العنوان
أعلاه ليس أمنيتي، أو عبارتي، بل هو مقولة الرئيس الإيراني أحمدي
نجاد، التي قالها مؤخرا في اجتماع عُقد في العاصمة الإيرانية
طهران، برعاية الحكومة الإيرانية، تحت اسم «الصحوة الإسلامية»،
وحضره آلاف الشباب، وذلك للقول إن الثورات العربية تسير على غرار
ثورة إيران الخمينية، لكن الأمور سارت عكس ما تمنى نجاد بذلك
الاجتماع!
فبعد عرض
صور بالاجتماع لما حدث بكل من تونس، ومصر، واليمن، وليبيا، هذا عدا
عن صور محرضة تجاه السعودية ودول الخليج العربي، والأردن، والمملكة
المغربية، وقف شاب إيراني فجأة بالمؤتمر حاملا لوحة كتب عليها كلمة
واحدة هي «سوريا؟»، أي: ماذا عن سوريا؟ حينها انطلقت الأصوات
بالقاعة مرددة: «الله.. سوريا.. حرية وبس»! بالطبع أسقط بأيدي
المنظمين، وانطلقت أصوات أخرى تردد شعارات تدافع عن نظام بشار
الأسد. وقتها حان موعد كلمة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وبعد أن
ارتقى المنصة متحدثا قال للحضور: «لا بد أن نكون يقظين.. فالغرب
يريد تأجيج الصراع الطائفي في مجتمعاتنا من أجل أن يطيل بقاء
إسرائيل»! ثم قال مضيفا: «اليوم سوريا.. وغدا بلدكم»، أي: إيران!
فنجاد يربط
سلامة بلاده بسلامة نظام بشار الأسد، وليس العكس؛ فبدلا من أن يقول
طاغية دمشق إن تهديد النظام الإيراني يعني إضعاف النظام الأسدي،
فإن نجاد هو من يقول إن استهداف الأسد اليوم يعني استهداف طهران
غدا، ومعنى هذا الحديث واضح؛ فنجاد يعي أنه لا قيمة، ولا دور،
لإيران بالمنطقة لولا انبطاح النظام الأسدي لهم؛ حيث مكنهم من
المنطقة، خصوصا لبنان، وذلك بزرع العميل الإيراني حسن نصر الله
هناك، مما سهل لإيران وسوريا، مثلا، المتاجرة بقضية فلسطين،
ومحاربة إسرائيل المزعومة، وبالطبع من خلال أكذوبة ترويج الممانعة،
التي ثبت زيفها؛ فالممانعة لم تكن إلا محاولة لاختراق المنطقة من
قبل إيران، وعميلها النظام الأسدي، ومعهما نصر الله.
تصريحات
أحمدي نجاد عن أن «سوريا اليوم.. وبلدكم غدا» تعني أنه بات يدرك
جيدا أن سقوط نظام بشار الأسد سيكون بمثابة قطع يد إيران الخارجية،
وهذا يعني فشلا ذريعا لسياسة إيران الخارجية، ومنذ ثورة الخميني؛
حيث رمت طهران بكل ثقلها خلف النظام الطائفي بسوريا، منذ عهد الأسد
الأب، وإلى عهد الأسد الابن، الذي ساعد إيران أيما مساعدة للتغلغل
بالملفات العربية، واختراق المنطقة، وتجنيد عملاء فيها.
وعليه، فإن
سقوط نظام الأسد يعني أن إيران ستنكفئ على الداخل لمواجهة
استحقاقات مؤجلة، وهذا ما يخشاه ملالي طهران، ومعهم نجاد، والدليل
تحذيره للشباب الإيرانيين بأن يكونوا يقظين في تعاطفهم مع الشعب
السوري؛ حيث يذكرهم بأن «اليوم سوريا.. وغدا إيران» وهذا هو
المتوقَّع؛ لذا فإن سقوط الأسد سيفيد الجميع.