اقرأ المزيد...

ماذا بعد سقوط القذافي؟

 

طارق عيسى طه

Tarektaha17@yahoo.de

عمت الشعوب العربية وباقي شعوب العالم التقدمي عالم المودة والصداقة والسلام فرحة كبيرة اليوم انها فرحة ممزوجة بدموع ألأمهات وألأرامل وألأيتام ضحية الظلم وأنانية العائلة القذافية ومن لف حولها من ألأنتهازيين والطفيليين تقابلها أرادة الثوار الذين كان طموحهم الحرية التي ناضلوا وكافحوا من اجلها وأختلطت دماء شهدائهم الذين قدموا انفسهم قرابين وبذلوا دماؤهم معجونة بتربة الوطن الغالية حيث ستبقى ذكراهم ملهمة للهمم والنضال هؤلاء الذين أثروا الحرية وسيادة الوطن على ارواحهم وسعادة عوائلهم وسيبقى السؤال حاضرا ماذا بعد زوال الطاغية وعائلته ؟ طبعا خلال الثورة المسلحة اختلطت المساعي والنيات الطيبة بالنيات السيئة فقد حمل البندقية من اراد الحرية والسلام وسعادة شعب كان مكبلا في السجون ولا يسمح له بحرية الكلمة والرأي وألرأي الأخر فقد كان القذافي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة وبكتابه ألأخضر تصور نفسه وجد نظرية عالمية ثالثة غير الراسمالية والشيوعية وكان همه الوحيد هو جمع المال ويقال بان ليبيا تملك 144 طنا من الذهب اي ما يساوي ستة مليارات دولار امريكي وهناك من يقول بان الرقم قليل ووصلت ملكية القذافي الى مائة وثلاثون مليار دولار مشفرة تحت اسماء مختلفة في شتى بنوك العالم.
اليوم سقط القذافي وغدا تظهر الخلافات فقد انتشرت قطع السلاح المختلفة ثقيلها وخفيفها الى ايادي الشعب ولا توجد ضمانة كافية بان ترجع هذه القطع من السلاح الى الحكومة الجديدة والتي امامها واجبات كثيرة وجديدة عليها , عدا ان هناك اسلاميون دخلوا الميدان الثوري باسماء اخرى سوف يحاولون الأصطياد بالمياه العكرة , سوف تظهر عصابات تجار السلاح لتعمل لها قرشين من الفوضى التي تعقب كل ثورات العالم الا ان الخوف الرئيسي هو حلف الناتو الذي عمل بكل جد وكان كريما في تحمل تكاليف الحرب فهل كان ذلك من اجل سواد عيون الشعب الليبي ؟ سؤال وجيه والمكتوب باين من عنوانه , اليس كذلك ؟ بألأضافة الى ان نظام القذافي سوف لا يستسلم بسهولة فقد حكم اثنان واربعون عاما بلياليها وحفر السدود وألأنفاق تحت ألأرض وفوق ألأرض العمارات والدوائر الرسمية وسوف تكشف العناصر التي ايدت الثورة في البداية عن وجهها الكالح حين تدق ساعة الصفر كما يحصل ألأن في تونس ومصر .انها معركة حتمية سوف تساهم فيها قوى العدوان والرجعية تقابلها قوى التقدم والمدنية وألأنسانية والنصر يجب ان يكون حليف الشعوب فالمعركة في تونس مستمرة من اجل سعادة المواطن وانسانيته وكذلك في مصر وان قوى الخير تتجمع في البلدين من اجل اكمال المسيرة التي بدأت وسوف تبقى ارواح الشهداء في مخيلة الشعوب تذكرها بان تتوحد وتعمل وتجند كل ما لديها من قوى من اجل اتمام المسيرة .قوى الشعوب الخيرة تعمل من اجل انهاء الديكتاتوريات المتفشية في معظم البلدان العربية من اجل حكم الشعب بواسطة الشعب افكار ديمقراطية اشعلت بلهيبها قيود وأصفاد وسجون المغتصب الذي عاث فسادا لمدة اثنان واربعون عاما وجاء اليوم , يوم الحساب ليس في ليبيا فقط , فالشعب السوري يقدم الشهداء يوميا بسخاء وألة النظام الحربية ترتكب الجرائم الوحشية بلا خجل يدفعها عامل الخوف من مصير مشترك مع الزعماء الذين يقبعون في الأقفاص منتظرين كلمة العدالة بحقهم جزاء ما ارتكبوه من جرائم يشيب لها الولدان كما هو في حالة مبارك وزبانيته ,او الذين هربوا وتمت محاكمتهم على بعض من جرائمهم التي ارتكبوها ضد شعوبهم , مثل بن علي زين العابدين وزوجته والأقارب وشلتهم شلة الفساد والخراب .

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها