اقرأ
المزيد...
tariq@asharqalawsat.com
سوريا.. الأفضل ألا تجتمع الجامعة
20110826
من المقرر عقد اجتماع وزاري في الجامعة العربية غدا السبت، الهدف
منه مناقشة الأزمة السورية، والملف الليبي، بعد سقوط معمر القذافي،
حيث ينتظر أن تعيد الجامعة عضوية ليبيا المعلقة، وهذا أمر متوقع،
بل تستحق ليبيا المساندة من كل العرب، وليس كما تفعل الجزائر اليوم
مع المجلس الانتقالي الليبي، للأسف.
أما بخصوص الشأن السوري - وهنا بيت القصيد - ففي حال صدقت
المعلومات التي سمعتها من مصدر عربي موثوق، فمن الأفضل ألا تجتمع
الجامعة، والأجدى أيضا ألا يتحدث الوزراء العرب عن ملف الأزمة
السورية. فالمعلومات الخاصة تقول إن هناك محاولة للخروج ببيان
ضعيف، ومُرض لكل الأطراف.. بيان حمال أوجه. فيكفي - وبحسب المصدر -
أن القطريين قد نجحوا في إقناع المندوب السوري بحضور الاجتماع، ومن
باب أن العرب يدركون أن سوريا ليست ليبيا! وإن حدث ذلك فعلا، فهذا
يعني أن العرب يرتكبون خطأ جسيما بحق السوريين العزل، وبحق أمن
المنطقة ككل. فالنظام السوري ارتكب من الجرائم بحق السوريين مثل ما
فعل القذافي بشعبه، بل إن السؤال هنا هو من سيجرؤ، من القادة
العرب، أن يضع يده غدا في يد النظام الأسدي الملطخة أيديه بدماء
السوريين؟
قد يقول قائل إن العرب قد فعلوها أيام الأسد الأب على الرغم من
مجازر حماه، وفعلوها كذلك مع صدام حسين على الرغم من المجازر التي
وقعت بحق الأكراد. وهذا كله صحيح، لكن الزمان غير الزمان، والظروف
غير الظروف، فالرأي العام اليوم أكثر اطلاعا بما يدور حوله. كما -
وهذا الأهم - أن المنطقة العربية شهدت اليوم، وفي ستة أشهر، سقوط
ثلاثة زعماء عرب، واثنان في الطريق، وهما اليمني والسوري. لذا، فمن
العبث أن تعرض الأنظمة العربية اليوم أمنها للخطر في محاولة لتلميع
صورة نظام الأسد، خصوصا أن السوريين والعرب يرون أن الوحيدين الذين
يدافعون عن النظام الأسدي هم الإيرانيون، على الرغم من كل فظائع
نظام الأسد؛ بل حتى إيران بدأت تحاول الآن القيام بحملة علاقات
عامة مع الشعب السوري، ومن خلال قناة «المنار» التابعة لحزب الله
في لبنان، حيث تحدث الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في مقابلة بثتها
المحطة حول ما يحدث في سوريا، وقال إنه «يجب أن يكون للشعب حق
الانتخابات وحق الحرية»!
لذا، فإن المطلوب، والمفروض، ألا يقل أي بيان يصدر عن المجلس
الوزاري للجامعة العربية تجاه سوريا عن نص البيان الرئاسي لمجلس
الأمن تجاه النظام الأسدي، أو قرار حقوق الإنسان في جنيف، وكذلك نص
خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التاريخي
تجاه سوريا. وفي حال كان بيان الجامعة العربية أقل من البيانات
الثلاثة، المشار إليها أعلاه، فإن ذلك يعني أن الجامعة العربية،
التي كان يؤمل منها أن تعمد إلى سحب السفراء العرب من سوريا،
وتجميد عضويتها، أصبحت تحاول تلميع صورة نظام الأسد الدموي الذي لا
يختلف بأي حال من الأحوال عن معمر القذافي، وصدام حسين، وهذه بحد
ذاتها جريمة بحق السوريين من دون شك.
|