سيدة قنوبين في الوادي المقدّس ، وعددها 36 مخطوط وهي عبارة عن : 6 مخطوطات للاناجيل ، مخطوطان للنوافير ، والباقي متعيّدات (أعياد للسنة الطقسية والقديسين) . نصف هذه المخطوطات ، يعود تاريخها الى ما قبل القرن السادس عشر ، وأقدمها الى القرن الحادي عشر م[4] .

5-    مخطوطات للجنازات : الفاتيكاني السرياني رقم 59 (يرقى لسنة 1266م) ، ومخطوط الكرَيم رقم 102 (سنة 1480م) ، ومخطوط بكركي رقم 80 (سنة 1556-1558م) ، وثلاثتها كناية عن بيت غازات ، أي أنّها تتضمّن "كميّات هائلة من الصلوات والألحان والقراءات المكرّسة للجنّاز يصعب تصوّرها لجلسة واحدة أو لاحتفالٍ واحد"[5] .

4- ضرورة نشر مخطوطات التراث الماروني :

إنّ قيمة المخطوطات الطقسية التي تكوّن الادب الماروني العريق ، لا تُضاهى ولا تقدّر بثمن . ولا يمكن معرفتها واكتشاف غناها ، إلاّ بنشرها كلّها أو أهمّها ، بالطريقة العلمية الرائدة والانيقة التي يقوم بها قدس الاباتي يوحنا تابت الجزيل الاحترام (مؤسّس معهد الليتورجيا في جامعة الروح القدس الكسليك ، والرئيس الاسبق للرهبانية اللبنانية المارونية ، والمقرّر العام في اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية) . فهذه المخطوطات الثمينة تَظهر تباعًا بالنصّين : الاصلي السرياني ، والعربي المترجم ، بعمودَين إزائين ، وبذلك ، لا يكون النص العربي المُترجَم قد مَحا الاصل السرياني وازال عراقته ، ولا يكون النص السرياني قد أزال معناه المترجم ، وبقي محفوظًا في لغته الاصلية لمُتقينها فقط . ولذلك وُضعَ النص العربي المترجَم تجاه النص الاصلي السرياني ، بطريقة رائدة ورائعة ، مع مقدّمات وحواشي وشروح .

ولقد ظهر حتى الآن ، من مجموعة المصادر ، الكتب التالية ، بأجزاء عديدة :

1-    للسنة الطقسية واعياد القديسين : مخطوط 14701 ، سنة 1263م ، بيت غازو ألحان للسنة الطقسية وآحادها وأعيادها مع قراءات . نشر سنة 2000 ، في جزآن .

2-    لمواضيع لاهوتية مارونية عامة وعريقة : مخطوط 14703 ، القرن 12-13م ، في سبعة أجزاء : ألحان لوالدة الإله ، للشهداء ، لقيامة ، للتوبة ، للمنتقلين (الموتى) ، للصليب ، للرسل .

3-    أيضًا : المخطوط الفاتيكاني السرياني 324 ، القرن 13م ، في ثلاثة أجزاء : القيامة ، التوبة ، الشهداء .

4-    الشحيمة المارونية ، المخطوط الفاتيكاني السرياني رقم 406 ، القرن 16م ، ظهر منها حتى الآن أربعة أجزاء : الاحد (في جزآن) ، الاثنين ، الثلاثاء . وستظهر تباعًا باقي أجزائها .

(كما نذكّر أن ريش قريان ماروني قديم ، من سنة 1242م ، وهو مخطوط للقراءات كتابية غير الأناجيل ، ويُعتبر بيت غازو من القراءات الكثيرة العدد والمتنوّعة ، قد نشره الأباتي يوحنا تابت سنة 1988م ، بالإضافة الى التفاسير المارونية الثلاثة ، وكلّها من المصادر العريقة)

 

للتواصل مع روجيه عفيف roger-afif@hotmail.com


1-      هناك مجموعة قنوبين ، المكوّنة من 36 مخطوط سرياني ماروني ، من بينها ستة مخطوطات كتاب مقدّس ، معظمها موزّعة على السنة الطقسية المارونية ، وبعضها أقدم من مخطوط سلمنكا . ولكن فرادة مخطوط سلمنكا تبقى راسخة ، كونه أقدم مخطوط للقراءات غير الأناجيل ، أي بمجملها من العهد القديم . عن مخطوط سلمنكا ، ومحتواه وقراءاته ومقارنتها مع مصادر أخرى ، راجع : ريش قريان ماروني قديم ، قدّم له وترجمه الأب يوحنا تابت ، منشورات جامعة الروح القدس ، الكسليك ، لبنان ، 1988 ، ص 1-85 (المقدّمة) .

2-      حول هذا المخطوط ، وموجز عن محتواه وهويّته المارونية : الأباتي يوحنّا تابت ، أسرار التنشئة المسيحية في البيت غازو الماروني 14701 ، 1263م (محاضرة) ،  ص 39-45 .

3-      عن هذين المخطوطَين بالذات ، وموجز عنهما وما يحتويان من مزامير العهد القديم وتسبحات وملحقات ، راجع : الاب (الاباتي) يوحنّا تابت ، كتب المزامير في الطقس الماروني ، ص 3-57 .

1- المطران فرنسيس البيسري ، ثبتٌ منطقي لمخطوطات دير سيدة قنوبين ، منشورات معهد الليتورجيا في جامعة الروح القدس– الكسليك ، لبنان ، 2001 ، ص 122 . (هذا الكتاب هو عبارة عن كاتالوغ للمخطوطات الطقسية لدير سيدة قنوبين بشكل مفصّل عنها ، والتي اكتشفها في الطابق السفلي في المقرّ البطريركي الصيفي في الديمان شمال لبنان ، أواخر صيف سنة 1986 حضرة الاب بولس صفير ، الراهب اللبناني ، وكانت قبلاً في دير سيّدة قنوبين في الوادي المقدّس . وقد تكلّم عنها في محاضرة بعنوان : المخطوطات السريانية المارونية القديمة : تراث دير سيّدة قنوبين ، في المؤتمر الثاني عن أرشيف تاريخ لبنان الذي عقده قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية ، الفرع الثاني - الفنار ، نشرت أعمال المؤتمر في مجلة "دراسات في الآداب والعلوم الانسانية" ، كليّة التربية في الجامعة اللبنانية ، العدد 26 ، بيروت ، 1997 ، ص 81-86)   

2- الاب يوحنا تابت ، الجنّاز الماروني : الماضي والحاضر (محاضرة) ، ص 67 . راجع عن هذه المخطوطات وفكرة سريعة عن محتواها في : المحاضرة ذاتها ، ضمن : الجنّازات المسيحية (مجموعة محاضرين) ، منشورات معهد الليتورجيّا في جامعة الروح القدس الكسليك ، لبنان ، 1990 ، ص 67- 85 . وتجدر الاشارة أنّ هناك الكثير من المخطوطات الاخرى للجنّازات ، ترقى الى ما قبل القرن الخامس عشر ، وأعدادها كبيرة ، لكن أشرنا هنا الى عيّنة منها .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها